

عصام ستاتى
الفرمانات الديكتاتورية لوضع السم فى العسل
بقلم : عصام ستاتى
فى البداية علينا ألا نردد عبارة "إعلان دستوري" حتي ولو من باب النقد له . هذا فرمان استبدادي لا علاقة له بأي دستور علي وجه الأرض ، ولا يجب إلصاقه ب "صناعة الدساتير" في مشارق الأرض ومغاربها.إنه بالأحري "إعلان حرب" علي الشعب والدولة والقانون .. والثورة .
لصناعة ديكتاتور لايعرفه التاريخ ويجعل من مرسى على أقل تقدير مثل " الخليفة الأموي: عبد الملك بن مروان. فور توليه خلافة المسلمين.
والله لا يأمرني أحد بتقوى الله بعد مقامي هذا إلا ضربت عنقه" فخلاصةهذه القرارات الديكتاتورية :أصبح مرسي كواجهة للإخوان خصـم و حكم و جلاد .. والتبرير قميص الشهداء وشخص عبد المجيد محمود فى خلط الأوراق فهل ثمت علاقة بين إعادة محاكمة قتلة الثوار وتحصين مجلس الشورى والجمعية التأسيسية ؟ وأيه علاقة بين زيادة معاشات المصابين بعدم جواز الطعن على أى قرار يصدره مجلس شورى الإخوان ؟ إنه أشبه بموقف السادات عندما وضع المادة الثانية للدستور ثم أعطى لنفسه ترشح رئاسى مدى الحياة بتغير كلمة مدة إلى كلمة مدد .
وهو ما يخالف الأسس التى تم انتخاب مرسى عليها فمن انتخبوك ، انتخبوك يا مرسي رئيساً للسلطة التنفيذية .. رئيساً لوزراء الدفاع والداخلية والخارجية ...إلخ .. لم ينتخبك أحد رئيساً للسلطة القضائية ... أنت والعريان وغزلان .. والشاطر وبديع قلتم : الشرعية ليست من الميدان .. الشرعية من البرلمان .. كيف بالله أصبحتم ثواراً ؟؟ تريدون إعادة محاكمة مبارك ، فماذا عن الجرائم التى ارتكابها العسكر من مسرح البالون لماسبيرو لمحمد محمود لمجلس الوزرا واتهمتم الشهداء والأحياء أنهم يريدون افساد العرس الديمقراطى وفضلتم الكراسى ولفظها المهذب شرعية البرلمان على شرعية من ضحى وفقد عيونه واستشهد ومازال يعانى ، إنه وضع السم فى العسل أن يتم أخذ بعض مطالب للثورة وخلطها بفرمان ديكتاتورى ، فالكلام عن حق الشهداء والتعويضات واعادة محاكمة قتلة الثوار "حق يراد به باطل " وعملية مكياج لاخفاء الوجه الدميم لدكتاتورية بغيضة. فالأمر الذي لالبس فيه ويراه الجميع رؤية الشمش الساطعه أن مرسي قرر الاستحواذ علي السلطه لأهداف متعدده أولاها أن يأخذ بيديه سلطة التشريع بعد فشل كل محاولات الأخوان لبعث الروح في مجلس الشعب المنحل وفقا لقرارات الدستورية والادارية .
ثانيها : تكشير الأنياب للسلطه القضائيه التي ثبت أنها لن تكون أداه طيعه في يد الأخوان ولا أهدافهم .
ثالثها : تحصين التأسيسيه من قرار بالحل أصبح سيفا مسلطا عليها وبعد أن فقدت شرعيتها بانسحاب القوي المدنيه والكنائس المصريه منها .
وبالتالي فالقرارات صدرت لتكرس كيانا مستبدا لم تشهده مصر في ظل أعتي الديكتاتوريات وتصوغ دستورا وفقا لهوي الإسلام السياسي ويكتب نهاية لثورة 25 يناير وأهدافها .
، فالرئيس يعين نائب عاما جديدا باختياره،حتى دون أخذ رأى مجلس القضاء الأعلى ويكون درور الرئيس التصديق فحتى إخراج القرار على المستوى الشكلى يقول حتى لأصحاب النوايا الحسنة لا يوجد أى نوايا حسنة وأن هناك نية مبيتة لاتخاذ هذا القرار وهل يمكن أن يخرج فرمانا دستوريا من أجل شخص لقد كنا نعاني من تبعية عبد المجيد محمود لنظام مبارك، وسنعاني الفترة المقبلة من تبعية طلعت لنظام مرسي، فهذا يغل يد القضاء عامة بتحصين القرارات والقوانين التي يصدرها،وهى ضد الديمقراطية التي يرجوها الشعب المصري فالديموقراطية توءد في مهدها''. ، وإذا انكسرت اليوم إرادة قوى الثورة والمدافعين عن الديموقراطية، وأفلت الطاغية بقراراته ،فليتحسس كل منا رقبته. فالفاشية الدينية متعطشة للدماء وهي مثل أسماك القرش لا تزيدها الدماء إلاّ توحشا.. وستبقى مهمه أخيره لمرسى بعد إسقاط مؤسسة القضاء هى إسقاط مؤسسة الجيش ليتمكن الإخوان من إقامة الدوله الأخوانيه بغيرها أقول للجيش المصرى ستبكون غداً كما بكى الباكون اليوم هدف الإخوان النهائى استبدال دولة بدوله وأنتم الهدف الأخير والتحايل ليس له حدود والذى يبدو كالنعجه سيطعن كخروف .
النية مبيتة مع سبق الإصرار والترصد ، وواضحة وضوح لا لبس فيه مطلقاً ، لماذا خرج الأخوان قبل قرارات الرئيس للشوارع بساعات إلا إذا كانوا يعلمون ولم يخرجوا وحدهم بل خرج معهم السلفيين وهم أيضاً يعلمون وإضافة لذلك فالأمريكان بالتأكيد يعلمون ويبدو أن الشعب وحده آخر من يعلم ، لا تعولوا يا أخوان على الأمريكان فليس من الممكن فهم دور الأمريكان فى تدعيم صعود الأخوان بشكل عميق على اعتبارات الاتفاقات السريه فقط لكن ممكن فهم فكرة الأمريكان عن صناعة العدو الكامل ويكون تفصيل ضعيف ساذج جشع غبى خارج الزمن ليسهل أما قياده أو يكون مبررا لقتله ساعة اللزوم . إن الأمريكان لا يهمهم فى هذه المرحلة الإ ثلاثة أشياء وهى أمن أسرائيل وقد تحقق بواسطة مصر مع حماس وثانياً المصالح الأمريكية لا تخدش وقد حصل الأمريكان على الضمانات الكافية لذلك وثالثاً أن يحدث استقرار وهمى فى مصر ولو بالقمع . وفى نفس الوقت يتم التنسيق على قدم وساق وليكن المؤسسة العسكرية فى حالة سقوط الأخوان أمام طوفان الشعب ليكونوا بديلاً ولكن البديل هذه المرة مرفوض شعبياً لما فعله فى فترته الانتقالية فليس أمام الأمريكان الا الأخوان وليس أمام الشعب إلا استكمال ثورته وعلى الثورة أن تختار قائدها أو مجلس لقيادتها الآن وأن تنبذ أى خلافات ومرجعيات ويعمل الجميع فى إطار التيار الوطنى المصرى الذى يرى أن مصر أولاً ومصالحها فوق كل فصيل وفوق كل اعتبار .