عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

النهضة العلمية في آير

د. إبراهيم مرجونة
د. إبراهيم مرجونة

وقد بدأت النهضة العلمية في آير بمجيء الشيخ عبد الكريم المعيلي إليها عام 1479م، وافتتاحه مدرسة قرآنية للصغار، وأخرى للكبار، لتعليم علوم الدين والعربية، وبقي فيها فترة قبل مواصلة رحلته إلى كتشنا وكنو، وقد تتلمذ على يديه كثيرون، ومن أشهر طلابه الذين برزوا وأسهموا في نشر الثقافة الإسلامية العربية: الشيخ العاقب بن عبد الله الأنسمني الأغدسي، وقد ترجم له الشيخ أحمد بابا التمبكتي في نيل الابتهاج فقال: (فقيه نبيه زكي الفهم، حاد الذهن، وقّاد الخاطر، مشتغل بالعلم، في لسانه حدّة، له تعاليق من أحسنها تعليقه على قول خليل “وخصصت نية الحالف”)،



وقد اختصر الشيخ أحمد بابا هذا التعليق وسماه (تنبيه الواقف على تحرير وخصصت نية الحالف). وله جزء بعنوان (وجوب الجمعة بقرية أنوسامان)، ألفه في الرد على الذين يرون أن قرية أنوماسان لا يصح إقامة الجمعة فيها؛ لأن تعداد سكانها لا يسمح بذلك، والشيخ يرى أنه يجب إقامة الجمعة فيها مع العدد الموجود في القرية. وقال الشيخ أحمد بابا: (فأرسلوه، أي الكتاب، إلى علماء مصر فصوبوه)؛ أي صوبوا الشيخ العاقب فيما ذهب إليه من جواز إقامة الجمعة في قرية أنوسامان. ومن إنتاجاته العلمية أيضاً (الجواب المحدود عن أسئلة القاضي محمود)، وله أيضاً (أجوبة الفقير عن أسئلة الأمير)، وقد أجاب فيها عن أسئلة السلطان الحاج أسكيا محمد.

وهذه المعلومات القليلة عن شخص العاقب يشهد له بالمكانة التي كانت له لدى العلماء ورجال السياسة في عصره. ومن علماء آير الذين أسهموا إسهاماً فعالاً في نشر الثقافة العربية والإسلامية في تلك الفترة؛ الشيخ شمس الدين النجيب بن محمد التيجداواي، قال أحمد بابا التمبكتي عنه: (أحد شيوخ العصر، معه فقه وصلاح، شرح مختصر خليل بشرحين: كبير في أربعة أسفار، وصغير في سفرين).

وله تعليق على كتاب (المعجزات الكبرى) للإمام السيوطي، و(شرح العشرينيات للفازازي)، وله أيضاً (الطريقة المثلى إلى الوسيلة العظمى).

 

أستاذ التاريخ والحضارة الإسلامية

كلية الآداب- جامعة دمنهور  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز