حكاية مسجد الملح في مدينة شالي

تقع مدينة شالي القديمة في وسط واحة سيوة، وهي عبارة عن مدينة قلعة أثرية إسلامية كانت قد شيدت في حوالي القرن 6هـ/القرن 12م، وتلك المدينة تتميز بوجود طراز معماري فريد في مبانيها، حيث كانت شالي قد بنيت تقريبًا وبشكل يبدو كاملًا باستخدام حجارة الملح المحلي، المعروف بالواحة التي تكثر بها مناطق الملاحات، وهو الحجر المعروف بحجارة "الكرشيف".

ويتكون الكرشيف من الملح الذي تتم معالجته مع خلطه مع كل من الرمل والطين، ثم يتم تجفيف كتل الكرشيف تحت أشعة الشمس. 

ويبدو لنا من أبرز نماذج عمارة الملح في قلعة شالي بواحة سيوة "المسجد العتيق"، وهذا المسجد شيد في حوالي القرن 6هـ/12م وهو عبارة عن مساحة مستطيلة المسقط، يتوسطها 6 دعامات ضخمة، قسمت المسجد إلى 3 أروقة موازية لجدار القبلة، وتبلغ مساحة المسجد نحو 100 متر مربع. 

ويغطي هذا المسجد سقف من جذوع النخيل وبراطيم خشبية، وأضاف للمسجد بابين، أحدهما بالجهة الشرقية والآخر بالجهة الغربية، ويتميز المسجد بمئذنته الضخمة التي تقع بالزاوية الشمالية الشرقية، وتشبه طراز مآذن المغرب والأندلس. 

وهذا المسجد مبني بالطريقة السيوية، أي استخدم في بنائه مادة الملح المعروف بالكرشيف لدى أهل سيوة.