حكاية كاتسينا في بلاد الهوسا

تشغل بلاد أو ممالك الهوسا آراضي شمال دولة نيجيريا حاليًا، اضافة لبعض لأقاليم الجنوب في النيجر الحالية، وتنتشر شعوب الهوسا في عدة مقاطعات من أبرزها: كانوا، وسكتو، وزاريا، وكاتسينا (كاتسينة)، وجوبير...الخ. 

ولعل من بين أهم تلك الأقاليم التي تتبع بلاد الهوسا القديمة: "مملكة كاتسنا" (كاتسنة) Kingdom of Katsina التي تقع في الناحية الشرقية من "مملكة كانو"، وتوجد آراضيها في نيجيريـا حالياً، وتلك المملكة تُعتبر واحدة من الممالك الواقعة فيما بين السودان الغربي Western Sudan  من ناحية، و"السودان الأوسط" Middle Sudan  من ناحية أخرى. 

ولقد كانت آراضي "كاتسنا" تضم عددًا من سلاسل الجبال، والهضاب ذات الارتفاعات الشاهقة، وتتسم هذه المملكة جغرافيًا بأن آراضيهـا ذات تضاريس حادة، ووعرة. وهي اشتهرت بزراعة الشعير، والدخن. 

وكان السكان المحليون في اقليم "كاتسنا" يتميزون بأنهم من ذوي البشرة السوداء، الحالكة، كما كانوا يتميزون بأنهم ذوو أنوف غليظة، وكانوا ذوي شفاةٍ كبيرة الحجم. وكانت كاتسنا تتسم بأن القرى المسكونة التي شيدت بها كانت على هيئة قرى صغيرة، وكانت تلك القرى تتألف من أكواخ مصنوعة من القش، ولذلك ربما تصفها بعض المصادر بأنها بيوتٌ قبيحة الشكل، نظراً لتواضع بنائها، وعمارتها مقارنة بما حولها من الممالك الأُخرى. 

وعن السكان المحليين في كاتسنا، وأحوالهم الاجتماعية، والاقتصادية، يقول الحسن الوزان (ت: القرن 10هـ/16م) في روايته: "ولايتجاوز سكان أية  قرية (في مملكة كاتسنا) ثلاثماية أسرة، وهنا يجتمع الفقر والدناءة، وكان هؤلاء السكان في الماضي تحت حكم ملك، ولكنه قتل على يد أسكيا (ملك صنغي)، وفني نصف السكان، وأصبح أسكيا سيد المملكة..". 

ويُشير ذلك بشكل واضحٍ إلى أن "مملكة كاتسنة" كانت مملكة فقيرة، ولم تكن تتمتع بالثراء والازدهار، ولم يكن ملوكها أقوياء، حيث فقد حكامها استقلاليتهم، وكانوا يدينون بالولاء أيام الحكام المعروفين بـ(الأساكي، أو أسكيا)، ومن ثم صارت آراضيها تخضع  لسيطرة ملوك صنغي بعدئذ. 

ولعل ذلـك مما يُشير بشكل واضحٍ إلى أن "مملكة كاتسنة" كانت مملكة فقيرة، ولم تكن تتمتع بالثراء والازدهار، ولم يكن ملوكها أقوياء، حيث فقد حكامها استقلاليتهم، وكانوا يدينون بالولاء أيام الحكام المعروفين بـ(الأساكي)، وصارت آراضيها تخضع لسيطرة ملوك وحكام دولة صنغي بعدئذ.

متخصص في التاريخ والتراث الإفريقي