عاجل
الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"الأوقاف": انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي السادس بمسجد "حسن الشربتلي" بالقاهرة الجديدة

وزارة الأوقاف
وزارة الأوقاف

أعلنت وزارة الأوقاف انطلاق فعاليات الأسبوع الثقافي الرئيسي السادس بمسجد "حسن الشربتلي" في القاهرة الجديدة اليوم السبت،  تحت عنوان "أمانة الكلمة ومسؤوليتها"، وذلك في إطار الدور التثقيفي الذي تقوم به الوزارة.



 

وقد حاضر في الفعاليات الدكتور أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق، الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر، وقدم لها الأستاذ بهاء عبادة المذيع بإذاعة القرآن الكريم، وكان فيها القارئ الشيخ محمود الخشت قارئًا، والمبتهل الشيخ محمد السوهاجي مبتهلًا، وبحضور الدكتور محمود خليل وكيل مديرية أوقاف القاهرة، وجمع غفير من رواد المسجد.

 

ووجه الدكتور أحمد ربيع عميد كلية الدعوة الإسلامية الأسبق - في كلمته - الشكر إلى وزير الأوقاف على هذا الحراك العلمي في المساجد التي استعادت ريادتها للمجتمع بفضل الأنشطة الدعوية المتنوعة لوزارة الأوقاف، مبينًا أن الأمانة في الكلمة حماية لحياة الناس جميعاً، وأمن للمجتمع، وصون للأعراض، وحماية للروابط والعلاقات، مشيرًا إلى أن الكلمة أمانة ربانية ومسؤولية اجتماعية، فما أحوجنا إلى الكلمة الطيبة الصادقة بين أفراد المجتمع لما لها من أثر طيب في نشر الألفة والمحبة، وإذابة الفرقة والشحناء، فالكلمة الطيبة لها أثرها الطيب في صلاح الأعمال ومغفرة الذنوب.

 

وأكد أن أمانة الكلمة ومسؤوليتها واجب شرعي وأخلاقي، لأنها تجمع الشمل، وتحول العدو إلى صديق، وتمنعُ كيدَ الشيطان، كما أن الكلمة الطيبة تؤلف القلوب، وتصلح النفوس، وتذهب الأحزان، وتزيل الغضب.. موضحًا أن أمانة الكلمة تتطلب من صاحبها ألا ينطق إلا بالخير والصدق، فلا يكذب ولا يخادع ولا يشهد زورًا ولا يدلس ولا يقلب الحقائق، ولا يتحدث بغير علم، مستشهدا بقول المولى عز وجل: "وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ"، كذلك تتطلب أمانة الكلمة الصدق في النصيحة والمشورة لمن طلبها، فالدين النصيحة، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ (رَضِيَ اللهُ عَنْهُ) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (ﷺ): "الْمُسْتَشَارُ مُؤْتَمَنٌ"، فبالنصيحة والمشورة الخالصة الصادقة يَصلح أمر العباد، ويسودُ الأمن والأمان، ويعمُّ الرَّخاء في البلاد. 

 

ولفت إلى أن نشر الأخبار الكاذبة، وتشويه الحقائق أو تدليسها، والنيل من أعراض الشرفاء، وكل ما يتصل بنشر ما يشيع الفاحشة في المجتمع يُعدُّ خيانة للكلمة، فليتق الله كل صاحب كلمة مكتوبة، وليعلم علم اليقين أن ما سطره سيبقى شاهدًا له أو عليه، وليدرك كل إنسان مسؤوليته الكاملة أمام الله وأمام ضميره وأمام الخلق عن كل ما يتحدث به، حتى لا يكون سببًا في الفرقة والتنافر بين أبناء المجتمع الواحد، وحتى لا يكون سببًا في قطع الأرحام، وإفساد العلاقات بين الناس.

 

من جانبه، أكد الدكتور هاني تمام أستاذ الفقه المساعد بجامعة الأزهر - في كلمته - أنه لما كانت الكلمة الطيبة دليلًا على إيمان صاحبها أمرنا الحق سبحانه وتعالى بالكلمة الصادقة لجميع الناس دون تفرقة، وألا ننطق إلا بالقول الرشيد الذي يصلح ولا يفسد، يبني ولا يهدم، يعمر ولا يخرب، فقال تعالى: "وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا"، وقال تعالى: "وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ"، وقال سبحانه: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا"، فصلاح الأعمال وغفران الذنوب مترتب على القول الطيب والكلمة الصادقة؛ لذلك كان توجيه الإسلام إلى التثبت والتحقق من كل ما يقال أو يشاع، إذ ليس كل ما يُقال يُصدق، قال تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ"، مشيرًا إلى أن حفظ اللسان دليل على كمال الإيمان، وحسن الإسلام، وسبيل الوصول إلى الفردوس الأعلى. 

 

وأوضح أن الكلمة حجة لك أو عليك يقول سبحانه "أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِن فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِن قَرَارٍ"، ويقول سبحانه: "إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ"، ويقولون إن الكلمة أحدُّ من السيف وأمضى من السهم، وأنفذ من الرصاص، ويقول (ﷺ) لمعاذ (رضي الله عنه) ناصحًا: "أَلَا أُخْبِرُك بِمَلَاكِ ذَلِكَ كُلِّهِ؟ فقُلْت: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ، فَأَخَذَ بِلِسَانِهِ وَقَالَ: كُفَّ عَلَيْك هَذَا -وأشار إلى لسانه- قُلْت: يَا نَبِيَّ اللَّهِ وَإِنَّا لَمُؤَاخَذُونَ بِمَا نَتَكَلَّمُ بِهِ؟ فَقَالَ: ثَكِلَتْك أُمُّك وَهَلْ يَكُبُّ النَّاسَ عَلَى وُجُوهِهِمْ -أَوْ قَالَ عَلَى مَنَاخِرِهِمْ- إلَّا حَصَائِدُ أَلْسِنَتِهِمْ"، ويقول (ﷺ): "إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ"، ويقول أيضًا: "إنَّ الرجلَ لَيتكلَّمُ بالكلمةِ يُضحِكُ بها جلساءَه يهوي بها أبعدَ من الثُّريَّا".

 

وشدد على أن الكلمة أمانة ومسؤولية عظيمة، وقد قالوا: الكلمة كالسهم إذا خرجت لا تعود وبعض الكلمات أو الأفعال تكون مسمومة تستقر في القلب فتميته ولا نستطيع إحياؤه مرةً أخرى، وكم من كلمة قتلت صاحبها.

 

من ناحية أخرى، وفي إطار الإقبال الكبير من مختلف دول العالم على موفدي القراء من وزارة الأوقاف المصرية.. قرر القطاع الديني فتح الباب أمام جميع كبار القراء الذين شاركوا في مقرأة كبار القراء بمسجد الرحمة أو كبار القراء بمسجد الإمام الحسين (رضي الله عنه) الراغبين في إحياء ليالي شهر رمضان خارج مصر لشهر رمضان 1444 هجرية، وذلك من خلال طلب يقدم لرئيس القطاع الديني بالوزارة لاتخاذ الإجراءات اللازمة في هذا الشأن. كما قرر القطاع الديني تكليف الإدارة المركزية لشؤون القرآن الكريم باختيار أفضل الأصوات الندية من أعضاء المقارئ النموذجية، وتقديمها للقطاع لعقد المقابلة اللازمة لمن يرغب منهم في السفر لإحياء ليالي شهر رمضان 1444 هجرية.

 

جدير بالذكر أنه في ضوء اهتمام وزارة الأوقاف بالقرآن الكريم، وفي إطار إقامة مقارئ للقرآن الكريم خاصة بجمهور المساجد، شهدت مقارئ الجمهور إقبالًا كبيرًا وحرصًا من روَّاد المساجد على الحضور إلى هذه المقارئ لتدبر آيات القرآن الكريم وفهم معانيه. وأكد المشاركون في مقارئ الجمهور، في استطلاع رأي، أن وزارة الأوقاف تولي القرآن الكريم عناية كبيرة، وأن مقارئ الجمهور بها مهرة على علم ودراية بأحكام القرآن الكريم وفهم معانيه، حيث نتدارس القرآن الكريم منهم بفهم عصري مستنير. 

 

وتشهد وزارة الأوقاف تطورًا يسابق الزمن في برامجها الدعوية والقرآنية، وأن خدمة كتاب الله (عز وجل) في أعلى أولوياتها، وأن مقارئ القرآن الكريم تشهد إقبالًا غير مسبوق تشجيعًا على تلاوة القرآن الكريم وإتقانه وحفظه وفهم معانيه.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز