عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

عن العدالة التصالحية في السياسة الجنائية المعاصرة

النائب العام: العدالة التصالحية آلية فعالة لتسوية النزاعات وتحظى بتأييد المجتمع الدولي

 أكد المستشار حمادة الصاوي النائب العام، أن النيابات العامة هي الروافد الأسرع لإنجاز العدالة بين السلطات القضائية، خاصة لما تملكه من القدرة على إنهاء المنازعات دون محاكمات فيما يسمى بـ"العدالة التصالحية"، وذلك من خلال إصدار أوامر الحفظ، أو الأوامر بأنْ لا وجْهَ لإقامة الدعوى الجنائية للصلح أو التصالح، أو وقف تنفيذ الأحكام في حالات معينة وبضوابط محددة، أو الأمر بأن لا وجهَ لإقامة الدعوى لعدم أهمية الواقعة بعد إعمال المواءمات والتسويات التي تنتفي بها غاية المشرع في مختلِف البلاد من العقاب والملاحقة. جاء ذلك في كلمة النائب العام المصري في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدولي الأول للنيابة العامة الأردنية عن "العدالة التصالحية في السياسة الجنائية المعاصرة"، والمنعقد في الأردن، والذي تستمر فعالياته 3 أيام. وأضاف أنَّ هذا المؤتمر يواكب تطورَ السياسة الجنائية المعاصرة وتحولَها من مجرد استهداف معاقبة الجناة إلى استهداف الحدِّ مما ينتج عن جرائمهم من آثار، كما يواكب تطورَ مفهوم الجريمة ذاتها التي أصبحت ظاهرة اجتماعية يتعين التصدي لها بالعمل على معالجة أسباب وقوعها بإجراءات تهدف إلى عدم عودة الجناة إلى السلوك الإجراميِّ مستقبلًا، وهو ما يتفق والسياسةَ العقابية المعاصرة.  وأشار النائب العام إلى أنَّ العدالة التصالحية تُعدُّ آليّةً فعَّالة لتسوية النزاعات، وتحظى بتأييد كبير في المجتمع الدولي الذي يحثُّ على تضمينها في القوانين والتشريعات الوطنية، وأن التشريعات المصرية كان لها السبق في تضمين هذه المفاهيم الهامة في عدة مجالات جنائية منها مجالات جرائم اختلاس المال العام والعدوان عليه، واسترداد الأموال والموجودات بالخارج، وحماية المنافسة والممارسات الاحتكارية، وغير ذلك من الجرائم، كما تجسَّدت في لجنة استرداد الأموال التي يرأسها النائب العام. ودعا المستشار حمادة الصاوي إلى تفعيل وسائل العدالة التصالحية وفض المنازعات في النيابات العامة بالبلدان العربية بإجراء المقارنات التشريعية لسلطات النيابات العامة في هذا الشأن، حتى يستفيد كلٌّ منها بتجربة الآخر، مؤكدًا أنَّ النيابات العامة هي الجسر الحقيقي بين السلطات التشريعية والسياسية والتنفيذية وبين السلطة القضائية، وأنَّ العدالة التصالحية المنشودة ستعمل على تحرير المحاكم مِن كثير من الركام الذي زاد عليها من أنظمة قديمة، بريادةٍ من النيابات العامة ومبادرةٍ منها في تغليب الصُّلح والتسويات على إصدار الأحكام، وأن تفعيل هذه العدالة يتفق وما تدعو إليه القيم والأخلاق والديانات المختلفة من أنَّ (الصلح خير)، مؤكدًا أنها لا تعني ترك الحقوق، وأنّ السلام لا يبدأ إلَّا مِن حيثُ يستتبُّ العدل، وأنَّ العدل لا يقوم إلا بمفهوم مشترك بين الأطراف من خلال التسويات والتصالحات تحت مظلة العدالة التصالحية التي تضع إجراءات لجبر الأضرار الناجمة عن الجرائم، والحدّ من الآثار المختلفة الناتجة عنها دون اللجوء للقضاء، مشيرًا إلى إمكانية أخذ النافع المناسب للعالم العربي من تجارب الدول الأخرى في هذا المجال حتى تكون النيابات العامة أدواتَ إصلاحٍ وفضِّ منازعاتٍ وتصالحاتٍ، مما سيفضي حتمًا إلى عدالة ناجزة تقوم بها فعلًا النيابات العامة في كثير من الأقضية دون عرض على المحاكم.  وأوضح الصاوي ضرورة وضع خطة لتفعيل دعوة المؤتمر نحو العدالة التصالحية، مشيرًا إلى أن فض المنازعات والتصالحات بين الأفراد داخل الأوطان ينتقل حتمًا إلى صُنّاع القرارات في شتى المجالات، وأن مبادرة النيابات العامة هي الآلية الأسرع في القضاء والأنجز في العدالة بالتفعيل والتوسع التشريعي والعملي للعدالة التصالحية وبتبادل الخبرات في هذا المجال، حتى تفصل النيابات العامة بين الناس بهذه الآلية الجديدة بحياديةٍ وثقةٍ وتجرّدٍ من الأهواء على اختلافها دون تفرقةٍ بين أحدٍ وآخرَ ولا بين ديانةٍ وأخرى أو عرقٍ وآخر؛ حتى نصبح في يومٍ ليس ببعيدٍ نواةً لمحاكم عدل عربية حقيقة تنتهي كثيرٌ من المنازعات على يدَيْها.  



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز