عاجل
الأحد 16 يونيو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
البقاء لله فيك.. يا مصر

البقاء لله فيك.. يا مصر

بقلم : كريمة سويدان

 



 

ما يحدث فى مصر الآن ضرب من الخيال.. أصبحنا فى زمن صار فيه الصدق كذبا والكذب صدقا والحق باطلا والباطل حقا والعدل ظلما والظلم عدلا، كما أصبحت الديمقراطية ديكتاتورية والديكتاتورية هى الديمقراطية، إن قلوب ملايين من المصريين تعتصر حزنا عليك يا مصر، حيث أصبح الانقسام الشديد بين صفوف شعبها هو أهم ما يميزها الآن، وأصبح الاقتتال بين مسلمى هذا الوطن هو الوسيلة الوحيدة للتفاهم، كما أن هناك حصارا للمحكمة الدستورية العليا قارب على الشهر ولا يسمح لقضاتها بالعمل ويجلسون فى منازلهم كما أن هناك حصارا آخر لمدينة الإنتاج الإعلامى لبث الرعب والخوف فى قلوب الإعلاميين الذين يقدمون برامج «التوك شو»، ولا يوجد أى نوع من أنواع التأمين من الشرطة أو الجيش ويتم إدخال الإعلاميين سرا ومن الأبواب الخلفية حتى لا يراهم المتظاهرون من أنصار حازم صلاح أبوإسماعيل حتى مذيعات التليفزيون المصرى لم يسلمن من أذى الجماعات الإسلامية بينما نجد جميع أنواع التأمين فقط حول قصر الرئاسة «الاتحادية»، حيث يتظاهر معارضو سياسات الرئيس مرسى سلميا ونشاهد جميع أنواع المعدات الحربية من دبابات ومدرعات وجنود للجيش والشرطة والجدار العالى الذى تم بناؤه حول القصر وأصبحت أجهزة الدولة منوطاً بها حماية قصر الاتحادية فقط، هذا بالإضافة إلى ما يتم من اعتداءات مشينة بالضرب تصل إلى حد القتل للرموز الوطنية وأبنائهم من معارضى سياسات رئيس الجمهورية الذين تم اتهامهم- من قبل جماعات التيار الدينى السياسى- بالاعتداء على الشريعة والشرعية، وأصبحنا نعيش فى فوضى دولة القانون، فهناك من يصر على إجراء الاستفتاء على الدستور الجديد غير التوافقى فى موعده اليوم السبت- 15 ديسمبر- وهناك 90٪ من قضاة مصر يرفضون الإشراف على هذا الاستفتاء إلا بعد عودة هيبة القضاء ومعظم شوارع القاهرة تعانى من المظاهرات والاعتصامات وقضاة هذا الوطن عازفون عن العمل والسبب فى هذا كله هو تصرفات وقرارات الرئيس غير المدروسة وغير المسئولة والتى غالبا ما تكون صادرة ليس من الرئاسة ولكن من مكتب الإرشاد بالمقطم، فمن المفروض أن يحكم مصر رئيسها المنتخب أم جماعته؟! ومن المفروض أيضا أن يحمى شرعية الرئيس مؤسسات الدولة الرسمية أم جماعته؟!.. وفى النهاية لا يسعنا إلا أن ندعو الله أن يحفظ مصر والمصريين.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز