عاجل
الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

"ذا ديبلومات": تزايد نزعة المصلحة الاقتصادية للدول وسط صدام مع اتفاقات التجارة الحرة

امريكا
امريكا

  رصدت دورية "ذا ديبلومات" الأمريكية المتخصصة في الشأن الآسيوي تصاعد نزعة المصلحة الاقتصادية للدول وسط تصادم مع اتفاقات التجارة الحرة، وضربت مثالاً على ذلك من جانب الولايات المتحدة وإندونيسيا اللتان تجاهران بإيلاء أهمية لمصالحها وأمنها الاقتصادي إذا ما اصطدمت باتفاقيات التجارة الحرة.



 

وأكد تقرير دورية "ذا ديبلومات" أن منظمة التجارة العالمية قضت في وقت سابق من هذا الشهر، بأن الرسوم الجمركية لعام 2018 التي فرضتها الولايات المتحدة على الألومنيوم والصلب تنتهك قواعد منظمة التجارة العالمية، لكن الولايات المتحدة، رفضت الحكم على لسان المتحدث باسم الممثل التجاري الأمريكي آدم هودج ، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "لن تتنازل عن اتخاذ قرار بشأن أمنها لصالح لجان منظمة التجارة العالمية"، وهو مؤشر على أن الولايات المتحدة شرعت في هدوء تغيير القواعد الأساسية للنظام الاقتصادي العالمي.

 

وأشار التقرير إلى مقالين كتبهما بول كروجمان ، في صحيفة "نيويورك تايمز" ، بعنوان "لماذا تتشدد أمريكا في التجارة" و "هل هذه نهاية السلام من خلال التجارة؟"، لفت خلالهما إلى أن الولايات المتحدة، التي يمكن القول إنها أنشأت النظام التجاري بعد الحرب العالمية الثانية، مستعدة للي القواعد من أجل تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ولاسيما وقف الزحف الصيني.

 

وذكر التقرير إن موقف الولايات المتحدة التي لا تحاول حتى إخفاء أولوياتها لأهداف السياسة المحلية فوق قواعد منظمة التجارة العالمية يدل على مدى تحول المشهد الاقتصادي الدولي، لافتاً إلى أن البلدان تلجأ في جميع أنحاء العالم إلى استخدام أدوات السياسة مثل التعريفات الجمركية و حظر التصدير للتدخل في الأسواق سعياً وراء الأهداف الاستراتيجية الوطنية، وفيما يبدو فإن التجارة الحرة دون عوائق تتراجع وتسعى البلدان لمنح الأولوية لأهدافها المحلية على الاعتبارات الأخرى. 

 

وانتقل التقرير لتأكيد هذا المشهد في جنوب شرق آسيا أيضًا، حيث أكدت إندونيسيا مؤخراً استعدادها لعدم الانصياع على الاتفاقيات العالمية بشأن التجارة الحرة ولجأت إلى "القومية الاقتصادية" عندما يكون ذلك ممكنًا وعندما يكون ذلك مفيدًا للمصلحة الوطنية، وقد برز هذا الاتجاه في الأشهر الأخيرة، مع استخدام حظر تصدير شامل للفحم وزيت النخيل عندما كانت الحكومة قلقة من ارتفاع الأسعار العالمية التي تؤدي إلى نقص محلي.

 

وذكر التقرير أنه في الآونة الأخيرة، قضت منظمة التجارة العالمية بأن استخدام إندونيسيا لحظر تصدير خام النيكل غير المعالج يتعارض مع الاتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجارة، إذ يعد النيكل سلعة نادرة يزداد الطلب عليها بشكل متزايد ، وعنصر مهم في إنتاج البطاريات، بينما تمنع إندونيسيا، التي تمتلك أكبر إمداد للنيكل في العالم، الأسواق العالمية من الخام غير المعالج في محاولة لفرض المزيد من الاستثمار في أنشطة القيمة المضافة مثل تصنيع البطاريات والمركبات الكهربائية.

 

 

ورصد التقرير موقف إندونيسيا من حكم لجنة منظمة التجارة العالمية بأن حظر تصدير النيكل ينتهك التزامات إندونيسيا بموجب اتفاقية التجارة العالمية، وخرجت إندونيسيا بسرعة لرد مماثل على غرار رفض الممثل التجاري للولايات المتحدة، ونقل التقرير تصريحات رئيس إندونيسيا جوكو ويدودو إنهم سيستأنفون على الحكم، وقال: "إذا كنا خائفين من المقاضاة ، بينما نتراجع ، فلن نكون دولة متقدمة"، فيما اعتبر التقرير أن إندونيسيا تريد استخراج أكبر قدر ممكن من قيمة النيكل ، سواء كان ذلك يتوافق مع مبادئ السوق الحرة أم لا، وإذا كان ذلك يعني تعكير الأسواق ورفض التجارة الحرة ، فلا بأس بذلك، ويمكن القول أن التجارة الحرة جيدة، طالما أنها لا تأتي على حساب التنمية الاقتصادية لأندونيسيا وأهداف السياسة المحلية، بينما تزداد هذه الصيحة في جميع أنحاء الاقتصاد العالمي، بما في ذلك الولايات المتحدة.

 

وتابع التقرير بالقول: "إذا كان بإمكان الولايات المتحدة أن تقرر تجاهل الاتفاقيات العالمية بشأن التجارة الحرة عندما يكون ذلك في مصلحتها الوطنية ، فلماذا لا تتصرف دول مثل إندونيسيا بنفس الطريقة"، متوقعاً انتشار صورة أكثر شراسة من القومية الاقتصادية في جميع أنحاء المنطقة والعالم في السنوات القادمة حيث تتطلع دول مثل إندونيسيا بشكل متزايد إلى الحصول على المزيد من القيمة في نظام اقتصادي عالمي ربما لم يخدم مصالحها دائمًا على أكمل وجه.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز