عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

المشاط: النساء شاركن في خلق نظام زراعي مقاوم لتغير المناخ بمصر

قالت وزيرة التعاون الدولي الدكتورة رانيا المشاط إن النساء شاركن بفعالية في خلق نظام زراعي مقاوم لتغير المناخ في جميع أنحاء مصر، ونتطلع لنشر هذه التجربة في قارة إفريقيا.



وأكدت الوزيرة أن النوع الاجتماعي والمناخ موضوعان هامان للغاية ومترابطان، حيث أكدت مصر - من خلال الاستراتيجيات المختلفة ورؤية 2030 واستراتيجية المناخ الوطنية 2050 واستراتيجية تمكين المرأة - أن المناخ مكون هام وأساسي في كل هذه الاستراتيجيات وفي كل هذه الأهداف الوطنية كان المناخ لا يشكل عائقا في طريق النمو ولكنه شكل مكونا هاما في كل مشاريعنا مع شركائنا الدوليين.

جاء ذلك خلال ورشة عمل للتمكين الاقتصادي للمرأة في أجندة العمل المناخي ضمن فعاليات النسخة الثانية مؤتمر منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي؛ والتي أشارت، بحسب بيان للوزارة اليوم السبت، إلى أن التعامل مع قضايا المناخ يتطلب دعما للمشروعات التي تنفذها المرأة والتي من ضمن إجراءاتها العمل على خفض الانبعاثات الكربونية .

وأضافت المشاط أن ما نقوم به الآن بخصوص تحقيق واستيعاب الأهداف العالمية للنوع في كل مشروع هو روح المشاركة والشمولية والروح الخضراء. وقالت إن الأمر الهام الثاني هو مطابقة التمويلات التنموية مع الأهداف الأممية للتنمية المستدامة، وأظهرت نتائج المطابقة أن التمويلات التنموية للعمل المناخي تبلغ 11.8 مليار دولار من إجمالي محفظة التمويل الإنمائي.

وقالت: "لدينا استراتيجيتنا الوطنية للتغيرات المناخية التي تتناول الأهداف المناخية، وتربطها بأهداف التنمية وقمنا بالتركيز على مجموعة من المشروعات ضمن استراتيجية 2050، ومن خلالها تم إطلاق المنصة الوطنية للمشروعات الخضراء برنامج "نُوَفِّي"، والتي تضم مشروعات في قطاعات الغذاء والمياه والطاقة والتي تعد قطاعات ذات أولوية على مستوى جهود التكيف والتخفيف من تداعيات التغيرات المناخية.

بدورها، قالت كليمنس فيدال المدير القطري للوكالة الفرنسية للتنمية الدولية إن النساء أكثر تأثرا بالتغير المناخي من الرجال، مؤكدة استمرار عدم المساواة في فرص الوصول إلى التعليم والمعلومات واتخاذ القرار، وأنه من الإحصائيات المثيرة أن النساء يشكلن 70% من الفقراء، ويحصلن على 10% من الدخل، في حين يحصلن على 1% من التسهيلات الائتمانية على الرغم من أنهن يشكلن 66% من القوة العاملة العالمية، وهذه كلها مشكلات هيكلية تعيق وصول المرأة إلى الفرص.

وأضافت أن وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قدرت أنه بسبب عدم المساواة فإن النساء والأطفال أكثر عرضة من الرجال بـ 40 مرة للموت في أي كارثة، موضحة أن هناك أسبابا هيكلية لذلك وأهمها نقص فرص الوصول إلى الموارد، وأن النساء تحتاج إلى الموارد مثل الأراضي والتمويل. 

وشدد مسؤولون حكوميون واقتصاديون فى هيئات اقتصادية دولية على أن دور المرأة مهم للغاية للتصدي للتغيرات المناخية، وأنها الأكثر تأثرا بالانعكاسات السلبية الناجمة عن قضايا التصحر والجفاف أو الفيضانات أو الغذاء.

من ناحيتها؛ قالت الدكتورة مايا مرسي، رئيس المجلس القومي للمرأة "إنه من دواعي سروري أن أرى الاستعدادات الجارية لمؤتمر المناخ COP27، يشارك فيها بفاعلية عدد من السيدات مثل رانيا المشاط وزيرة التعاون الدولي، التي تقود أجندة تمويل المناخ الهامة، وهالة السعيد وزيرة التخطيط والتي تقود أجندة التمويل المستدام، ونيفين قباج وزيرة التضامن الاجتماعى والتي تقود أجندة الضمان الاجتماعي، وياسمين فؤاد وزيرة البيئة وغيرهم الكثير من النساء بالإضافة إلى المجموعة الفنية التي تعمل مع الدكتور محمود محيي الدين رائد المناخ المصري لمؤتمر cop27 ".

