عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
الألتراس وطلبة الجامعات.. آخــر كــروت الإخـوان

الألتراس وطلبة الجامعات.. آخــر كــروت الإخـوان

بقلم : محمد هيبة

 



يبدو أن الإخوان قد أخرجوا كل الكروت التى فى جعبتهم بعد عزلهم من الحكم.. وإعادتهم إلى مكانتهم الطبيعية كجماعة محظورة والتى كانت هذه الكروت تمثل المسيرات والتظاهرات والعنف والتدمير والتفجير والقتل بدم بارد.. يبدو أن كل هذه الكروت أصبحت كروتا محروقة فشلت فشلا ذريعا فى الضغط على الدولة وأجهزتها ومؤسساتها لإعادتهم إلى المشهد السياسى مرة أخرى.. فبدأوا يلعبون بآخر كروتهم المحروقة وهى استخدام الشباب فى إحداث الفوضى والعنف داخل الشارع.. وذلك عن طريق تحريك شباب الألتراس من ناحية وشباب وطلاب الجامعات من ناحية أخرى، وذلك لتحقيق الأهداف التى فشلوا وعجزوا خلال 100 يوم عن تحقيقها.
 
 الشباب هنا سواء كانوا من الألتراس أو طلاب الجامعات هم وقود سهل الاشتعال والإشعال فى الوقت ذاته لإدخال البلاد فى دوامة من الفوضى وعدم الاستقرار، لذا فهم يتم استغلالهم أسوأ استغلال بدفعهم فى أتون السياسة وجرهم بعيدا عن المجال الرياضى وأيضا المجال التعليمى.. والحقيقة أن شباب الألتراس وهى جماعات تشجيع رياضى تم استغلالها بعد ثورة يناير على يد الإخوان لإحداث القلاقل فى الشارع، وذلك عن طريق مذبحة بورسعيد.. وكان ذلك خافيا على الجميع إلى أن انكشفت الحقائق المفزعة حول تورط الإخوان فى هذه المذبحة.. منذ هذه المذبحة بدأ استغلال الألتراس بقوة ضد الشرطة لتكسيرها.. وضد الجيش أيضا لتحجيمه.. وأصبحت ظاهرة الألتراس ظاهرة مقلقة بعد أن خرجت عن الإطار الشرعى للتعبير وقامت بحرق اتحاد الكرة ونادى الشرطة وهى أيضا تعود وفى نفس يوم اقتحام كرداسة لتحدث فوضى وتقتحم نادى الزمالك، وتدمر وتحرق وتقطع الطرق، وآخر مواجهة حدثت بين الألتراس والشرطة ما حدث فى مطار القاهرة ثم قطع طريق صلاح سالم.. ومن هنا كان القبض على بعضهم وتحويلهم إلى النيابة، لذا فما فعله ويفعله الألتراس حتى لو كانت الأهداف نبيلة من وجهة نظرهم فهى جريمة بكل المقاييس لأن المسيرات أو الاحتجاجات لو كانت سلمية لما تعرضوا للقبض عليهم، لذا فإن محاولات حصار دار القضاء العالى وأيضا النائب العام للإفراج عن زملائهم لن تجدى نفعا إلا بالقانون وبالقانون فقط.. والمشكلة الحالية أن الألتراس أصبحت فعلا ظاهرة مقلقة للغاية، فلا مانع من تكوين روابط مشجعين، ولكن الخطورة أن يزج بها عمدا فى أتون السياسة والصراع السياسى بين الإخوان والدولة، لذا لابد من وقفة مهمة جدا وحاسمة وقاطعة ورادعة ضد هذه الجماعات التى لن يحترق بنارها سوى هؤلاء الشباب الثائر المغرر بهم والمضحوك عليهم من الإخوان.. لذا لابد من تفكيك روابط الألتراس فى الوقت الحالى والبحث عن موارد تمويلها وأيضا معرفة من المتحكم فيهم ومن الذى يحركهم ويوجههم وذلك حتى تنتهى هذه الفترة الانتقالية الحرجة من عمر مصر وحتى لا يدفع هؤلاء الشباب الثمن وحدهم من حياتهم ودمائهم ومستقبلهم إذا ما تم القبض عليهم وتحويلهم للقضاء.
 
الأمر نفسه يحدث مع طلبة الجامعات والموالين منهم لجماعة الإخوان والجماعات الإسلامية الأخرى، ومنذ اليوم الأول للدراسة فى الجامعات يحاولون الزج بالطلاب فى حرب سياسية والصراع السياسى ويحاولون نقل هذا الصراع إلى الحرم الجامعى حتى تتحول الجامعات إلى ساحات حرب بين الموالين للإخوان والرافضين لهم، وكل يوم على مدى شهر فائت تقوم المظاهرات والمسيرات وتدور الاشتباكات بين الفصائل داخل أسوار الجامعة وخارجها حتى يتم إفساد العام الدراسى وينشغل الطلبة عن المهمة الأساسية لهم فى الجامعة.. وآخر المطاف ما حدث فى جامعة الأزهر التى بدأت الدراسة بها السبت الماضى.. وطبعا تم تحريك الطلبة والطالبات بعلامات «رابعة» الماسونية ليحاولوا الخروج لاحتلال ميدان رابعة وبالطبع تصدت لهم قوات الأمن ومنعت خروجهم إلى الميدان فتحولوا إلى الطريق ليقطعوه كعادة الإخوان.. كل هذا يحدث والحكومة بصفة عامة.. ووزارة التعليم العالى مازالت أيديها مرتعشة من تطبيق الضبطية القضائية، بل والضرب بيد من حديد على من يحول الجامعة إلى ساحة للصراع السياسى، وما حدث من اقتحام لطلبة الإخوان للمبنى الإدارى لجامعة القاهرة، مبنى القبة واحتلاله لهو أكبر دليل على التراخى الشديد فى التعامل مع المشكلة.. ونحن كنا طلبة وكنا نخرج للتظاهر فى السبعينيات ومع ذلك لم يحدث أن قمنا بقطع طريق أو اقتحام مبانٍ أو الدخول فى معارك وعنف مع بعضنا البعض، وأيضا لم يحدث أن تطاولنا على أساتذتنا.. نحن أمام انفلات كبير أخلاقى وسياسى ودينى حتى بين طلاب الجامعات وبالأخص المنتمين للإخوان والذين يتشدقون ليل نهار بأنهم مسلمون وهم فى الحقيقة بعيدون تماما عن الإسلام.. ولذا لابد أيضا لإدارة هذه الجامعات بالضرب بيد من حديد لكل من يحول الجامعة إلى ساحة الصراع السياسى.. والجامعة مكان فقط لتلقى العلم.. والذى يريد أن يلعب سياسة يخرج خارج الحرم.. لأن غيره من الأغلبية الكاسحة للطلاب يريدون أن يتعلموا ويواصلوا حياتهم الجامعية فى هدوء وسكينة.. وإذا أصروا على سلوك هذا المنهج فقوانين الجامعة كافية وكفيلة بردعهم حتى ولو أدى الأمر إلى فصلهم تماما من الجامعة.
 
عجيب أمر حكومة الببلاوى.. لديها قانون وحالة طوارئ كاملة وشاملة يستطيعون بها التحكم فى الشارع والسيطرة على الأمن وإحداث الاستقرار.. ومع ذلك يلجأون لقانون التظاهر فى هذا التوقيت الغريب الذى يمكن أن يؤلب عليهم القوى الثورية والليبرالية والشباب والأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان وغيرها من المنظمات.. نحن الآن يا سادة لسنا فى حاجة لقانون تظاهر لأن قانون الطوارئ يكفى، وفيه مواد تحظر أشياء كثيرة منها الاجتماعات لأكثر من 5 أشخاص والمسيرات والتظاهرات والاحتجاجات والإضرابات واستخدام العنف.. وقانون الطوارئ هنا هو حالة مؤقتة تزول بزوال السبب الذى فرضت من أجله الطوارئ.. لكن قانون التظاهر إذا ما تم إقراره فهو قانون سنشربه لفترة طويلة.. وقد تكون به مواد مجحفة بالحريات وبالتظاهر السلمى وغيره.. وإذا كانت الداخلية تحاول تمرير هذه القوانين لمواجهة إرهاب الإخوان وعنفهم. فهناك قوانين أخرى تردعهم.. أنا شخصيا مع هذا القانون فى الوقت الحالى.. لكن من يضمن لنا ألا يستغل هذا القانون مستقبلا ضد جماعات سياسية أو أحزاب أو حركات ثورية أو حركات ليبرالية.. هذا القانون على ما أذكر كانت ستصدره حكومة الإخوان ومجلس الشورى التابع لهم.. وهو تقريبا نفس البنود ونفس المواد.. إذن لماذا قمنا بثورة 03 يونيه ولماذا قمنا بعزل الإخوان ورئيسهم.
 
أنا أفهم دوافع الداخلية فى هذا القانون وهى تغليظ العقوبات الخاصة بالتعدى على المنشآت الشرطية والعسكرية وأيضا التعدى والاعتداء على أفراد الشرطة والجيش، ولكن هذا وحده غير كاف ولن يمنع عنف الإخوان وغيرهم.. يا سادة بدلا من البحث عن قوانين تثير البلبلة والغضب.. طبقوا ما لديكم من قوانين رادعة تحقق الهدف المنشود.
 
وأخيرا.. حادث كنيسة الوراق الغادر والإرهابى الخسيس هو حادث لا ينم إلا عن نفوس كافرة حقا تريد أن تحدث فتنة وحربا أهلية فى المجتمع المصرى.. وهم يلعبون لعبة خبيثة.. ورهانهم خاسر لأن أقباط مصر أثبتوا من قبل أنهم أكثر وطنية ومصرية من الإخوان إياهم حتى ولو كانوا مسلمين.. وأكثر غيرة على وطنهم ووحدتهم الوطنية مع أشقائهم أكثر من الجماعات التكفيرية والجهادية والإرهابية إياها.. مهما فعلتم كلنا مصريون أقباطا ومسلمين وعليكم أنتم يا أصحاب الأيدى القذرة وآيادى الغدر أن تبحثوا لأنفسكم عن وطن آخر يسع حقدكم الكريه على مصر.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز