عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أكتوبر العظيم ... الأطفال ومعركة المستقبل

أكتوبر العظيم ... الأطفال ومعركة المستقبل

  انتصار مصر على العدو الصهيوني وكسر أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر في السادس من أكتوبر 1973. 



 

إنه الانتصار الأكبر في تاريخ مصر الحديث والمعاصر. 

 

وهو مصدر الشرعية والمحبة التي منحها المصريون لجيشهم العظيم مجدداً، بعد ثورة 1952. 

 

وهي شرعية متجددة وستظل مصدراً للفخر والعزة والكرامة. 

 

وفي الذكرى التاسعة والأربعين لانتصار أكتوبر المجيد تمتد تلك الشرعية التي تجسد العلاقة الفريدة بين المصريين وجيشهم في انحيازه لمطالب الشعب المشروعة في ثورة 25 يناير / 30 يونيو المجيدة. 

 

داعمين له في معركته المعاصرة ضد الإرهاب، وأيضاً في معركة البناء والدخول للمستقبل. 

 

إنها تلك العلاقة الفريدة في مصر بين الجيش والشعب، تلك التي أشار إليها الرئيس عبد الفتاح السيسي في الاحتفال بذكرى الانتصار هذا العام 2022. 

 

وفي كل عام يتجدد السؤال عن مدى قدرة المسرح والسينما والفنون التعبيرية في تخليد ذكرى حرب أكتوبر 1973؟ 

 

وهو السؤال الذي أعاود طرحه على نفسي كلما حلت ذكرى أكتوبر العظيم. 

 

وهو سؤال يرتبط بتأمل الأعمال الفنية المقدمة عن النصر العظيم وعن مدى قدرتها على تجسيده والتعبير عنه. 

 

وما زالت الإجابة هي أن الأعمال التعبيرية الفنية عن أكتوبر 1973 تحتاج لتأمل ودعم وعمل إبداعي كبير ومنتظم، مع كامل التقدير للأعمال الفنية الرائعة التي قدمها الفنانون المصريون عن النصر الكبير. 

 

ولأنني ممن يرون انتصار السادس من أكتوبر هو انتصار للشعب المصري كله وفي مقدمته القوات المسلحة المصرية. 

 

فالسؤال عن إنتاج أعمال فنية متجددة ضرورة واجبة. 

 

إذ يجب أن يأتي أكتوبر من كل عام ومعه الأعمال الإبداعية الجديدة عنه. 

 

ولأنه انتصار مصر، فتقديم مثل هذه الأعمال يحتاج من أهل الفن إلى حس وإرادة المبادرة. 

 

بكل اعتزاز أذكر أن الأغنية المصرية بطبيعتها الأقل تركيباً من باقي الفنون التعبيرية. 

 

وسرعتها في الانتشار، كانت هي الأولى في تمجيد النصر والاحتفال به. 

 

جدير بالذكر أن أول أغاني أكتوبر التي عرفها المصريون كانت أثناء الحرب وبمبادرة من الملحن الكبير بليغ حمدي والشاعر الكبير عبد الرحيم منصور، إذ أن المبادرة جاءت منهما وفقاً لتلك الطاقة الدافعة من حب الوطن. في تأملي المتكرر لفنون أكتوبر. 

 

يجدر بالذكر بأن ملاحظتي لإبداعات ما بعد النكسة حتى عام 1970، وبدأ مرحلة الخداع الاستراتيجي بتخفيض نبرة الحشد الوطني حتى أكتوبر 1973. 

 

إذ يمكن ملاحظة أن أعمال المقاومة الإبداعية أكثر تألقاً، ربما لأن المقاومة ملهمة أكثر للمصريين، إلا أن النصر الكبير كان مرضياً جداً لحد لم تحتشد معه طاقة المقاومة الإبداعية في اتجاه طاقة الاحتفال الإبداعية. 

 

إنها مصر التي تتواضع عند الانتصار وتحتشد ألماً وكبرياء مدهشا عند الانكسار.

 

 إنها مصر القادرة على عبور المرحلة الراهنة، عبورنا فوق أشلاء الفقر والجهل والتخلف، والذي هو نتاج تراكم تاريخي تستطيع مصر بثرواتها المتجددة وعلمها ورؤيتها المستنيرة الانتصار على تلك الثلاثية المرعبة والتي حددها الرئيس السيسي بوضوح. 

 

إنها معركة مصر في التقدم والدخول للمستقبل، معركة اقتصادية علمية ثقافية فكرية سياسية تستهدف الحفاظ وتأكيد دور مصر القيادي والمحوري في المنطقة العربية والمحيط الإقليمي والدولي. 

 

ولذلك أطرح السؤال على الفنانين المصريين ومؤسسات صناعة الوعي الآن مرة أخرى. كيف يمكن تقديم أعمالاً فنية ترقى لمستوى الانتصار الكبير. 

 

وإذا كان هذا السؤال المطلب المتكرر منذ سنوات طويلة، فهناك سؤال متفرع منه، هو سؤال أكثر أهمية مع ازدياد المسافة الزمنية بين النصر وبين أجيال جديدة لم تعشه أو تلحق به عن قرب.  إنهم الأطفال والناشئة. 

 

ولذلك يصبح السؤال: كيف يمكن شرح نصر أكتوبر العظيم للأطفال عبر الأعمال الإبداعية والأنشطة والفعاليات الثقافية والإعلامية؟ 

 

هذا هو السؤال الذي أراه ضرورة مع نصف قرن يكتمل العام القادم إن شاء الله على مصر المنتصرة. 

 

ربما أسميها احتفالات نصف قرن على انتصار أكتوبر وهو ما يجب أن يكون موجها في معظمه للأطفال والناشئة بل وللشباب المصري الذي نشأ في مسافة زمنية بعيدة عن هذا الانتصار.  لا زلت أذكر مشاعري عندما كنت طفلاً في مدرستي الابتدائية في أسيوط، ومدى إدراكي النفسي والوجداني لتغير غناء النشيد المدرسي من "راجعين راجعين وفي إيدينا سلاح" إلى نشيد "بسم الله الله أكبر بسم الله". 

 

ورحلة زيارة معرض الغنائم مع المدرسة، ومعي أبي. 

 

وهذا الفخر والاعتزاز الذي صنع لدى جيلنا حب الشأن العام، وإعلاء الشأن الوطني على الشأن الخاص والمصلحة الشخصية.

 

كم يحتاج هذا الجيل من الأطفال والناشئة، بل وكثير من المصريين غير المهتمين بمتابعة الشأن العام، إلى شرح وفض اشتباك بين المعركة العسكرية العظيمة انتصار 1973، وبين العملية السياسية الشاملة، وهو ما يفسر بوضوح إشارة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى أن مصر حاربت من أجل السلام. 

 

إن السلام هو أثمن ما تنشده الأمم والقدرة على الدفاع والردع أثمن ما تملكه مصر في جيشها العظيم. 

 

إن المعركة القادمة بلا شك هي معركة التفوق الاقتصادي والعلمي والثقافي والإبداعي والسياسي بالتأكيد. 

 

وهي معركة يحميها سيف ودرع مصر كما أطلق الرئيس الراحل أنور السادات بطل الحرب والسلام على القوات المسلحة المصرية. 

 

إنه تصور سياسي لمصر المعاصرة يطرحه الرئيس عبد الفتاح السيسي بوضوح وبرؤية موضوعية واقعية تحدد خطط المستقبل ومعركته القادمة، وهي معركة شديدة الصعوبة ومستقبلية ومتجددة. 

 

إنها مصر قلب العالم القديم والحديث ومصدر الإلهام الحضاري لكل أرجاء الدنيا الأربعة.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز