عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
بعد التصعيد الروسى وقرار التعبئة الجزئية: سيناريوهات الحرب «الروسية-الأوكرانية»

بعد التصعيد الروسى وقرار التعبئة الجزئية: سيناريوهات الحرب «الروسية-الأوكرانية»

كل يوم تزداد تعقيدات الحرب «الروسية- الأوكرانية» بَعد القرار الروسى بالتعبئة الجزئية. وتتعالى المَخاوف والتحذيرات الغربية من استخدام النووى مع استمرار الدعم الأمريكى العسكرى لأوكرانيا. بَعد استفتاء موسكو لضم 4 مقاطعات أوكرانية تلجأ كييف لمجلس الأمن. فيما تنتظر أوروبا الشتاء الأصعب وتحاول التخفيف من آثار الأزمة بخطط التقشُّف، وقادة الغرب يبحثون عن الشركاء الأقدر على تأمين الطاقة فى الشرق الأوسط. وبين الدخول فى حرب مباشرة أو استمرار الصراع طويل الأمد لا يزال العالم ينتظر. 



من المهم الآن أن نتوقف أمام سيناريوهات الحرب «الروسية- الأوكرانية» مع عدد من المختصين، وهم: الدكتور أشرف سنجر، أستاذ العلوم السياسية وخبير السياسات الدولية لقناة إكسترا نيوز وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد، والكاتب الصحفى دكتور عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى، والدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية، والدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة ومتخصصة فى الشؤون الروسية، والكاتب الصحفى الأستاذ السيد جبيل المُحلل السياسى ومساعد رئيس تحرير جريدة الوطن سابقًا. 

ودار النقاش حول عدد من الموضوعات الساخنة فيما يتعلق بالملف «الأوكرانى- الروسى» والأوضاع هناك، ودارت الأسئلة حول نتائج استفتاء المقاطعات الأربعة، واعتقال القنصل اليابانى فى روسيا وفقًا للقانون الدولى واعتباره شخصًا غير مرغوب به فى البلاد، وتطورات الحرب «الروسية- الأوكرانية» وما قد ينتج عنها من حرب استنزاف باردة طويلة الأمد وتأثير ذلك على خارطة السياسة العالمية وما هو دور مصر فى كل ذلك وكيف ستؤثر عليها تلك الأوضاع اقتصاديًا وسياسيًا. 

 فى هذا السياق بدأ عزت إبراهيم رئيس تحرير الأهرام ويكلى الحديث قائلاً: إن المجتمع الأمريكى يرفع درجة الاستعداد للتعامل مع الأزمة الأوكرانية، مضيفًا: إن ما يفعله الرئيس الروسى فلاديمير بوتين يوضح استعادة كرامة روسيا.

وذكر «إبراهيم» أنه لا رجعة لما يحدث فى منطقة دونباس الأوكرانية، وهى الاستفتاءات الروسية لضم أراضى أوكرانيا لها.

وأوضح أنه من مصلحة الإدارة الأمريكية أن ترتقى بالخطر الروسى إلى درجة أعلى قليلاً. مشيرًا إلى أنه قد تحدث فترة المواجهات الحقيقية فى الدونباس بعد شهرين، كما أنه يوجد حاليًا تحضير للتصعيد.

ثم انتقل الحديث إلى الدكتور محمد فايز فرحات مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيچية الذي أوضح: إن هناك استعدادًا واضحًا من جميع الأطراف من روسيا وأوكرانيا لمرحلة طويلة من الصراع. مضيفًا : لا تزال روسيا وأوكرانيا تتعاملان على أن هذا الصراع طويل، وفى رأيى لن يُحسَم هذا الصراع حتى فى فترة الشتاء. 

وأضاف الدكتور محمد فايز فرحات خلال برنامج «كلام فى السياسة» على قناة «إكسترا نيوز»: إن طول المدى الزمني للصراع قد يكون عنصرَ ضغط على كل صانعى القرار، وبالتالى لا نضمن كيف ستتصرف الأطراف تحت هذا الضغط.

وأشار مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيية إلى أن الاستفتاء فى روسيا سيخلق واقعًا جديدًا، وستكون هناك مناطق ستصبح تحت السيادة الروسية وأى تعامل معها عسكريًا ستكون روسيا فى هذه الحالة مضطرة للتعامل معها بأنه اعتداء على روسيا.

ومن جانبه أشار الدكتور أشرف سنجر خبير السياسات الدولية فى قناة إكسترا نيوز وأستاذ العلوم السياسية بجامعة بورسعيد: إن فكرة استخدام النووى بالنسبة للرئيس الروسى بوتين تأتى فى إطار السلاح التكتيكى الذي يستخدم وزنًا من 10 إلى 50 طنًا ما يعادل 6 أضعاف قيمة التدمير الذي نتج عن القنبلة الأمريكية فى ناجازاكى وهيروشيما فى اليابان.

وأضاف الدكتور أشرف سنجر: إن روسيا تمتلك 6367 رأسًا نوويًا، وأمريكا 5200، وفرنسا 300، وبريطانيا 25. مشيرًا إلى أن الأسلحة التكتيكية بدأت أن تكون مخيفة بَعد التفكير فى التصعيد فى الحرب. 

وأوضح أن روسيا ستذهب لخطة الاستنزاف والاستمرار فى الحرب على أوكرانيا. مشيرًا إلى أنه سيظل هناك صدام مباشر فى أوكرانيا مع بوتين، وإذا حدثت ضربة نووية ستحدث فى أوكرانيا، ولن يفعل الأمريكان شيئًا فى قرار الضرب النووى من الجانب الروسى.

وفى السياق نفسه، أوضحت الدكتورة نورهان الشيخ أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن روسيا لديها عقيدة نووية منشورة منذ 2020 ومن المعروف متى ستستخدم روسيا السلاح النووى، وما قاله الرئيس الروسى بوتين مشار إليه صراحة فى العقيدة.

وأضافت الدكتورة نورهان الشيخ: إن من حق روسيا أن تستخدم السلاح النووى فى حالات محددة ومنها تعرضها لهجوم نووى، أو تعرضها لهجوم تقليدى يهدد وجود الدولة الروسية.

وأشارت إلى أن روسيا لن تبادر باستخدام السلاح النووى، كما أنها تتبع الإجراءات القانونية المنصوص عليها فى المواثيق الدولية وتعطى للشعوب الحق فى تقرير مصيرها.

واختتم اللقاء الكاتب الصحفى الأستاذ السيد جبيل المحلل السياسى ومساعد رئيس تحرير جريدة الوطن سابقًا، مُعبرًا عن تشاؤمه من الوضع الحالى وما يمكن أن تؤول إليه الأوضاع العالمية إلى شكل كارثى. مؤكدًا أن الفترة المقبلة ستحمل فى طياتها حمولاً ثقيلة.

وأعرب عن قلقه من الأوضاع الراهنة قائلاً: «بقطع النظر عن مسار العمليات فى الوقت الراهن مين ينتصر ومين ينهزم احنا قدّام عملية طويلة جدًا». وأعتبر أن ما يقوم به السياسيون فى الغرب يأخذنا إلى كارثة حقيقية نسير نحوها نيامًا.

وأضاف: «إن الحديث عن حرب عالمية ثالثة فى مطلع التسعينيات كان دربًا من الخيال وكان كل من يتحدث عن حرب نووية يقابَل باستهجان كبير وكان أى باحث يبحث عن الوجاهة والرصانة يستنكر الحديث عنها ولكن الآن الوضع اختلف».

وأضاف قائلاً: «أنا أعتقد أن الوضع خطير جدًا جدًا وتلك الحرب مثل كل الحروب بها خطوط حمراء، فلقد أبيح بها كل شىء ماعدا أمرين ألا يقتل الناتو بجنسياته المختلفة بشكل مباشر جنودًا روس وأن تظل الحرب عائمة داخل الأراضى الأوكرانية لا تخرج خارجها، وأيضًا ألا يقتل الأوكرانيون جنودًا روس بشكل مباشر وطبعًا لا يقتل الروس جنودًا من الناتو بشكل مباشر. 

واستطرد قائلاً: « وفى حال ظهور نتائج الاستفتاء بضم روسيا لأراضى المقاطعات الأربعة عندها ستتحدث العقيدة العسكرية الروسية المعلنة فى 2020 وهى أن السلاح النووى سيستخدم إذا تعرضت سلامة أراضى الاتحاد الروسى لخطر، وفى تلك الحالة يجوز للاتحاد الروسى استخدام السلاح النووى لوقف التصعيد فى أزمة معينة يُقال عليها فى الإنجليزية «اسكليت تو ديسكليت».. ويقصد بها الصعود جدًا من أجل تقليل الخسائر مثلما فعلت أمريكا فى اليابان.. وفى تلك الحالة لن يراعى بوتين الخطوط الحمراء وستتصعد الأمور وسنكون أمام مأساة تستحق الخوف وليس أى شىء آخر».

وختم حديثه قائلاً: أنا أرى الصورة سوداوية وخلال أشهر ستمر بلدان العالم بأيام صعبة جدًا على كل الاقتصادات بدرجات مختلفة فبلد مثل كندا لديه طاقة وزراعة وعدد سكان محدود سيكون أقل تأثرًا بكثير مقارنة بالدول النامية، ولكن لا يمكن أن ننكر أن الأثر كبير وضخم ومؤثر وهو جزء من المأساة التي يأخذنا إليها السياسيون، فبعيدًا عن التلويح باستخدام النووى فمجرد أن تكون حرب استنزاف طويلة المدى فهى لا تقل خطورة فى البعد الاقتصادى عن النووى. الشهور المقبلة هتكون شهورًا صعبة وطبعًا ستكون أصعب على الدول النامية الفقيرة لأن مشكلتها مُرَكبة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز