عاجل
الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

خبير عسكري أمريكي: الدنمارك يمكنها لعب دور محوري في مواجهة التحديات بمنطقة الشمال الأوروبي

الاتحاد الأوروبي - ارشيفية
الاتحاد الأوروبي - ارشيفية

أكد الخبير العسكري والأمني الأمريكي روبين ليرد أن الدنمارك يمكنها أن تلعب دوراً محورياً في مواجهة التحديات التي تواجهها منطقة الشمال الأوروبي وبحر الشمال والدول الاسكندنافية، عبر تبنيها فكراً خلاقاً وتعبيد الطريق أمام تعزيز تكامل المنطقة الاسكندنافية شمالي أوروبا، لتصبح بمنزلة "السفينة الأم" والظهير الاستراتيجي للمنطقة في ظل تحولات جيوسياسية هادرة تشهدها المنطقة. 



وقال ليرد، في مقال نشرته مجلة (بريكينج نيوز) الأمريكية ، إنه مع توسع "حلف شمال الأطلنطي" (الناتو) ليشمل كلا من السويد وفنلندا، معتبرا أن قدرة بلدان المنطقة الشمالية من أوروبا على إعادة العمل على تهيئة قدراتها ومصالحها الأمنية الوطنية تمثل تحدياً كبيراً، كما أنها تشكل فرصة أيضاً، مؤكداً أن مملكة الدنمارك بوسعها القيام بدور مهم وحيوي في هذا السياق. 

ويعد دور مملكة الدنمارك أكبر بكثير من دولة الدنمارك في حد ذاتها، لما تضمه من جزر جرينلاند وفاروي، لهذا فإن إقليم المملكة يشكل الظهير الاستراتيجي للجهد التكاملي لمنطقة الشمال الأوروبي، وهو ما يتطلب، من وجهة نظر الخبير الأمريكي الذي تزيد خبرته في القضايا الدفاعية والاستخباراتية على 45 عاماً، العمل والتحرك عبر تلك الفضاءات، التي قد لا يفكر فيها غير الدنماركيين لاسيما في ضوء صغر حجم القوات البحرية والقوات الجوية لديهم. 

وبفعل الدور الدنماركي في جزر جرينلاند وفاروي، حتى مع صغر حجم الدولة نفسها، فإن الدنماركيين بلغوا تلك المرحلة من الأهمية الجغرافية باعتبار دولتهم جزءاً من كل من دفاع "حلف الناتو" و"الحوار القطبي"، وقد زاد الجانب الروسي من توسعهم النطاقي لقدراتهم الدفاعية في المنطقة القطبية، وهو ما أثار مخاوف القوى القطبية الأخرى، لذا فإن تلك القضية تمثل بوضوح مصدر قلق حقيقياً لشعوب الشمال ومدخلاً مهماً لجهودهم للتحديث الدفاعي على المستويين الوطني والجماعي، على حد توصية الخبير العسكري.

وفي ضوء تلك المتغيرات والوقائع والمستجدات في المنطقة الاسكندنافية، دعا الخبير الأمريكي، إلى مزيد من الترابط والتواصل بين جيوش المنطقة، وبين الجيوش والسلطات المدنية، ووصفه بأنه أمر "حيوي"، وهذا يعني أنه يتعين على الدنماركيين العمل دون ضجيج على تنمية قدراتها على تعزيز تواصلها مع شبكة ارتباطات البيانات التكتيكية العسكرية التابعة لحلف "الناتو"، المعروفة اختصاراً Link 16، التي تتضمن من بين العديد من الجوانب، السبل لتحريك بيانات شبكة "لينك 16" عبر شبكات أخرى متنوعة. 

إلى جانب ذلك، فإن تحديثات نظم البث البحري في البيئات الصعبة والمعادية والمعروفة باسم C2، أصبحت حالياً من المجالات التي تحظى بتركيز قادة القطاع الدفاعي الدنماركي، كما أنها تمثل جانباً جوهرياً لتشكيل طريقة تكامل قدرات الدفاع في شمال أوروبا مستقبلاً. ويستشهد الخبير روبين ليرد بالمقابلة التي أجراها في عام 2021 مع قائد سلاح الجو الدنماركي آنذاك، الفريق أندريه ريكس، والذي يتولى حقيبة الدفاع حالياً، والتي شدد فيها على كيف أن تحديثات C2- دون اللجوء إلى التكنولوجيات المستقبلية كمنظومات JADC2- باتت تستخدم حالياً لتشكيل طريقة تكاملنا في المنطقة. 

ونقل عنه الفريق ريكس قوله: "نحن بحاجة إلى التركيز على كلا المسارين بشكل موازي.. فالدنمارك ليس لديها من القدرات الكافية التي تمكنها من رسم جميع مجالات التحكم والسيطرة، لكننا نحتاج أيضاً إلى قيادة التغيير، ونحتاج حالياً إلى المضي قدما لأداء المهمة.. فما أركز عليه على مدار أكثر العامين الماضيين، هو العمل على جعل القوات في أفضل حال الآن، اليوم".

ويستطرد ليرد في مقاله بمجلة "بريكينج نيوز" الأمريكية قائلاً إنه "عند زيارته للعاصمة الدنماركية كوبنهاجن هذا الصيف، كان هناك تغيير في الحديث مع مسؤولي الدفاع والصناعات الدفاعية في الدنمارك، وكان من الواضح أن التركيز كله ينصب على التحديثات التي يمكن أن تدفع إلى تحقيق دفاع شمال أوروبي مشترك، وهذا يتضمن ما هو أبعد من قضية شبكات C2 سعيا لإيجاد سبل أخرى للعمل المشترك". 

ولعل أحد القضايا التي تواجه مراجعة الدفاع في الدنمارك في الوقت الراهن أن العملية جرت قبيل التحاق فنلندا والسويد بقطار "الناتو"، ومن المقرر الانتهاء منها قبل التحاقهم بشكل كامل، لذا فإن التحدي الحقيقي يكمن في ضرورة التأكيد على الأخذ في الاعتبار احتمالات حدوث التكامل الشمال الأوروبي، بغض النظر عن التغييرات التي سيتم وضعها أثناء المراجعة المحلية داخل الدنمارك.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز