عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مؤتمر المناخ في مصر
البنك الاهلي

صحيفة دولية تشيد بمشروع "المانجروف" بالبحر الأحمر لمواجهة تغير المناخ "أحد تكليفات الرئيس"

سلطت صحيفة ذا ناشيونال الدولية الضوء على مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر الذي جاء نتاج أحد تكليفات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتكثيف مشروعات السياحة البيئية، والاستفادة من المحميات الطبيعية في تحقيق أهداف تنموية وبيئية.



 

وقالت الصحيفة إنه على ساحل البحر الأحمر في مصر، تسبح الأسماك بين آلاف أشجار المانجروف المزروعة حديثًا، كجزء من برنامج لتعزيز التنوع البيولوجي وحماية السواحل ومكافحة تغير المناخ وآثاره في مصر.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة المصرية تصلح بهذا المشروع الدمار الذي حدث بسبب إزالة أشجار المانجروف بالمنطقة خلال عقود مضت، حيث لم يتبق هناك سوى بقع مجزأة يبلغ مجموعها حوالي 500 هكتار.

وفقدت دول العالم بما فيها مصر كميات كبيرة من هذه الشجرة المهمة؛ دون الالتفات لأهميتها البيئية في السابق، وذلك لأن المجتمعات المحلية كانت إما تستفيد من أخشاب تلك الأشجار وتستخدمها مرعى لحيواناتهم مثل الجمال، أو تتركها عرضة لنشاطات التنمية والسياحة التي تدمرها.

تم إطلاق البرنامج المدعوم من الحكومة، والذي تبلغ تكلفته حوالي 50 ألف دولار في السنة، قبل خمس سنوات، بهدف تحويل المنطقة الساحلية إلى منطقة جذب سياحي مميزة.

ويعتبر مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر أحد تكليفات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بتكثيف مشروعات السياحة البيئية، والاستفادة من المحميات الطبيعية في تحقيق أهداف تنموية وبيئية.

وقال سيد خليفة، نقيب الزراعيين في مصر والذي يقود الجهود لإعادة زراعة أشجار المانجروف، للصحيفة إن النباتات الفريدة عبارة عن كنز بسبب قدرتها على النمو في المياه المالحة حيث لا تواجه أي مشاكل تتعلق بالجفاف.

 قال خليفة: "إنه نظام بيئي كامل، بعمق ركبتيه في الماء، فعندما تزرع أشجار المانجروف، تتدفق الحياة البحرية والقشريات والطيور كلها."

وقال خليفة، إن مشروع استزراع غابات المانجروف بالبحر الأحمر ممول من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ويقوم بتنفيذه كل من مركز بحوث الصحراء ومحافظة البحر الأحمر.

يعمل فريق خليفة على زراعة عشرات الآلاف من الشتلات في مشاتل منفصلة، والتي تُستخدم بعد ذلك لإعادة تأهيل ست مناطق رئيسية على طول ساحل البحر الأحمر وساحل سيناء، في مناطق حماطة وسفاجا وشلاتين وكذلك محمية نبق الطبيعية بمحافظة جنوب سيناء، بهدف إعادة زراعة حوالي 210 هكتارات.

ولهذا الغرض تم إنشاء أربعة مشاتل نباتية لزراعة 50 ألف شتلة كل عام بهدف زراعة 300 ألف من أشجار المانجروف.

وقال خليفة: "تغطي أشجار المانجروف حاليا مساحة تبلغ حوالي 5000 متر مربع في جميع أنحاء مصر".

تعتبر مصر تعتبر موطنا لنوعين من أصل 14 نوعا من أشجار المانجروف في العالم.

من المعروف أن أشجار المانجروف لها تأثير قوي في مكافحة تغير المناخ نظراً لقدرتها على امتصاص الكربون، حيث تُعرف غاباته باسم أحواض الكربون، أو المناطق الأحيائية الغنية بالكربون.

 ومن خلال امتصاص وتخزين الكربون الزائد، فإنها تساعد في تقليل الاحتباس الحراري.

وفقًا لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (Unep)، فإن الأشجار المرنة في غاية الأهمية للمناخ، حيث تمتص كمية من الكربون أكبر بخمس مرات من الغابات الموجودة على الأرض.

تساعد مدرجات الأشجار أيضًا على تصفية تلوث المياه وتعمل كحاجز طبيعي ضد ارتفاع البحار والطقس القاسي، وتحمي المجتمعات الساحلية من العواصف المدمرة.

ويعزز المشروع الوطني للمانجروف السياحة البيئية في محافظتي البحر الأحمر وجنوب سيناء، حيث تقع معظم مناطق الجذب السياحي البيئية في مصر في تلك المحافظتين، بحسب خليفة.

ويقول خليفة: "عندما نتوسع في زراعة أشجار المانجروف في هذه الأماكن، سنجذب المزيد من السياح لها، مما يعني المزيد من الدخل السياحي".

وأشار إلى أن مصر تعتبر الدولة الوحيدة على طول ساحل البحر الأحمر التي أقامت مشاتل لزراعة شتلات المانجروف.

لفت أيضًا إلى أن أشجار المانجروف قابلة للتكيف مع الظروف الساحلية القاسية حيث تتحمل الملوحة ويمكن أن تنمو في الوحل المشبع بالمياه منخفض الأوكسجين.

وقال خليفة إن أشجار المانجروف هي ملاذ آمن وغني للطيور والعديد من الحيوانات البحرية والبرية، كما أنها تحمي الشواطئ من التآكل، خاصة مع الارتفاع المتوقع في مستوى سطح البحر بسبب الاحتباس الحراري. بالإضافة إلى كل ما سبق، فإن غابات المانجروف توفر بيئة مثالية لتربية النحل وإنتاج عسل عالي الجودة، مما يحقق قيمة اقتصادية كبيرة ويوفر العديد من الوظائف.

من المتوقع أن يكون العائد من المشروع أكبر بكثير من إجمالي المبالغ المنفقة عليه، وفق خليفة، حيث أنه مقارنة بالميزانية السنوية البالغة مليون جنيه مصري (64 ألف دولار) للمشروع، من المتوقع أن يحقق أرباحًا بالمليارات.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز