عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أوهام الحركة المدنية

لماذا يصر بعضهم على الحصول بالمنح على ما لم يتحصل عليه بالاستحقاقات النيابية

أوهام الحركة المدنية

غريبة.. أكد ما يسمى برموز الحركة المدنية أنهم لا راغبون فى منصب.. ولا سعاة لمراكز أو مكاسب، فى اجتماع تم بعد ساعات من اختيار مقررى اللجان النوعية بالحوار الوطني! 



إن جيت للحق.. زهقنا من مناورات الحركة المدنية، ومحاولاتها للتموضع فى أكثر من مكان بأكثر من زاوية.. بينما هو ضجيج بلا طحين.. عادتهم ولا هيشتروها. 

 

(1)

الكلام فى اجتماعهم الأخير.. والمفردات فى بيانهم الأخير، والجمل المنمقة المرصوصة.. لم تخرج عن كونها حديثًا مرتبًا.. بلا معنى ولا منتوج.. ولا رؤية. 

عادة ما تعتقد الحركة فى أوهام. بعض رموز الحركة تعتريهم رغبات وأغراض.. وبعضهم يتصور ما ليس له وجود على أرض الواقع. 

فى اجتماعهم الأخير أصدرت الحركة المدنية بيانها على أنها غالب المصريين، فى اجتماع لم يتعد حضوره أكثر من 3 عشرات! 

هددت الحركة.. ورفعت صوتها.. وتوعدت.. وذهبت مغاضبة، لكن لا أثر ولا يحزنون. 

ماذا تريد الحركة المدنية؟ 

كيف يفكر هؤلاء؟ ما الذي يدعوا إليه هؤلاء؟ 

لا أحد يعرف. لكن ما نعرفه أن أكبر خطايا الحركة المدنية هى استمرار تصديرها نفسها على أنها صوت الشارع المصري، وصوت الأحزاب، وشريان الحياة السياسية المصرية. 

هذا ليس صحيحًا.. ولا حقيقيًا.. ولا واقعيًا. 

بعض الأوهام أكبر من سراب. وبعض التوهمات أشد من برد الشتاء فى مناطق الجغرافيا المدارية. 

مشكلة الحركة أن لا صوت لها فى الشارع ولا مردود. لا تزال الحركة المدنية عبارة عن «كانتونات» لا ترتقى إلى شكل حزبى حقيقى، تدمن الكلام المزوق، والشعارات البراقة، وتزعم أن لديها كل الحلول لكل الأزمات فى كل عصر وكل زمن.. وعلى كل ضامر من كل فج عميق. 

وهذا أيضًا ليس صحيحًا بالورقة والقلم والخبرة والتجارب. 

مفترض أن الأحزاب تصنع نفسها. مفترض أن العمل الحزبى خاص بأفراده. سبق وتعللت الحركة المدنية بأكثر من علة وأكثر من سبب. سبق وتحججت مرة بالتضييق ومرة بالتقفيل.  إن كان هذا صحيحًا، فلماذا لم تقم الحركة الوطنية على قوائمها فيما بعد 2011، حيث الفرصة، وحيث الأرض ممهدة.. بلا تضييق ولا تقفيل ولا الذي منّه؟ 

لم يحدث أن قامت.. ولا حدث أن قدمت شيئًا. بالعكس.. فإن الذي حدث أن رموزًا منها، فى الإطار للصالح والإصلاح ودعم حقوق الشارع المصري، ونقله إلى الديمقراطية.. كانوا أول الحضور فى مؤتمر فيرمونت لدعم مرسى الجاسوس رئيسًا للجمهورية ! 

كثيرًا ما يعيد التاريخ نفسه.. وتعيد بعض الوقائع نفسها بتفاصيل مختلفة. 

اختبرت الأزمنة تهويمات كثيرة.. وسقطت. اختبرت الأزمات كلامًا كثيرًا ابن عم حديث، وأثبت هذا الكلام فشله. 

من 2011 للآن أسقطت الوقائع أقنعة كثيرة عن وجوه كثيرة، فانكشف لدى المواطن المصري أن حلول المشكلات لا تتأتى بالكلام، وأن إنقاذ الدولة لا يحدث بالمفردات المزوقة فى المؤتمرات التي لا يحضرها أحد سوى رموز يقولون إنهم يمثلون الشارع ! 

(2)

ربما تريد الحركة المدنية الحصول بالمنح على ما لم تتحصل عليه بالاستحقاقات النيابية أو التشريعية. 

ربما.. لكن الأمر هكذا، يخرج الصورة من ما تصدره الحركة الوطنية لكاميرات التليفزيون، بأنها صاغ سليم.. لا مطامع لها فى سلطة.. ولا فى كراسى ! 

على كل.. يظل الزمن معيارًا.. والأحداث حكمًا.. وكل امرئ بما كسب رهين. 

وعلى هذا الأساس دعا رئيس الدولة إلى حوار وطني. بالمناسبة.. الحوار الوطني حوار بين كل المصريين.. تصر الحركة المدنية على أنه بين حكومة ومعارضة.. هذا الكلام ليس صحيحًا.. فالحركة المدنية ليست معارضة. 

فى التصنيفات السياسية، لدى المعارضة الحقيقية قواعد شعبية جماهيرية فى الشارع، ولدى المعارضة هياكل حزبية مؤسسية، ولدى المعارضة رؤى مختلفة، لحلول مشكلات تختلف فى وجهات النظر مع سياسات الحكومة. 

وتبقى المعارضة، فى التصنيفات السياسية، تعمل تحت مظلة الدولة، وفى إطار التمسك بأشكال الدولة. 

لكن خطايا الحركة المدنية كثيرة.. ومتعددة. وكثيرًا ما تصل إلى ما فوق التصورات وتتخطى محاولات الفهم. أدمنت الحركة استغلال المناسبات فى «الشو الإعلامى».. يخاطب أعضاء الحركة المدنية كاميرات الفضائيات.. أكثر ما يخاطبون الشارع المصري بمشاكله.. وآماله.. وطموحاته.. وواقعه. 

أكبر خطايا الحركة المدنية.. أنه لا رؤية لديهم ولا استراتيجيات. أو هكذا نعرف حتى الآن.. هكذا نلمس.. وهكذا عهدناهم من 2011 حتى كتابة هذه السطور. 

دعت الدولة للحوار الوطني لمزيد من المضى قدمًا للأمام. استوت الدولة المصرية على عرش الهيبة واستعادة المكانة بعد سنوات من «الرجرجة» والسيولة.. وصلت بالإخوان الإرهابيين إلى كرسى الرئاسة. 

لا تنسى أن هناك من «رموز الحركة المدنية» من دعم الإخوان فى الطريق إلى قصر الاتحادية. لا تنسى أن هناك من قدم الإخوان الإرهابيين «على أنهم فصيل وطني» له الحق فى النزول إلى الحياة السياسية لصالح المصريين ؟!

لكن ما علينا.. 

المهم أن معارك الدولة المصرية مستمرة، والسهام الموجهة لها مستمرة بأشكال مختلفة من أشكال الاستهداف. لكن ما تخطته الدولة من معارك لاستعادة الاستقرار، والبدء فى التنمية جعل لفرصة الدعوة لحوار وطني يشارك فيه الجميع سانحة وممكنة. 

دعا رئيس الدولة للحوار الوطني يضمنه هو شخصيًا. وتحت رعايته بنفسه، ترفع له فى نهاية الحوار مخرجاته لترجمتها فى مشروعات قوانين وتشريعات تبنى على ما تم من بناء.. وتضيف على ما أضافته الدولة من مشروعات. 

فتح باب الحوار الوطني.. أمام الجميع، يعنى فتح الطريق أمام جميع الرؤى للمشاركة فى الإنجاز فى الطريق للمستقبل. 

دعت الدولة للحوار بين المصريين. لم تكن الدعوة للحوار بين إدارة ومعارضة.. تصر الحركة المدنية على اعتبار الدعوة كذلك. المعنى أن هناك من لم يفهم دعوة الحوار الوطني للآن. 

هناك من لم يستوعب فكرة الحوار الوطني والغرض منه. هناك من يصر على استغلال فرصة الحوار الوطني لإثارة الغبار.. وإثارة اللغط.. وإثارة الكلام فى الفاضى والبطال. 

السؤال المهم : ماذا قدمت الحركة المدنية من أفكار ورؤى على قائمة الحوار؟ ماذا قدم رموز الحركة من تحليلات معتبرة وحلول للتعامل مع الأزمة الاقتصادية العالمية، ومع أثار تلك الأزمة وتداعياتها على الاقتصاد العالمى.. وبالتالى الاقتصاد المصري؟ 

ماهى أفكار الحركة المدنية، لمزيد من دعم الإجراءات التي اتخذتها الدولة لتخفيف آثار الأزمة الاقتصادية العالمية على المواطن المصري ؟ 

ماذا أضافت الحركة المدنية من رؤى للبناء على ما بدأت الدولة المصرية من مشروعات قومية عملاقة، وصلت إلى المواطن فى أقصى نجوم الريف فى القرى الأكثر احتياجًا.. لتحسين جودة الحياة ببرامج مختلفة للتمكين؟ 

كيف ترى الحركة المدنية التطور فى سياسات إصلاح منظومة التعليم، أو ماذا قدمت من رؤى، تضاف إلى جهود الدولة لأول مرة فى تأسيس برنامج شامل لتأمين صحي للجميع.. بخدمة طبية على أعلى مستوى.. للجميع ؟ 

لم تقدم الحركة المدنية حتى الآن شيئًا. 

(3)

مع بدايات الدعوة للحوار الوطني طالبت الحركة المدنية بما أسمته «ضمانات»، بينما إن جيت للحق كان الشارع المصري هو الذي يطالب «الحركة المدنية» بضمانات. 

هناك شروط يفرضها المصريون فى كل بيت ومن كل شارع على جميع الأطراف المشاركة فى الحوار. الأهم على قائمة مطلوبات الحوار، هو أن يكف أصحاب الكلام عن الكلام.. وأن يقدموا رؤى سليمة، واقتراحات ذات معنى.. وتوصيات ذات جدوى. 

مطلوب بيانات على الأرض، وإجراءات صالحةللواقع، تضيف إلى ما قامت به الدولة خلال 8 سنوات ماضية بنجاحات واضحة على محاور عدة. 

مطلوب ضمن المطالب أن يكف أصحاب الكلام عن الكلام.. وأن يغير أصحاب التهويمات من أسلوب الحياة، لينزلوا على الأرض، ويعيدوا صياغة أفكار مؤسسة على كلام فاخر.. عندما يعترضه التطبيق.. يتبين أنه لا يصلح للتطبيق!

الأزمة فى أن بعضهم لا يزال مصرًا على كلام مزوق فوق الحلاوة.. لكن كل تنظيراتهم عادة تفشل إذا ما تعرضت للاختبار. 

إن جيت للحق – مرة ثانية وثالثة ورابعة – سبق وغرقنا فترة ما يعلم بها إلا ربنا فى الشعارات.. والهتافات، لذلك بقى أن يعيد معتادو الهتاف على مقاهى وسط البلد التفكير فى أساليب التفكير أكثر من مرة. 

بالمناسبة.. مفترض أن الحركة الحزبية أكبر من ندوات فى المقرات،  وأكثر من تصريحات فى تقارير صحفية أو بيانات منشورة فى المناسبات.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز