عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

قررت "حواء" أن تمارس الرياضة حتى تشعر بتحسن وتنعم بحيوية وطاقة أكثر، وإذا  لم تجد قدرًا وافرًا من الوقت لممارسة التمارين الرياضية يوميا، تحرص على القيام بأى قدر من النشاط..



 

فبدأت بممارسة رياضة المشى السريع، فهذا يجعلها أكثر سعادة وراحة، صارت تمشى بخطى سريعة.. تفكر فى الأيام القادمة ولا تنظر للوراء.. لن تسمح لأحد بأن يشدها للخلف، أو يجعلها تسقط فخطواتها الآن ثابتة.. لقد تعلمت حين تصفعها الحياة، كيف تنهض بنفسها.. قد تصطدم أحيانا فى طريقها ببعض الأشخاص الذين يأتون من الماضى بين الحين والآخر، لكنها أصبحت تراهم بشكل ضبابى وتكاد تعجز عن رؤية ملامحهم، لأن ببساطة لم يعد لهم أى تأثير فى حياتها.

 

صارت "حواء" تبتسم وتضحك من قلبها، فقد أدركت أن سعادتها فى يد الله، لا صديق ينزعها ولا حبيب يمزقها ولا قريب يتحكم بها.. ستمارس المشى السريع وكذلك النسيان السريع لكل ما يؤرقها أو يعكر صفو حياتها..

 

لن تنتظر شيئًا من أحد، وهنا تكمن راحة البال.. لن تتوقف عن المشى السريع ولن تبطىء خطواتها، فمن أراد أن يلحق بها، فليسر معها فى نفس الطريق وعلى نفس الخطى، فهى لن تغير مسارها من أجل أحد بعد الآن، كم انتظرت طويلًا أشخاصًا كشف لها الزمان بعد ذلك أنهم مجرد عثرات فى الطريق.

 

بل أن كثيرًا من الأشياء التي أفنت عمرها فى البحث عنها، لم تكن إلا شيئًا عاديًا لم يكن يستحق.. إن "حواء" شخصية لا تحب البكاء على الأطلال وتميل للحقيقة حتى لو كانت مرة.. ربما كانت حياتها مليئة بفوضى عارمة وتقلبًا بين الصعود والانحدار، لكنها أدركت فى النهاية أن أول خطوة نحو السلام الداخلى والراحة النفسية هى الرضا والقبول والتصالح مع كل تجارب الحياة والسير فيها بنفس هادئة متفائلة. 

 

تأكدى يا "حواء"، أن وراء كل غيم كثيف، هنالك مطر كثيف، وبعد كل فشل، هنالك نجاح.. فاصمدى يا عزيزتى لأن السقوط لا يليق بكى...  

 

 أراكى تبكين فى زاوية لا يراكى فيها أحد، ثم تمسحين دمعتك وتخرجين للناس مبتسمة.. بالرغم مما تشعرين به من تعب وعدم القدرة على استكمال المسيرة.. فلتهونى على نفسك يا عزيزتى ولتهدأى قليلا.. فهناك فرح فى نهاية كل طريق، وهناك راحة بعد كل تعب، وهناك نور بعد كل ظلام..

 

وتأكدى أن الله سيعوض توتر المشاعر واضطراب الأمل، بكل ما هو جميل.. فقط ثقى بالله ولا تيأسى.. وتعلمى عندما تحبين، أن تختارى رجلًا وليس حبيبًا.. فالحبيب سيخذلك بحجة الظروف، أما الرجل فلا يؤمن بالظروف.. سيواجه أى شىء ليحظى بك يا عزيزتى. وفى النهاية، كل شىء فى الحياة متغير، فلا دوام لحزن أو ضيق أو هم... تمضى الأيام بكل ما تحمل ولا تقف.. كل شىء فيها عابر.. هذا يأتى وذاك يرحل.. سنعتاد ثم ننسى ثم نصبح بخير كأن شيئا لم يكن.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز