عاجل
السبت 23 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
المعاميع والنعانيع ..؟

المعاميع والنعانيع ..؟

بقلم : محمود الجمل

 



 
نبهني الصديق  احمد سراج الي انني  قد قصدت في مقالي السابق  " نعانيع المحكمة الدستورية " ان  استخدم لفظ " معاميع " وليس " نعانيع "  فالمعاميع  لدي العامة  هي الأحشاء الداخلية للأنسان , وكان مشهورا في الأحياء الشعبية  وخصوصا في حالات العراك ان تنطلق عبارات خشنه علي غرار " ضربة في معاميعك "  ويقصدون بها ضربة في احشائك او جاتك وجع في بطنك . هكذا كان المصريون يتراشقون بالشتائم من هذه العينه , قبل ان نصل الي عصر الخرطوش والمولوتوف .
 
اما كلمة  " نعانيع " والتي استخدمتها في كتابة عنوان المقال , فلم تكن هي اللفظ الذي اقصده , فالنعانيع مشتقه من النعناع  , والنعناع معروف برائحته النفاذه , خاصة اذا تم تحضيره معمليا او تم تركيزه كشراب  , ويطلق  لفظ " منعنع " علي كل من تبدو عليه اثار النضاره , وقديما انتشرت الأغنيه الشعبية الشهيرة  التي تقول " يابتاع النعناع يامنعنع , يابتاع النعناع ياواد انت  " .
 
اذن  انا بين فسطاطين  . فسطاط المعمعه وفسطاط النعنعه .  الفسطاط الأول  يشتبك فيه  من وضعوا الدستور ولم يقيدوا حق التصويت في الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات لرجال القوات المسلحة والشرطة , واستعاروا نصا من دستور 71  يكتفي فقط باعفاء هؤلاء  من التصويت بلاعقوبات .  قضاة المحكمة الدستورية عندما افتوا بحتمية المساواة بين جميع المصريين في عمليات التصويت دون اعفاء , استندوا الي النص الدستوري وامسكوا بتلابيبه , وكانوا وهم يمسكون بتلابيب  النص  يدركون انهم يقبضون باصابع من حديد علي " معاميع " النظام الحاكم  , بجماعته وحزبه وانصاره , والذين لم ينتبهوا جميعا الي خطورة النص ولا الي حالة التربص من قبل  كهنة الدستورية  , وباتت المسألة بحاجة الي  قرارات ادارية منظمة تصدرها الهيئات المقصودة للأفراد المنتمين اليها للتخفيف من اثار الفتوي التي يراها البعض  تدفع  البلاد دفعا نحو التقسيم .
 
ايضا فسطاط المعمعة هذا , يجلس تحته  الهواه الذين يديرون مؤسسة الرئاسة , والذين  سمحوا باذاعة حوار استراتيجي  خاص بقضية سد النهضة يضم  معظم قيادات الدولة من قوي المعارضة والأحزاب  , دون ان يلفتوا نظر الجميع الي ان هذا الحوار علي الهواء مباشرة وبلامونتاج . وبالتالي تورط البعض في الادلاء باراء ماكان لها ان تذاع علي الهواء , الا اذا كان ماتم مقصودا لايصال رسالة ما هكذا  . لكنني اجزم بأن القائمون علي الديوان الرئاسي ومابقي به من مستشارين  لايتمتعون بهذه القدرة علي التفكير التاّمري , وبالتالي فأن ماتم يستحق المراجعه والمؤاخذة , بل والعقاب .
 
 
يبقي  فسطاط النعنعه  , وهو الفسطاط الذي يستظل بظله الظليل , من لفحة النار والهجير , قادة مايسمي بجبهة الانقاذ , المحكوم علي احدهم بخمس سنوات حبس و200 الف جنيه كفاله في قضية شيك بلارصيد , واخر تورطت ابنته في عملية نصب بالملايين , والبوب المعتذرلاثيوبيا المتواطئ نظامها مع اسرائيل , ثم اسماءاخري هامشية يجمعها العداء لكل ماهو اسلامي  , دون طرح اي مشروعات حضارية بديلة قادرة علي المواجهه , فقط هي حالة النعنعه الفضائية والقدرة علي صك  المصطلحات والهتاف احيانا وعلي الهواء مباشرة  بعبارة
" ااانا جدع " !

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز