عاجل
الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الإعلان.. وحقيقة الإخوان

الإعلان.. وحقيقة الإخوان

بقلم : كريمة سويدان



 

ما يحدث فى الشارع المصرى الآن هو صفعة على جبين من يتصور أن الشعب المصرى يمكن التغرير به أو الضحك عليه أو تخويفه أو ترويعه حيث جاء رده على «ما يسمى» بالإعلان الدستورى المشبوه الذى أصدره رئيس الجمهورية الخميس قبل الماضى بمليونية كبيرة فى جميع ميادين مصر تتضمن جميع التيارات السياسية ومصممة على الاستمرار فى الضغط لحين إلغاء هذا الإعلان المشبوه.. كما جاء رد قضاة مصر الشرفاء الذين رأوا فى هذا الإعلان اعتداء غير مسبوق على استقلال القضاء ورغم أن الرئيس مرسى قد دخل فى مواجهتين سابقتين مع القضاة انتهت بتراجعه عن قراراته تحت ضغطهم لإرساء دولة القانون ولكنه لم ينس لهم ذلك خاصة موضوع عزل النائب العام وأصر على الثأر منهم بإصداره هذا الإعلان وقبل دراسة تبعاته.
 
وكانت ردود فعل القضاء مذهلة، حيث قامت معظم محاكم النقض والاستئناف على مستوى مصر بتعليق العمل لحين إلغاء القرارات الرئاسية، كذلك كان للمجلس الأعلى للقضاء موقف غير معلن رغم تحفظى على عدم إعلانه لهذا الموقف المشرف وهو إعطاء النائب العام الجديد مهلة 24 ساعة لكى يستقيل وأن يقوم المجلس بترشيح ثلاثة من رؤساء النيابات ليختار منهم رئيس الجمهورية النائب العام الجديد.. ومن الفخر أيضا أن يقوم 180 دبلوماسيا مصريا بالاعتراض على توجيهات صدرت من وزارة الخارجية إلى السفارات بالدفاع عن الإعلان الدستورى والتقليل من الانسحابات من الجمعية التأسيسية للدستور التى يهيمن عليها الإسلاميون وهو نفس الأسلوب الذى كان يستخدمه النظام البائد فى محاولة لتجميل صورة النظام وهو الأمر الذى رفضه الدبلوماسيون تماما ولن يضطروا إلى عمله.. لقد نجحت القيادة السياسية فى شق الشعب المصرى نصفين كما تراجع عدد كبير من مؤيدى الرئيس بعد إصداره هذا الإعلان المشبوه والغريب أن يقوم بعض مستشارى الرئيس بإطلاق تصريحات مستفزة للشعب حيث أجاب حفيد الشيخ العلامة رفاعة الطهطاوى رئيس ديوان الجمهورية على كيفية الخروج من هذه الأزمة نافيا نية الرئيس لسحب الإعلان «قيد أنملة» متحديا إرادة الشعب المصرى ناهيك عن تصريحات وزير العدل ضاربا بكل الثوابت القانونية وبكل مواقفه الوطنية السابقة عرض الحائط.
 

أخيرا ومع كتابة هذه السطور يظل الموقف السياسى فى مصر فى غاية الخطورة إذا لم يدرك رئيس الجمهورية المنحنى الصعب الذى تنزلق إليه مصرنا الحبيبة.. فيا عقلاء هذا الوطن تنحوا جانبا عن مصالحكم الخاصة ومقدموا مصلحة الوطن على كل شىء قبل فوات الأوان.

 
 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز