عاجل
الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

قافلة "الأزهر" و"الأوقاف" الدعوية: الوفاء لتضحيات الشهداء يتطلب أن نكون صفا واحدا خلف جيشنا وشرطتنا

 أكد أعضاء القافلة الدعوية المشتركة بين الأزهر والأوقاف، أن الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون، والوفاء لتضحياتهم يتطلب أن يكون كل واحدٍ منّا جنديًّا لهذا الوطن في مجاله، وأنْ نقف صفًّا واحدًا وعلى قلب رجلٍ واحدٍ خلف جيشنا وشرطتنا.



 

 

جاء ذلك خلال انطلاق قافلة دعوية مشتركة بين الأزهر الشريف ووزارة الأوقاف إلى محافظة الإسكندرية اليوم الجمعة، وتضم القافلة “عشرة علماء”: خمسة من علماء الأزهر الشريف، وخمسة من علماء وزارة الأوقاف، ليتحدثوا جميعًا بصوت واحد حول موضوع: "هدي النبي (ﷺ) في بيان منزلة الشهادة والشهداء"، وذلك في إطار التعاون المشترك والتنسيق المستمر بين وزارة الأوقاف والأزهر الشريف، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، ووزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة.

 

 

وشدد علماء الأزهر والأوقاف أن نبينا (ﷺ) أرشد أُمَّتَه إلى المقامات العالية، والمنازل النبيلة السامية؛ لذلك عُني نبينا (ﷺ) ببيان منزلة الشهادة، وعلوّ مكانتها، وسموّ قدرها، ولا شك أنَّ الشهداءَ أبطالٌ ضحوا بأنفسهم راضين، وبذلوا أرواحهم مطمئنين؛ نصرةً للدين، وحفاظًا على الوطن، فكان لهم الجزاء الجزيل من رب العالمين، حيث يقول الحق سبحانه: "وَالشُّهَدَاءُ عِنْدَ رَبِّهِمْ لَهُمْ أَجْرُهُمْ وَنُورُهُمْ"؛ ويقول سبحانه: "إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ"، والشهداءُ أحياءٌ عند ربهم يُرزَقون، أحياءٌ في ذاكرة الأمم والأوطان، يقول سبحانه: "وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ"، ويقول نبينا (ﷺ): "أرواح الشهداءِ في أجوافِ طيرٍ خُضرٍ، تسرحُ في الجنَّةِ حيث شاءت، ثم تأوي إلى قناديلَ معلَّقةٍ تحت العرشِ". وأوضحوا أنه ولعلو قدر الشهادة تمنى سيدُ الخلق (ﷺ) الشهادة مرات، يقول (ﷺ): "وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ"، كما بيَّن (ﷺ) أن الشهيد يتمنى العودة إلى الدنيا؛ لينال شرف القتل في سبيل الله مراتٍ ومرات، يقول (ﷺ): "مَا مِنْ أَحَدٍ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ يُحِبُّ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى الدُّنْيَا وَأَنَّ لَهُ مَا عَلَى الأَرْضِ مِنْ شيء غَيْرُ الشَّهِيدِ، فَإِنَّهُ يَتَمَنَّى أَنْ يَرْجِعَ فَيُقْتَلَ عَشْرَ مَرَّاتٍ لِمَا يَرَى مِنَ الْكَرَامَةِ".

 

 

وأشاروا إلى أن من هدي نبينا الكريم (ﷺ) مشاركة أسر الشهداء مشاعرهم، ومواساتهم المادية والمعنوية، وتبشيرهم بدرجات الشهادة العالية ومنازلها الرفيعة، فعن جَابِر بْن عَبْدِ اللَّهِ (رضي الله عنهما) قال: لَقِيَنِي رَسُولُ اللَّهِ (صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) فَقَالَ لِي: "يَا جَابِرُ مَا لِي أَرَاكَ مُنْكَسِرًا"؟ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتُشْهِدَ أَبِي وَتَرَكَ عِيَالًا وَدَيْنًا، قَالَ: "أَفَلا أُبَشِّرُكَ بِمَا لَقِيَ اللَّهُ بِهِ أَبَاكَ؟" قَالَ: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: "مَا كَلَّمَ اللَّهُ أَحَدًا قَطُّ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ، وَأَحْيَا أَبَاكَ فَكَلَّمَهُ كِفَاحًا، فَقَالَ: يَا عَبْدِي تَمَنَّ عَلَيَّ أُعْطِكَ، قَالَ: يَا رَبِّ تُحْيِينِي فَأُقْتَلَ فِيكَ ثَانِيَةً، قَالَ الله عَزَّ وَجَلَّ: إِنَّهُ قَدْ سَبَقَ مِنِّي أَنَّهُمْ إِلَيْهَا لَا يُرْجَعُونَ، قَالَ: وَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: "وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ"، وعندما استُشهد سيدُنا جعفر بن أبي طالب (رضي الله عنه) أمهلَ رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلَّم أهلَه ثلاثةَ أيام، ثم أتاهم فقال لهم: "لا تَبْكُوا على أَخِي بعدَ اليومِ"، ثم قال: ادعوا إليَّ بني أخي، وخاطبهم قائلًا: "أمَّا محمَّدٌ فشَبيهُ عمِّنا أبي طالبٍ، وأمَّا عبدُ اللهِ فشَبيهُ خَلْقي وخُلُقي، ثمَّ قال: اللَّهمَّ اخلُفْ جَعفَرًا في أهلِه، وبارِكْ لعبدِ اللهِ في صَفقةِ يَمينِه"، ثم جاءَت زوجة الشهيد سيدنا جعفر (رضي الله عنه) فذكَرَتْ لرسول الله (ﷺ) يُتْمَ أولادها، فقال لها (ﷺ): "العَيْلَةَ- أي: الفقرَ- تَخافينَ عليهم، وأنا ولِيُّهم في الدُّنيا والآخرةِ؟".

 

 

وأكدوا أيضا أن من جميل أقدار الله (عز وجل) أن توافق ذكرى انتصارات أكتوبر شهرَ ربيع الأول الذي نحتفي فيه بمولد الحبيب المصطفى (ﷺ)؛ لتكون فرصة سانحة لتذكيرنا بهدي نبينا الكريم (ﷺ) في تكريم الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل الدفاع عن الأرض والعرض والوطن، وارتقوا بأرواحهم إلى الله (عز وجل) وفازوا برضوانه، وللتذكير بفضل ومكانة مَن يسهرون على أمن الأوطان وأمانها، حيث يقول نبينا (ﷺ): "عَيْنَانِ لا تَمَسُّهُمَا النَّارُ: عَيْنٌ بَكَتْ مِنْ خَشْيَةِ الله، وَعَيْنٌ بَاتَتْ تَحْرُسُ فِي سَبِيلِ الله"، ويقول (ﷺ): "أَلا أُنَبِّئُكُمْ بليلةٍ أفضلَ من ليلةِ القدرِ؟ حارِسُ الحَرَسِ في أرضِ خَوْفٍ لعلَّهُ ألَّا يرجعَ إلى أهلِهِ"، مؤكدين أن الوفاء لتضحيات شهدائنا يتطلب أن يكون كل واحدٍ منّا جنديًّا لهذا الوطن في مجاله، وأن يبذل أقصى طاقته في خدمة هذا الوطن العظيم، وأنْ نقف صفًّا واحدًا وعلى قلب رجلٍ واحدٍ خلف جيشنا وشرطتنا وسائر المؤسسات الوطنية، راجين من الله الشهادة في سبيل الحق، حيث يقول نبينا (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ): "مَنْ سَأَلَ اللَّهَ الشَّهَادَةَ بِصِدْقٍ بَلَّغَهُ اللَّهُ مَنَازِلَ الشُّهَدَاءِ وَإِنْ مَاتَ عَلَى فِرَاشِهِ".  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز