عاجل.. بكلمات مختنقة ودموع صادقة "أرديرن" تعلن استقالتها
عادل عبدالمحسن
تمتعت جاسيندا أرديرن، رئيسة وزراء نيوزلندا، التي اختنقت بالدموع عندما أعلنت أنها ستتنحى عن منصبها، بنسب قبول عالية لمعظم فترتها الرئاسية لمجلس الوزراء النيوزلندي، ولكنها وجدت لحظة الصدق مع النفس، وخرجت لتقول: لم يعد لدي مخزونًا للقيام بمهام الوظيفة.
ربما يعجبك
اختنقت السيدة البالغة من العمر 42 عامًا، والتي أصبحت رئيسًا لوزراء نيوزيلندا في عام 2017، دموعها خلال مؤتمر صحفي مؤثر للإعلان عن استقالتها.
وقالت أرديرن: "أعرف ما تتطلبه هذه الوظيفة، وأعلم أنه لم يعد لدي ما يكفي من الطاقة لتحقيق العدالة هذا كل ما في الأمر ببساطة".
واجهت أرديرن أحد أحلك الأيام في تاريخ نيوزيلندا عندما اقتحم مسلح من المتشددين البيض مسجدين في كرايستشيرش، مما أسفر عن مقتل 51 شخصًا.
وتمت الإشادة بها على نطاق واسع للطريقة التي تعاملت بها مع الناجين والمجتمع المسلم في نيوزيلندا في أعقاب الحادث الإرهابي المشين.
كما تبنت رئيسة الوزراء النيوزلندية بعضًا من أقسى الإجراءات في العالم خلال جائحة فيروس كورونا المستجد، مما جعل البلاد تكون الأقل في عدد من الوفيات بالفيروس القاتل.
وتم التخلي عن استراتيجيتها في عدم التسامح مع ظهور متغيرات جديدة وأصبحت اللقاحات متاحة، وجادل بعض النقاد داخل البلاد بأن سياساتها كانت صارمة للغاية.
وفي الشهر الماضي، أعلنت أرديرن أن لجنة ملكية ستفحص ما إذا كانت الحكومة قد اتخذت القرارات الصحيحة في التعامل مع COVID-19.
بينما لا تزال تحتل المرتبة الأولى كرئيسة وزراء نيوزيلندا المفضلة في استطلاعات الرأي، انخفض الدعم لحزبها بشكل ملحوظ منذ الانتخابات الأخيرة في عام 2020.
وقالت أرديرن إنها ما زالت تعتقد أن حزب العمال النيوزيلندي سيفوز في الانتخابات المقبلة.
وتحدثت عن قرارها بالاستقالة، فقالت: "أعلم أنه سيكون هناك الكثير من النقاش في أعقاب هذا القرار حول ما يسمى بـ" السبب الحقيقي"، ويمكنني أن أخبرك أن ما أشاركه اليوم هو ذلك، والزاوية الشيقة الوحيدة التي ستجدها، هي أنه بعد الاستمرار لست سنوات في بعض التحديات الكبيرة، فأنا إنسان."
واختتمت بالقول: "بالنسبة للوقت الذي أمضيته في الوظيفة ، آمل أن أترك النيوزيلنديين مع الاعتقاد بأنك يمكن أن تكون لطيفًا ، ولكن قويًا ، ومتعاطفًا ولكن حاسمًا ، ومتفائلًا ولكن مركّزًا.
"ويمكنك أن تكون نوعك من القادة - شخص يعرف متى حان وقت الرحيل."
من غير الواضح من سيتولى منصب رئيس الوزراء حتى انتخابات أكتوبر، حيث أعلن نائب رئيس الوزراء جرانت روبرتسون أنه لن يشارك في أي انتخابات على القيادة.
تحليل.. استقالتها صدمة لكن ربما لا تكون مفاجأة
بالنسبة لمعظم النيوزيلنديين - وحتى الكثيرين في الدوائر السياسية في ويلينجتون - تعتبر هذه صدمة.
لم تقدم جاسيندا أرديرن أي أدلة على وجود علامة استفهام حول ما إذا كانت ستقود حزبها إلى فترة ولاية أخرى في الحكومة.
من المرجح أن يتم تذكرها لاستجابتها للأزمات أكثر من تحقيق الإنجازات، والتي قد يجادل البعض أنها كانت ستحدث فرقًا أكبر للناخبين هناك يومًا بعد يوم.
هناك أيضًا عوامل أخرى تلعب دورًا في قرارها بالتنحي.
من المقرر أن تبدأ ابنتها نيف المدرسة في وقت لاحق من هذا العام - وربما تكون فكرة تكريس الكثير من الوقت لقيادة بلد بدلاً من رؤية طفلها يكبر أمرًا مبالغًا فيه.
لديها هي وشريكها كلارك جيفورد خططًا أيضًا - لقد حاولا إقامة حفل زفاف العام الماضي، لكن محاولتهما لربط العقدة أُلغيت بسبب قيود فيروس كورونا.
كان جيفورد جالسًا بين المراسلين في المؤتمر الصحفي الذي عُقد بعد ظهر اليوم حيث أخبرتهم أنها تتطلع إلى الزواج "أخيرًا".
وبالنسبة للزملاء في حزبها السياسي، فإن رحيل أرديرن يسمح لهم بالبدء من جديد - لتقديم أنفسهم كحكومة لفترة ولاية أخرى، تاركين وراءهم السنوات الماضية من إدارة الأزمات.
جوجل نيوز
