كاتبة أمريكية: أزمة الطاقة في أوروبا فاقت كل تصور

عبرت الكاتبة الأمريكية كريستينا لو، عن اعتقادها أن أزمة الطاقة التي تعاني منها القارة الأوروبية في الوقت الراهن فاقت كل تصور وتخطت جميع الحدود.

وأوضحت الكاتبة ـ في مقال نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية ـ أن أسعار الغاز الطبيعي على سبيل المثال، زادت بمقدار 10 أضعاف مما كان له أكبر الأثر السلبي على العديد من مناحي الحياة حيث أدى إلى تعطل عدد من الصناعات وتسبب في استياء المستهلك كما أثار مخاوف رجال السياسة من عواقب وخيمة.

وتقول الكاتبة إنه إذا كانت جميع دول العالم تعاني من الارتفاع الرهيب في أسعار الطاقة، فإن قارة أوروبا على وجه الخصوص قد نالت نصيب الأسد من هذه المعاناة؛ ما دفع العديد من قادة الدول الأوروبية أن يطرحوا خطط إغاثة عاجلة والعمل على اتخاذ إجراءات طارئة من أجل إنقاذ المستهلك الأوروبي من مخاطر أزمات اقتصادية طاحنة ولاسيما مع قدوم فصل الشتاء.

وقالت الكاتبة إن الأزمة الكبيرة التي تواجه شعوب الدول الأوروبية هي الارتفاع الرهيب في أسعار الغاز الطبيعي الذي اجتاح القارة الأوروبية؛ ما أدى إلى الوصول بمعدلات التضخم إلى مستويات غير مسبوقة عبر تاريخ أوروبا وتسبب في تعطيل العديد من الصناعات.

واستطردت الكاتبة قائلة إن أسعار الغاز في أوروبا والتي ارتفعت 10 أضعاف مقارنة بما كانت عليه من عدة سنوات تشير إلى مرور القارة الأوروبية بأزمة حادة، وتستشهد الكاتبة برأي الخبير في أسواق الغاز الدولية أليكس مونتون الذي يقول "إن المرحلة المقبلة ستكون الأسوأ حين تشهد أسواق الطاقة زيادة الطلب مع قدوم فصل الشتاء، في الوقت الذي تعاني فيه أوروبا من نقص حاد في موارد الطاقة التي تحتاجها للتدفئة في فصل الشتاء".

وقالت الكاتبة" إن الأزمة الحالية التي تمر بها أوروبا في قطاع الطاقة قد يكون أحد أسبابها الرئيسية حرب روسيا في أوكرانيا وما نتج عنها من تقليص واردات روسيا من الغاز للدول الأوروبية والذي تسبب بدوره في ارتفاع رهيب في أسعار مواد الطاقة، موضحة أن الأزمة تتجاوز حدود حرب أوكرانيا، حيث إن هناك أسباب أخرى لهذه الأزمة منها ارتفاع أسعار بدائل الغاز الروسي إلى جانب العواقب الناجمة عن تغير المناخ، والذي أدى إلى جفاف العديد من الأنهار في أوروبا".

وأضافت الكاتبة أن أسعار الطاقة في دول مثل ألمانيا وفرنسا بلغت ذروتها خلال هذا الأسبوع، وهو ما يعكس تفاقم أزمة الطاقة التي تمر بها القارة الأوروبية كلها، موضحة أن الظروف القاسية تستلزم قرارات قاسية، وهو ما دفع الحكومة البريطانية على سبيل المثال إلى إعلان زيادة في أسعار الطاقة تصل إلى 80% نظرا لارتفاع أسعار تكلفة الطاقة في ظل الظروف الحالية.

واستشهدت الكاتبة بتصريحات وزير الاقتصاد الألماني روبرت هابيك التي يقول فيها إن البديل لقرار رفع أسعار الطاقة هو انهيار سوق الطاقة بالكامل في ألمانيا، وما قد يصاحبه من انهيارات مماثلة في أسواق الطاقة الأوروبية كلها.

وأشارت إلى الإجراءات الأخرى التي اتخذتها الدول الأوروبية لمواجهة أزمة الطاقة الحالية، ومنها فرض إجراءات تقشف لترشيد استهلاك الطاقة مثل تقليص استخدام مكيفات الهواء وتخفيض الإنارة في بعض المواقع الأثرية والتاريخية إلى جانب الاستمرار في الاعتماد على الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء بعد أن كانت بعض الدول الأوروبية في وقت سابق قد قررت الاستغناء عنها.

واختتمت الكاتبة مقالها منوهة بالإشارة إلى رأي خبير أسواق الطاقة الدولية أليكس مونتون الذي يقول فيه إن أوروبا تبدو في الوقت الراهن تتأهب لما هو أسوأ فيما يخص أزمة الطاقة الحالية، ولكن السؤال المطروح هو إلى أي مدى سوف تصير الأمور إلى الأسوأ؟.