عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
ذكرى انتصارات أكتوبر
البنك الاهلي

تحديات انتصر عليها الجيش المصري أثناء حرب 1973

العميد "الشرمبيلي" يروي ملابسات أسر أقوى قادة إسرائيل وإصابة في المعركة

هليل تحاور العميد الشرمبيلي
هليل تحاور العميد الشرمبيلي

استرجع العميد رجب حسن إبراهيم الشرمبيلي أحد قادة حرب 6 أكتوبر 1973، البواسل، أيام الحرب وتحدياتها التي هوت أمام إرادة المقاتل المصري الصلب العنيد، وتمكن قهر الجيش الإسرائيلي المدعوم بكل أنواع الأسلحة المتقدمة من الولايات المتحدة الأمريكية. 



 

 

تحديات انتصر عليها الجيش المصري أثناء حرب 1973

 

 

قال العميد رجب الشرمبيلي في حوار لـ"بوابة روزاليوسف": بعد نكسة 1967م جاءت حرب 1973 لتكن ردًا حاسمًا على الجيش الإسرائيلي، وقد انتصر بها الجيش المصري بقوته وعزيمته وأيضا بتوفيق من الله.

 

 وأضاف أن المواجهة بين الجيش المصري والعدو الإسرائيلي كانت في غاية الصعوبة وكانت قوات كلا الجيشين ممتدة بطول قناة السويس، وأراد الجيش الإسرائيلي أن يمنع الجيش المصري من عبور القناة، وقام أحد القادة العسكريين الإسرائيليين بطرح فكرة عمل "خط بارليف" وبالفعل تم تنفيذ خط بارليف الذي كان ارتفاعه 20 مترا فوق سطح الماء وعمقه 25 مترا ليكن مانعا أمام الجيش المصري.

 

 

 وقام جيش العدو بعمل نقط حصينة مكونة من ثلاثة طوابق؛ طابق لمعيشة الجنود، وطابق للمطبخ وطابق لمخازن الزخيرة، وكانت تستطيع هذه الطوابق العيش لمدة 15 يومًا في اكتفاء ذاتي بحيث يستطيع الجندي منهم أن يحارب لمدة 15 يومًا متواصلين، لافتًا إلى أن ما ضاعف صعوبة هذه التحديات أن الجيش الإسرائيلي بعدما عمل خط بارليف وضع فوهة الماسورة على سفح قناة السويس بحيث لا يستطيع الجيش المصري التقدم أو عبور القناة، كما أن الجيش المصري في البداية كان لا يعرف ماهي هذه المواسير ولكن قام الجيش الإسرائيلي بتشغيل هذه المواسير ليشعر الجيش المصري باليأس وصعوبة الاقتحام، وكان في هذه المواسير "نابلم مؤكسد" وهذا النوع من "النابلم" لا ينطفئ أبدًا مهما وضعت عليه كمية من الماء كما أنه محرم استخدامه عالميًا.

 

وأشار العميد رجب حسن إلى أنه كان هو وقواته البواسل موقعهم أمام "كوبري الفردان"؛ وكان الكوبري في أرض القناة ويصل بين الإسماعيلية وسيناء، وكان يتم فتح هذا الكوبري لكي تمر المراكب ثم يتم غلقه ليكن خط للسكة الحديد تمر عليه القطارات التي تخرج من مصر إلى غزة، وكان هذا الكوبري هو الرابط بين الضفة الشرقية والضفة الغربية للقناة، مؤكدًا أنه كان متمركزًا بقواته في هذه المنطقة وأمامه ثلاث نقط حصينة لإسرائيل. 

 

 

وقال الشرمبيلي إن المانع الأول هو 'المانع المائي" وهو كان أحد المعوقات الطبيعية حيث كان عرض القناة في المنطقة التي يقف بها الجيش المصري 120مترا أي كانوا على مسافة قريبة من العدو، المانع الثاني كان "المد والجزر" حيث أنه كان يواجهم صعوبة أثناء عبورهم بالمركب ولا يستطيعون الوصول للهدف المراد بسبب قوة المد والجزر في الماء واستطاعوا التغلب على هذه الصعوبة من خلال اختيار الوقت الذي يكون حركة المد والجزر به أبطأ وكان الوقت هو يوم 6 أكتوبر/ 10 رمضان، المانع الثالث هو "الساتر الترابي"؛ حيث كانت طبيعة أرض سيناء أنها أعلي من القناة نتيجة حفر قناة السويس واستطاعوا التغلب عليه من خلال فكرة أحد المهندسين المصريين الذي كان يعمل في السد العالي وقال لهم أنهم كانوا يقومون بخفض هذا الساتر الترابي من خلال مضخات ماء وبالفعل نجحت الفكرة.

 

خطة خداع الجيش المصري للجيش الإسرائيلي لنجاح العبور 

 

 

قال الشرمبيلي إنه من المعتاد في كل الحروب يتم ضرب واستهداف العدو من بداية اليوم، بينما في حرب 1973 تأخر الضرب حتى الساعة الثانية ظهراً وهذا ما جعل الجيش الإسرائيلي يشعر بوجود شيء غير طبيعي، خصوصًا أن المصريين في شهر رمضان الكريم، وكان أيضًا هذا اليوم 6 أكتوبر هو يوم عيد الغفران عند إسرائيل ويكون هذا اليوم ديني عندهم ويقضونه في العبادة يرجون من الله أن يغفر لهم ما فعلوه بسيدنا موسى عليه السلام.

 

وأضاف أن من خطة الخداع أن الرئيس أعلن ذهاب بعض الضباط المصريين لعمل عمرة، كما أعلن الرئيس أنه ذاهب في زيارة إلى أمريكا وإضافة إلى ذلك كان الجيش المصري يقوم بعمل التعبئة للقوات؛ أي أنه بعد استعداد القوات المصرية أمام الجيش الإسرائيلي ويقوم الجيش الإسرائيلي بإعداد قواته أيضا يقوم الجيش المصري بالتراجع مما يعمل على خسارة الجيش الإسرائيلي للأموال واستنزاف قوتهم واستمر هذا الأمر مرارًا حتى جاءت المرة الحاسمة التي سيضرب بها الجيش المصري الجيش الإسرائيلي بالفعل وظن الجيش الإسرائيلي أن المصريين سيتراجعون مثل كل مرة ولكن قام الجيش المصري بالضربة الحاسمة.

أهداف وخطط الجيش المصري في الضربة الحاسمة 

وأوضح العميد رجب أن جميع القادة قد استلموا مهامهم وفطنوا إلى الأهداف التي يتوجب عليهم الضرب بها وكانت أولى هذه الأهداف العسكري الإسرائيلي الذي يطلع عليهم من البرج ليعرف تحركاتهم، ثم النقاط القوية للجيش الإسرائيلي، وقد سميت بـ«خطة الضرب المباشر» أي أن كل قائد لديه هدف يوجه عليه الضرب هو وقواته.

وأضاف العميد الشرمبيلي أنه قام هو وقواته بالنزول للقناة من خلال ثغرة قاموا بإخلائها من الألغام التي كانت بها ثم صعدوا إلى المركب، ويحكي شعوره في هذه اللحظة أنه كان لا يستطيع تحمل رؤية علم إسرائيل على أرض وطنه التي هي جزء من المصريين جميعًا، وقال إنهم كانوا يتمنون العبور حتى وإن كانوا سيستشهدون عند الوصول.

 وتابع أنهم بعد نزولهم من القوارب المطاطية بدءوا يتسلقون الرمل وبمجرد طلوعهم 25 مترًا بدءوا تنفيذ مهامهم وبالفعل استطاعوا تدمير دبابات العدو وتشتيت توحيد صفوفهم حتى أن الإسرائيليين كانوا لا يعرفون أي هدف يتوجب عليهم الضرب عليه، وقام الجيش المصري بنزع علم إسرائيل وزرع علم مصر مما زاد من معنويات الجيش المصري وخفض معنويات الجيش الإسرائيلي.

 

 

أحد أدوار العميد حسن أبو سعدة في حرب 1973

 

 وأفاد أنهم ظلوا يوم 6 و7 يتبادلون إطلاق النيران، ويوم 8 كان يوجد عقيد في الجيش الإسرائيلي يسمى "عساف ياجوري" وهو يتقن فنون القتال وعلي مستوى عالي من العلم والتكتيك العسكري، وأراد هذا القائد الوقوف عند الساتر الترابي بـ 120 دبابة لمنع أي أحد من الجيش المصري من النزول إلى الماء، وقال إنه تم التغلب على هذا القائد أيضا حيث استطاع "العميد حسن أبو سعدة" قائد الفرقة الثانية مشاة رحمه الله فهم ما يجول في بال هذا القائد الإسرائيلي، فنصب له كمين يسمى "حدوة الحصان"، وبالفعل وقع عساف ياجوري في الفخ ودخل حدوة الحصان وقامت قوات الجيش المصري بضرب قوات ياجوري المتحصنة في120 دبابة، وتم أسر العقيد عساف ياجوري وظل يبكي لأنه وقع في أيدي الجيش المصري.

وأوضح الشرمبيلي أن الجيش الإسرائيلي لا يحترم أي معاهدات دولية ولا يحترم أسري الحرب وعلى الرغم من ذلك قال العميد أبو سعدة لـ"عساف ياجوري" إنه سيعامله كأسير حرب.

 

 

إصابة العميد رجب الشرمبيلي بشظايا من النيران في أنحاء جسده

 

 

وقال إنه يوم 11 أكتوبر كانت قوات الجيش المصري مقبلة على نقطة قوية في عمق سيناء على بعد 8 كيلومترات من القناة، وهذه النقطة كان يوجد عليها دبابات ومدافع، وعلى الرغم من أن الطيران المصري قام بضرب القوات الإسرائيلية إلا أنهم لم يقوموا بالتراجع بسهولة كما لو كانت هذه الأرض أرضهم بالفعل.

 ونوه العميد رجب الشرمبيلي أنه في ذلك اليوم الموافق 11 أكتوبر أصيب بشظايا في جسده بسبب نيران الدبابات الإسرائيلية وتم نقله إلى المستشفى العسكري في التل الكبير وبعد ذلك نقل إلى مستشفى المنصورة الجامعي ثم مستشفى الشهيد أحمد جلال ثم مستشفى المعادي وبعد ذلك سافر إلى الخارج للعلاج وعاد مرة أخرى لاستكمال علاجه في مصر حتى تعافي تمامًا وعاد إلى مباشرة عمله مرة أخرى.

 

وكشف الشرمبيلي عن وقائع أخرى من أرض المعركة تدل على ولاء وانتماء الجيش المصري لوطنه، حيث قال إن الجيش المصري يقدم تضحيات رهيبة؛ ففي الحرب كان يوجد مزغل هذا المزعل عبارة عن طاقة في النقطة القوية لدى الجيش الإسرائيلي وبه ماسورة المدفع يظلوا يطلقوا به النيران حتى لا يستطيع قوات الجيش المصري العبور من خلاله، وكان هذا الطريق لا يوجد سواه ليستطيع الجيش المصري العبور وقام أحد الضباط بالتضحية بروحه وإلقاء نفسه فوق هذا المزغل ليمنع المدفع من الضرب على باقي القوات المصرية.

 

واختتم العميد رجب الشرمبيلي حديثه قائلًا إن حرب أكتوبر 73 كانت ملحمة بين الدرع واللحم أي كانت ملحمة بطولية إلى أبعد الحدود وليست الحرب الأولى ولا الأخيرة التي ينتصر بها الجيش المصري على عدوه فمن المعروف أن الجندي المصري هو خير أجناد الأرض وبالطبع لا ننسى أبدًا أن النصر أولًا وأخيرًا من عند الله ثم أبناء مصر البواسل الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن وذلك لولائهم انتمائهم لوطنهم، واستشهد بالآية الكريمة: "فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ قَتَلَهُمْ ۚ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَٰكِنَّ ٱللَّهَ رَمَىٰ ۚ وَلِيُبْلِىَ ٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلَآءً حَسَنًا ۚ إِنَّ ٱللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ".

 

 ووجه رسالة للأجيال القادمة قائلًا: "نصرنا الله لأننا كنا أصحاب حق وقد استطعنا الانتصار بإمكانيات أقل من المتوفرة لكم الآن حيث يوجد الآن تسليح افضل وأوفر وأحدث والجيش المصري قوي جدا وأصبح لدينا بوارج، وأضاف المقاتل المصري سيظل هو المقاتل المصري لأنه هو خير أجناد الأرض".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز