عاجل
السبت 6 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي
تفتيت المفتت ..؟ ( 1)

تفتيت المفتت ..؟ ( 1)

بقلم : محمود الجمل
 
 
نحن أمام حالة من حالات - تفتيت المجتمع المصري - وتحويله مع - سبق الإصرار والترصد - إلى شظايا من المخطط لها إلا تلتئم مرة أخرى، إسلاميون في كفة، تحسبهم على قلب رجل واحد، بينما هم فرق متعددة وجماعات مختلفة، منهم المخلص والساذج والماكر والعميل. وليبراليون في ناحية تظن أنهم يدًا واحدة، احتشدوا من أجل مجابهة - الإسلاميين الطغاة - فإذا هم أكثر تمزيقًا، قلة من المخلصين وبعض المجتهدين، وكثير من التجار والمنتفعين ومحبي الظهور والنرجسيين والعشوائيين.
 
هذه الحالة من التفتت والتشظي نجت منها - جماعة الإخوان المسلمين - عبر الـ80 سنة الماضية، بفعل الانتماء التنظيمي الحاد والالتزام المثير للدهشة باستثناء حالات الخروج الفردية عبر مراحل زمنية مختلفة، بفعل الإغراء الحكومي والاستقطاب الأمني والضيق من التبعية وإحساس البعض بأنهم كانوا يستحقون مواقع أفضل داخل الجماعة، إلا أن ترشيحات التنظيم تجاوزتهم، فلم يكن أمامهم إلا العصيان.
ولذا ظل التنظيم صامدًا في مواجهة كافة أشكال التجريف والمحاكمات والاعتقالات والمصادرات، وعندما جاءت تجربة الانتخابات النيابية الأخيرة تغلبت الرغبة في التمكين علي فكرة - المشاركة لا المغالبة - وجاءت النتائج علي الأرض رغم أنها عبر صناديق الاقتراع موحية بأن الجماعة تسعي للاستئثار، بغض النظر عن أن قوائم التحالف الديمقراطي، وعلى رأسها حزب الحرية والعدالة، ضمت مرشحين لتسعة أحزاب أخرى، كان من الصعب على معظمهم إن لم يكن جميعهم الفوز لو ترشحوا بمفردهم، وأخص مرشحي أحزاب الكرامة وغد الثورة ومصر العربي الاشتراكي والعمل والحضارة، ورغم هذا الاصطفاف، إلا تهمة "التكويش" لاحقتهم، بغض النظر عن كونهم لايشكلون أغلبية، فباقي القوى السياسية الممثلة بالمجلس تملك عددًا من النواب يستطيعون تشكيل حكومة ائتلافية فيما بينهم - لو اتفقوا - يصبح الحرية والعدالة، مجرد حزب كبير للمعارضة.
 
 
الأحزاب السلفية، أكدت هي الأخرى فكرة التعدد والانقسام، فلا يوجد تنظيم سلفي موحد، والأفكار السلفية تنتمي لمدارس فكرية مختلفة، والقادة منهم.. العالم والمتعالم والمخلص والمرائي والوطني وعميل أمن الدولة والمنسق مع المجلس العسكري، - تحسبهم جميعًا وقلوبهم شتي - وقد بدا هذا واضحًا عند البحث عن مرشح واحد للإسلاميين يتم الوقوف خلفه، كان يمكن لمرشح الحرية والعدالة د. محمد مرسي أن يحقق نتيجة أفضل لو التزم حزب النور بالتصويت له، خاصة أنه صاحب الكتلة البرلمانية الثانية من حيث العدد في البرلمان، إلا أن اجتماعًا ضم د. ياسر برهامي مع الفريق سامي عنان، اتفق فيه على منح قدر كبير من أصوات - سلفي النور - للدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، أصوات تحسن من وضعه التصويتي وإن كانت لا تسمح له بدخول جولة الإعادة، لكنها تخصم من رصيد - محمد مرسي - بحيث يدخل الأخير الإعادة - كما هو متوقعًا - محققًا تفوقًا محدودًا، لا يسمح بالتشكيك في فوز - منافسه - الفريق شفيق - في سجالات الدور الثاني. وقد أكد د. أبوالفتوح هذه المعلومة في مؤتمراته اللاحقة بعد إعلان نتيجة الدور الأول ولم يكف عن انتقاد السلفيين، بل وصرح قاطعًا بأنه لن يخوض أي انتخابات رئاسية قادمة.
 
على صعيد آحزاب - الكتلة المصرية - يخطئ من يعتقد أن تحالفًا حقيقيًا قد ضم ممثلي أحزاب المصري الاجتماعي والمصريين الأحرار والتجمع، فقط الرغبة المستعرة في الكيد للإسلاميين والخوف المبالغ فيه من صعود التيارً السلفي، خاصة أن من أداروا المعركة الانتخابية الخاصة بأحزاب الكتلة  - انتخابات 2011  - ضمت بعض الماركسيين العقائديين - الذين هم بالضرورة والحتمية التاريخية ضد كل ما هو اسلامي - مثل فريد زهران - ممثلاً للمصري الاجتماعي - والذي نجح في الحصول علي أعلى النتائج - عدد أكبر من النواب - في الوقت الذي كان فيه حزب المصريين الأحرار، هو الأعلى إنفاقًا بفعل الدعم المقدم من - نجيب ساويرس ورءوف غبور - وهو الإنفاق الذي شابه عدم الانضباط والإسراف، حيث بلغت تكلفة الحملة الانتخابية في بعض الدوائر إلى - 2 مليون جنيه - كان يجري تسليمها للمرشح على رأس القائمة، لكي ينفقها بمعرفته، ومنهم من أنفق بعضها، ومنهم من قام بشراء - بي ام دبليو - من الطراز السابع، وادعي أنها من حصيلة عمله وأرباحه من مكتبه الهندسي , والاّن هو يشغل احد المواقع المهمة في احدي وزارات حكومة الببلاوي .
.
يبقي حزب التجمع وهو حالة فريدة من حالات التشظي في الحياة السياسية المصرية، نجح - رفعت السعيد - في أن يؤمن لنفسه مقعدًا قريبًا من صناع السلطة في عصر مبارك، محققًا تواجدًا إعلاميًا خصصه لخصومه التاريخيين من - الإسلاميين - الصحراويين، المؤمنين بفكر البداوة، دعاة الانغلاق والتخلف، الذين لا يؤمنون بالمساواة ولا بحقوق الأقباط، هو فقط وحزبه الذين يؤمنون بهذه الحقوق فالتف حوله المصريون، مسلمون وأقباط، حتى عاد حزبًا كبيرًا مؤثرًا..
 
في آخر انتخابات نيابية  جرت عام 2010 والتي تم تزويرها بالكامل وكانت نتائجها واحده من اسباب القيام بثورة 25 يناير , لم ينجح للتجمع سوى - عبدالعزيز شعبان - رحمه الله، وقبلها في انتخابات 2005، لم ينجح سوى شعبان ومحمد تليمة، وفر من الحزب قيادات تاريخية أمثال - أبوالعز الحريري والبدري فرغلي وعبدالغفار شكر. "خرابة تاريخية" رضي فيها رفعت السعيد أن يلعب دور - الخفير النظامي - يكفي أنه كان أول المعترضين على التظاهر يوم 25 يناير، ومنع بعض من أرادوا الاحتماء بمقر الحزب الرئيسي من دخول المقر، حتى لا يغضب منه - حسن عبدالرحمن - وتخلو قوائم المعينين الجدد بمجلس الشوري من اسمه، بعد أن تعود على الحصانة.
 
 

للحديث بقيه



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز