صناعة الاقفاص الخشبية مهنة معرضة للانقراض ..والبقاء للبلاستيك والكرتون

 

منذ طفولته لم يجد أمامه مهنة غيرها، فقد اعتاد على رؤية الجميع من الأهالي والمحيطين به وهم يعملون في صناعة "الأقفاص الخشبية"؛ فلم يكن أمامه خيار آخر في العمل بمهنة أخرى غيرها.

 

 

مزايا المهنة..

 

ويقول الحج بركات البغدادي صاحب ورشة لصناعة الاقفاص الخشبية بمحافظة الإسماعيلية: منذ ٣٥ عامًا وأنا أعمل في هذه المهنة، أقوم بجمع جريد النخيل ومنه صناعة الأقفاص، ومن خلالها استطعت توفير الاموال للزواج وتأسيس منزلي الصغير، لذلك فانا عاشق لهذه المهنة صاحبة الفضل في كل شيئا أو نجاح حققته في حياتي.

 

 

 

أسباب تراجع الطلب على شراء الاقفاص الخشبية..

 

 

 

استمر ذلك من عطاء المهنة طوال السنوات الماضية، حتى سيطرت الاقفاص البلاستيكية وايضا الكرتون على السوق، وتراجع حجم الطلب على الاقفاص الخشبية شيئا فشيئا، حتى وأصبحنا لا نعمل الا في المواسم فقط، فالجميع من التجار يلجا للأقفاص البلاستيكية والكرتون غافلا بذلك شراء الاقفاص الخشبية، التي تزايدت أسعارها بصورة كبيرة خلال الفترة الاخيرة، فأصبحت بالنسبة للتاجر بمثابة خسارة كبيرة مقارنة باخري، على الرغم من المزايا الكبيرة التي يعطيها القفص الخشبي من قوة وصلابة وصورة جيدة للتهوية قادرة على حماية المنتج من الفساد أو الهلاك الذي يحدث في صناديق الحفظ الأخرى.

 

 

 

تطوير المهنة..

 

 

 

لم تشهد مهنة وصناعة "الاقفاص الخشبية" ايًا من انواع التطوير خلال السنوات الماضية، الا بصورة طفيفة، منها تطوير الصناعة من مجرد تصنيع للأقفاص إلى اشكال اخرى كصناعة "الكراسي والترابيزات الخشبية"؛ ومع بداية ظهور تلك الصور الجديدة تهافت الكثير على شراءها الا انه سرعان ما تبدل الامر وتراجع حجم الطلب على شراء تلك الكراسي والترابيزات مع ظهور الاخرى المصنوعة من الخشب والبلاستيك والمتميزة بالجودة العالية فضلا عن انخفاض سعرها مقارنة بالخشبية منها.

 

 

مراحل تصنيع القفص الخشبي..

 

 

تبدأ المرحلة الأولى من صناعة القفص الخشبي، "بتنظيف جريد النخل" من الخوص وغيره، ثم العمل على "تقطيع الجريد وثقبه" ثم "عملية التجميع" لصناعة القفص واخيرا "عملية لف الاسلاك حول الخشب" لاستخراج قفص خشبي "العداية "التي تتميز بالتماسك والصلابة.

 

 

 

وفي النهاية اختتم الحج بركات البغدادي أشهر صانعي الأقفاص الخشبية بمحافظة الإسماعيلية، حديثه لـ"بوابة روزاليوسف" قائلا: اتمنى واستمرار تلك المهنة التي لم اعرف غيرها طوال حياتي، وهي مصدر رزقي الوحيد، لذلك أملي في رب العزة أن يبارك لي في هذه المهنة مصدر رزقي وابنائي ولا تتعرض للانقراض والتلاشي تمامًا.