عاجل
الثلاثاء 21 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
شهداء الأولتراس .. وأزمة بورسعيد

شهداء الأولتراس .. وأزمة بورسعيد

بقلم : عمرو الأنصاري
 
 
ما أن انطلقت مبادرة الساسة لعقد صلح بين الاولتراس الاهلاوي واولتراس النادي المصري البورسعيدي إلا واكتشف الجميع انها  اضغاث احلام بعد رفضها من الجانبين.
في مصر نتعامل مع الازمات على طريقة "انتم اصحاب حلوين ..العبوا مع بعض وماتعملوش كده تاني"وهي الطريقه التي  نتعاطى بها مع مشكلات أطفالنا دون أن نكلف انفسنا عناء البحث عن الاسباب الحقيقيه تمهيدا لعلاجها وهو ما يؤدي الى تفاقم الازمة.
 
مللنا المسكنات وباتت الازمات المصرية تحتاج الى حلول جذريه تحتاج الى ان يفتح "الخراج"ويتم تنظيفه اولا قبل ربط "الشاش" عليه.
 
وفي هذا الاطار يجب ان نعترف بعدة حقائق لاجدال فيها هي مكمن ازمة بورسعيد الان.
 
أولها أن أهل بورسعيد أخطأوا عندما لم يسارعوا بغسل ايديهم من المذبحه التي وقعت على ارضهم وبأيدي مجرمين ينتمون الى نفس البلد ،وهم الذين ساهم العقلاء منهم في عدم زيادة القتلى يومها ،وكرروا سيناريو الخطأ التاريخي في واقعة مقتل سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه عندما لم يسارع أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب رضي الله عنه في إخراج قتلة عثمان من المدينة وهو ما أدى الى "الفتنه الكبرى" بين صحابة النبي صلى الله عليه وسلم ،بل وزادوا الطين بله عندما انجرفوا للخروج في مظاهرات نظمها الاولتراس البورسعيدي المتهم في المذبحه والذي كان يسعى بذكاء لايجاد غطاء شعبي يخدم قضيته تلك المظاهرات التي صورت ان القضيه بين بورسعيد ومصر وتم الاساءة فيها الى شهداء الاولتراس الاهلاوي .
 
وثانيا ان الاولتراس الاهلاوي اخطأ عندما غلبت رغبته في الانتقام سعيه نحو قصاص "عادل" وانطلق مستخدما كل الوسائل المشروعة وغير المشروعه لتحقيق هدفه وكان احدها تغذية الراي العام وحشده ضد بورسعيد "المدينه" التي اصبحت هدفا في حد ذاته متجاهلا ماقام به بعض ابناء بورسعيد يوم المذبحه من جهود في سبيل انقاذ حياتهم باعتراف بعض الاعضاء المنتمين اليهم.
 
وخرجت مظاهراتهم تهتف ضد بورسعيد "المدينه" بمشاركة بعض القوى السياسيه التي مارست انتهازيتها ونفخت في النار الى الحد الذي طبعت فيه اللافته - مطلقة شرارة الاحداث- (بلد الباله ماجبتش رجاله)على ارض ميدان التحرير واظنها مازالت موجوده حتى الان.
 
وهو مايفسر مشهد احتفال الاولتراس الاهلاوي وفرحته الغامره باحالة اوراق 21 متهم "بورسعيدي" الى فضيلة المفتي -برغم عدم  وجود رجل شرطه واحد بين المحكوم عليهم – في نفس الوقت الذي يدرك فيه الاولتراس الاهلاوي ان المؤامره امنيه بالاساس وهو مادعمته بعض تقارير تقصي الحقائق وشهادة الشهود !
ثالثها ،أن الدوله بكل اجهزتها والاعلام وقادة الاولتراس في مصر مسئولون عن تغذية العنف بين المجموعات المختلفه حتى وصل لاستخدام الذخيره الحيه بين الاولتراس الاهلاوي والزملكاوي"وايت نايتس"بالقرب من محطة مترو كوبري القبه ..قبل المذبحه بوقت قليل.
 
رابعا ،حقيقة أن هناك غصه في نفوس شعب القنال خاصة مدينتي بورسعيد والاسماعيليه نتيجة شعور"تاريخي"بالاضطهاد والتهميش والتعامل معهم كأقليات باتت تلجأ الى التقوقع في ذاتها بعيدا عن المعنى الاكبر للوطن واذكر انه في الندوه التي انفردنا منذ سنوات فيها باول ظهور لقادة مجموعات الاولتراس قال لي احد قيادات اولتراس النادي الاسماعيلي"احنا بنكره الاهلي لانه بتاع الحكومة ومصربتشتغل لصالحه واحنا مش بنحس اننا مصريين احنا اسمعلاوية وعلشان كده مابنشجعش منتخب مصر بنشجع الاسماعيلي وبس".
 
خامسا :عانى البورسعيدية طويلا بسبب طبيعة المدينة الجغرافية التي فرضت انماطا محدده من الرزق  دعمها تجاهل القيادة السياسية على مر العصور.
وأخيرا أقول أن الازمه لن تحل بالوعود والمزايدات او بالزيارات الإعلامية..
 
استمعوا لمشاكل ومطالب ابناء المدينة الباسلة وغيرها من مدن القناه،اطرحوا حلولا جاده للتنميه تفتح لهم ابواب الرزق ، اكشفوا النقاب عن قاتليهم ودعوا القانون يأخذ مجراه ويقتص للشهداء الذين قتلوا غدرا،اعيدوا مدن القنال الى أحضان مصر،"اعدلوا.. فالعدل أساس الملك".
 
 



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز