

بقلم
محمود الجمل
المعاميع والنعانيع ..؟
12:00 ص - الأربعاء 5 يونيو 2013
بقلم : محمود الجمل
نبهني الصديق احمد سراج الي انني قد قصدت في مقالي السابق " نعانيع المحكمة الدستورية " ان استخدم لفظ " معاميع " وليس " نعانيع " فالمعاميع لدي العامة هي الأحشاء الداخلية للأنسان , وكان مشهورا في الأحياء الشعبية وخصوصا في حالات العراك ان تنطلق عبارات خشنه علي غرار " ضربة في معاميعك " ويقصدون بها ضربة في احشائك او جاتك وجع في بطنك . هكذا كان المصريون يتراشقون بالشتائم من هذه العينه , قبل ان نصل الي عصر الخرطوش والمولوتوف .
اما كلمة " نعانيع " والتي استخدمتها في كتابة عنوان المقال , فلم تكن هي اللفظ الذي اقصده , فالنعانيع مشتقه من النعناع , والنعناع معروف برائحته النفاذه , خاصة اذا تم تحضيره معمليا او تم تركيزه كشراب , ويطلق لفظ " منعنع " علي كل من تبدو عليه اثار النضاره , وقديما انتشرت الأغنيه الشعبية الشهيرة التي تقول " يابتاع النعناع يامنعنع , يابتاع النعناع ياواد انت " .
اذن انا بين فسطاطين . فسطاط المعمعه وفسطاط النعنعه . الفسطاط الأول يشتبك فيه من وضعوا الدستور ولم يقيدوا حق التصويت في الانتخابات البرلمانية والاستفتاءات لرجال القوات المسلحة والشرطة , واستعاروا نصا من دستور 71 يكتفي فقط باعفاء هؤلاء من التصويت بلاعقوبات . قضاة المحكمة الدستورية عندما افتوا بحتمية المساواة بين جميع المصريين في عمليات التصويت دون اعفاء , استندوا الي النص الدستوري وامسكوا بتلابيبه , وكانوا وهم يمسكون بتلابيب النص يدركون انهم يقبضون باصابع من حديد علي " معاميع " النظام الحاكم , بجماعته وحزبه وانصاره , والذين لم ينتبهوا جميعا الي خطورة النص ولا الي حالة التربص من قبل كهنة الدستورية , وباتت المسألة بحاجة الي قرارات ادارية منظمة تصدرها الهيئات المقصودة للأفراد المنتمين اليها للتخفيف من اثار الفتوي التي يراها البعض تدفع البلاد دفعا نحو التقسيم .
ايضا فسطاط المعمعة هذا , يجلس تحته الهواه الذين يديرون مؤسسة الرئاسة , والذين سمحوا باذاعة حوار استراتيجي خاص بقضية سد النهضة يضم معظم قيادات الدولة من قوي المعارضة والأحزاب , دون ان يلفتوا نظر الجميع الي ان هذا الحوار علي الهواء مباشرة وبلامونتاج . وبالتالي تورط البعض في الادلاء باراء ماكان لها ان تذاع علي الهواء , الا اذا كان ماتم مقصودا لايصال رسالة ما هكذا . لكنني اجزم بأن القائمون علي الديوان الرئاسي ومابقي به من مستشارين لايتمتعون بهذه القدرة علي التفكير التاّمري , وبالتالي فأن ماتم يستحق المراجعه والمؤاخذة , بل والعقاب .
يبقي فسطاط النعنعه , وهو الفسطاط الذي يستظل بظله الظليل , من لفحة النار والهجير , قادة مايسمي بجبهة الانقاذ , المحكوم علي احدهم بخمس سنوات حبس و200 الف جنيه كفاله في قضية شيك بلارصيد , واخر تورطت ابنته في عملية نصب بالملايين , والبوب المعتذرلاثيوبيا المتواطئ نظامها مع اسرائيل , ثم اسماءاخري هامشية يجمعها العداء لكل ماهو اسلامي , دون طرح اي مشروعات حضارية بديلة قادرة علي المواجهه , فقط هي حالة النعنعه الفضائية والقدرة علي صك المصطلحات والهتاف احيانا وعلي الهواء مباشرة بعبارة
" ااانا جدع " !
" ااانا جدع " !
تابع بوابة روزا اليوسف علي