وأشارت رئيس المجلس القومي للمرأة إلى أن النساء حول العالم يواجهن أشكالا من عدم المساواة وعوائق تحد من قدرتهن على تحقيق أجندة تمكين المرأة، موضحة أن الفتيات والنساء يعانين من عدم القدرة على الوصول إلى الموارد بالإضافة إلى نقص الفرص الاقتصادية المتوفرة لهن. وأوضحت أن معدلات الأمية بين النساء أكثر من الرجال، كما تعاني المرأة من صعوبة الوصول إلى المناصب القيادية وفرص التعليم، وكل هذه العوائق تحد من قدرة المرأة على المشاركة في جهود التكيف والتخفيف. 

وتابعت أنه "رغم كل هذه التحديات، نرى نساء بطلات للتغيير، وقادة لأجندة التغير المناخي، إذ إن النساء ليسوا ضحايا للتغيير ولكنهن قادة التغيير في تعليم الأجيال القادمة وتبني أساليب حياة صديقة للبيئة".

وأضافت أنه بتوافر الوعي الكافي وتيسير الوصول إلى المعلومات، تظهر المرأة إرادة كبرى لتبني أسلوب حياة ذكي أخضر صديق للبيئة، فالنساء في مواقع القيادة، وهن فاعلات في صنع السياسات لثورة التحول الأخضر العادل.

من ناحيتها؛ قالت ليزلي ريد مديرة بعثة الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية في مصر، إن المرأة تواجه أشكالا من عدم المساواة فيما يتعلق بمكافحة التغيرات المناخية، في الوقت الذي يتحملن فيه العبء الأكبر لآثار تغير المناخ، وخاصة من حيث ارتفاع معدلات العنف ضد المرأة والأمن الاقتصادي وخاصة لأولئك اللائي يعتمدن على الموارد الطبيعية في دعم منازلهن.

وأضافت أن تمكين المرأة أحد أهم أولويات الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية، من اجل قيادة الطريق لمجابهة تغير المناخ كأهم المهام في الوقت الحالي. وذكرت أن الحكومة الأمريكية تعطي الأولوية لمبادرات العمل المناخي من حيث التمويل وبرامج تمكين المرأة وخطة الطوارئ الرئاسية للتكيف والصمود التي تدعم نحو 500 مليون شخص حول العالم في أكثر الدول المعرضة لمخاطر التكيف مع تغير المناخ. 

كما تطبق الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية استراتيجية تراعي مسائل المساواة بين الجنسين وتعطي الأولوية لتمكين المرأة في أعمال المناخ، موضحة أن الوكالة تطبق برامج في مجالات الصحة والتعليم وريادة الأعمال والنمو الاقتصادي والحوكمة تركز على أن تحصل المرأة على المهارات والمعرفة والفرص ليصبحن قادة للتغيير. 

ولغلق تلك الفجوة، قالت ليزلي إنه يجب التركيز على دعم النساء القادة وتقليل العوائق التي يواجهنها في مواقع العمل وفي مجتمعاتهن وفي المدارس. 

وأضافت "نتعاون بشكل وثيق مع وزارة التعاون الدولي والمجلس القومي للمرأة ولدينا بعض الشراكات الأخرى وتحضيرا لمؤتمر المناخ أعددنا بالتعاون مع الحكومة المصرية مؤتمر الشباب لتغير المناخ وهو محاكاة لمؤتمر الأطراف COP27 لزيادة الوعي وتعزيز الحوار حول تغير المناخ".

من ناحيتها؛ قالت لورينا أغيلار، نائبة وزير الخارجية السابقة لكوستاريكا ردًا على سؤال حول الدور الذي تلعبه المرأة في نجاح التكيف مع تغير المناخ إن التكيف مسألة محورية وخاصة بالنسبة للفتيات والسيدات؛ فالنساء تأتي في المقدمة فيما يتعلق بإجراءات التكيف والتخفيف. 

وفي المجتمعات اللاتينية تتولى النساء الآن إدارة نظم MRV (نظم القياس والإبلاغ والتحقق من إجراءات التخفيف المناسبة على المستوى الوطني وحماية الغابات)، بحسب لورينا مضيفة "نلحظ المزيد والمزيد من النساء اللاتي تشاركن في قيادة مبادرات عمليات الحفاظ على المنظومة البيئية في أمريكا اللاتينية".

وأشارت إلى أنه ومن سوء الحظ، وخلال جهود التكيف، تواجه المرأة 4 مسائل هيكلية تتعلق بعدم المساواة الهيكلية وهي المساواة الاقتصادية والمساواة في الفقر والسلطة الأبوية والعنف الجنسي في مواقع العمل وتركز السلطة الهرمية في المجال العام. 

وقال الدكتور كارلوس كوندي رئيس قسم الشرق الأوسط وافريقيا في مديرية العلاقات والتعاون العالمي في منظمة التعاون الاقتصادي إن هناك تقدما في أجندة العمل الخاصة بالدول مما يدعو إلى التفاؤل بشأن سياسات المناخ والمساواة.  وأضاف "نلحظ تحسنا وتقدما في فهم المواضيع الخاصة بالنوع والبيئة ووجدنا أن هناك ترابطا كبيرا بينهما".

وأشار إلى أن الرسالة الأولى التي يود أن يركز عليها هي أن هذا الربط قائم على الإثباتات بوجود ترابط بين تلك السياسات وتمويل المناخ، فنحن نسمع أخبارا سارة حول زيادة المساعدات التنموية الحكومية (ODA)لمبادرات المساواة بين الجنسين والبيئة ولقياس كيفية تأثير التغير المناخي على المساواة بين الجنسين.

من ناحيتها؛ قالت السيدة باربرا رامبوسك مديرة المساواة بين الجنسين والشمول الاقتصادي في البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية إن "النساء هن أبطال التغيير فيما يتعلق بالعلاقة بين المساواة والتمويل المناخي". وأضافت "أعتقد أننا نحتاج إلى النساء لسبب آخر وهو أنهن أكبر سوق ناشئة في العالم ولذا نحتاج إلى إشراكهن في قراراتنا". وأضافت "في مصر، يدعم البنك الأوروبي لإعادة الإعمار برنامج "نُوَفِّي" للتحول من الوقود الأحفوري إلى مصادر الطاقة المتجددة ودعم هذا التحول للجميع وخاصة النساء بالإضافة إلى الاستثمارات في البنية التحتية والنقل والسياحة وغيرها".

وقالت إنه يجب أن نحدد الوظائف الخضراء وتعزيز وصول المرأة لهذه الوظائف، ولدينا التزام بتوجيه 50% من استثماراتنا إلى الاستثمارات الخضراء، و40%على الأقل إلى الاستثمارات في المساواة بين الجنسين وفي مصر حققنا العام الماضي التعادل في تقسيم الاستثمارات إلى 50% للاستثمارات الخضراء و50% للاستثمارات في مجالات المساواة بين الجنسين. 

وقالت الدكتورة سوزان حمدي الرئيس التنفيذية للشمول المالي وتطوير الأعمال ببنك مصر، إنه بدون المساواة بين الجنسين لن نستطيع تحقيق أهدافنا الخاصة بالمجتمع الشامل والتنمية المستدامة سواء كانت من خلال الحكومة أو القطاع الخاص أو المجتمع المدني لن تتحقق بدون العمل التعاوني الجماعي لخلق البنية التحتية والمنظومة البيئية لتعزيز المساواة بين الجنسين ودعم العمل المناخي. 

وتابعت "أود أن أستعير هنا مقولة ماري روبنسون "تغير المناخ هو مشكلة من صنع الإنسان، ولكن حل تلك المشكلة بيد المرأة".

وقالت الدكتورة ليلى باكير المدير الإقليمي للدول العربية بصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، إنه رغم توافر التمويل والإمكانيات وسعي العالم للتحول من التعهدات إلى التنفيذ إلا أننا مازلنا نتعدى على حقوق المرأة. 

واختتمت أمس فعاليات النسخة الثانية من منتدى مصر للتعاون الدولي والتمويل الإنمائي Egypt-ICF2022 واجتماع وزراء المالية والاقتصاد والبيئة الأفارقة، بالعاصمة الإدارية الجديدة تحت رعاية السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس جمهورية مصر العربية.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز