عاجل
السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
أسلحة التضليل الشامل.. "كوهين" العربي والصهيوني في ساحة الحرب الثالثة

أسلحة التضليل الشامل.. "كوهين" العربي والصهيوني في ساحة الحرب الثالثة



حرب شرسة تخوضها مصر على ثلاث جبهات، حققت انتصارات في جبهتين، وما زالت المعارك تدور رحاها بقوة على الجبهة الثالثة، رغم الانتصار في كل الجولات السابقة.

 

 

 

للوقوف على طبيعة ساحات القتال في الجبهات الثلاث، والمستهدفات وآليات المواجهة، ومعدلات النجاح المُتحقق؛ نغوص بكم في عُمق التاريخ الحديث مسافة 50 عامًا.

 

6 أكتوبر 1973، ذلك التاريخ الذي شهد معجزة مصرية بتكاتف عربي، ما زالت الأكاديميات العسكرية بالدول العظمى تتدارس كيف تحقق، فلم يكن انتصارًا على جيش الاحتلال الصهيوني وتحرير سيناء الحبيبة فقط، بل انتصار على الآلة العسكرية الأمريكية ومخابراتها والغرب الداعم للصهاينة.

 

 

 

بعد ساعات من الهزيمة، شرع المُحتل المهزوم وداعموه في دراسة الإعجاز الذي امتص نكسة 1967، إلى انتصار مُبين في ست سنوات فقط، تخللتها معارك استنزاف، بدأت برأس العش بعد أيام من النكسة وحتى النصر العظيم.

 

درسوا أسباب انتصار مصر والعرب، بهدف الحيلولة دون تكرار هذا الانتصار في أي مواجهة مستقبلية محتملة.

 

عنصر القوة الأول:

 

شعب مصر الذي تُوحده الأزمات، تزداد صلابته تحت ضغط التهديدات؛ يملك الإرادة التي تمكنه من قهر المستحيل، بمكونه العسكري والمدني، فالشعب ظهير قوي لجيشه، والجيش حامٍ لإرادة شعبه.

 

عنصر القوة الثاني:

 

نوعية المُقاتل المصري، الذي يتفوق بإرادته وقدرته على التضحية على أكثر الجيوش وأفراد القوى الأمنية، امتلاكًا لأحدث الأسلحة والتكنولوجيا، فما بالنا مع امتلاك مصر أحدث الأسلحة مع قدرة فائقة لقواته على استيعاب أحدث تكنولوجيا التسليح، واستخدامها بأعلى درجات الكفاءة.

 

عنصر القوة الثالث:

 

وحدة العرب، وتكامل أسلحتها، ما بين عسكرية "على الجبهة المصرية السورية"، واقتصادية "بترول الخليج" الذي أوقف تصديره للعدو، والمخزون الاستراتيجي من التسليح في العراق وليبيا والجزائر حينها، الذي يمكن الاستفادة منه لصالح دول المواجهة مع العدو المدعوم من أمريكا، الدولة العظمى، وحلفائها في أوروبا.

 

 

 

ما أن فاق العدو وداعموه من صدمة انتصار أكتوبر المجيد- الذي نحتفل هذا العام بيوبيله الذهبي- حتى بدأت دراسة مقومات هذا النصر والتخطيط لعرقلة إمكانية تكراره.

 

١- العنصر البشري وقوة الإرادة:

 

جرى العمل تدريجيًا على إنهاكه، عبر عرقلة النهوض التنموي للدولة، لإعاقة معدلات تحقيق الدولة لوظيفتها الاستخراجية والتوزيعية، بمعنى الحيلولة دون استثمار الدولة مواردها استثمارًا أمثل، ومن ثم العجز عن الإيفاء باحتياجات التعليم الحديث، والصحة ومعدلات الخدمات، بما ينعكس سلبًا على معدلات الرفاهية فيحدث السخط العام الذي ينتهي إلى فوضى، ليحدث التدمير الذاتي للدولة من الداخل.

 

 

 

وهنا يتحول العنصر البشري، الذي يمثل أهم عناصر القوة، إلى سلاح للهدم، ويتدرج هذا المخطط الذي ساعد على نجاحه إخفاقات حكومات ما قبل ثورة يناير 2011، ومساعي التوريث وغيرهما من الإخفاقات، مع عوامل تنامي وسائل التواصل عبر شبكة الإنترنت واستقطاب عناصر إثارية، لتوجيه معادلة الحراك المحتمل من الإصلاح والتغيير إلى التخريب والتدمير.. وقد كان.

 

٢- المُقاتل والجيوش:

 

أدرك العدو أن الجيوش العربية العمود الفقري للدول، فبدأ مخطط هدم الجيوش بثلاث وسائل:

 

الأولى: العدوان الخارجي، كما حدث في العراق، بغزو أمريكي مدعوم من الغرب.

 

الثانية: هدم من الداخل: كما حدث في اليمن بزعم الثورات، وما كاد أن يحدث في سوريا، وما استهدفت به تونس ومصر، لكن مصر نجحت بقوة جيشها ووعي شعبها في استيعاب الضربة وإعادة توجيهها للعدو عبر ثورة 30 يونيو، التي استعادت الدولة الوطنية وحافظت على الهوية، وأسقطت أذرع المحتل.

 

الثالثة: نموذج الهدم من الخارج بضربات عسكرية محدودة، تزعم حماية الإرادة الشعبية، وهو النموذج الذي يحرك فيه الجماهير العاجزة عن هدم القوة العسكرية فتتخذ ذريعة لهجوم خارجي، كما فعل حلف الناتو في ليبيا.

 

 

 

ثم العمل على إثارة الفتن بين الدول العربية، التي لم تصبها هزات الخريف العربي، ومصر التي نجحت في مواجهة المخطط.

 

 

 

وهنا نصل إلى نتيجة مهمة، وهي: أن مصر الدولة الوحيدة التي استطاعت بفضل الله، ووعي شعبها وقوة جيشها، وتلاحم الإرادة الوطنية؛ إحباط مخطط تدمير الدولة الوطنية من الداخل، ونجحت في الحفاظ على قوة مؤسساتها، واستعادة الدولة الوطنية عبر ثورة 30 يونيو الحفاظ على الدولة وبدء التنمية.

 

لكن نجاح مصر بثورة 30 يونيو، لن يُنهي نيران المعارك التي تنوعت قذائفها وأسلحتها وساحاتها، ظلت تدور رحاها بشراسة، على ثلاث ساحات متداخلة في توقيت متزامن، لتحقيق هدف إعاقة جهود التنمية، لتوليد سخط شعبي يعيد تكرار خيار حراك شعبي غاضب، يُحدث فوضى، فتدمير من الداخل.

 

المعركة الأولى: القتال على الساحة السياسية

 

 

الساحة السياسية: ارتكزت هذه المعركة في محاولات التشكيك في شرعية النظام، وما تحقق على الأرض من ثورة شعبية غير مسبوقة في 30 يونيو، تعكس إرادة شعبية وطنية، حماها الجيش الوطني.

 

 

 

المحيط الجغرافي للمعركة السياسية: ساحة العالم بالأخص أمريكا وأوروبا والاتحاد الإفريقي، ووسائل الإعلام العالمية.

 

نتيجة القتال: انتصار مصري مؤزر، فقد شهد العالم في فترة الانتقال السياسي السلمي، إقرار دستور وانتخابات رئاسية وبرلمانية، ففي الأمم المتحدة تحدث الرئيس السيسي، كاشفًا حقيقة ما حدث في مصر، وكيف حافظت الثورة على الهوية الوطنية، وحمت البلاد من الانزلاق إلى الاقتتال الأهلي، وتراجع الأمريكان والألمان والبريطانيون وغيرهم، وباتوا يستقبلون رئيس مصر بكل ترحاب وحفاوة، ويتبادلون الزيارات، معلنين شراكات استراتيجية مع مصر، آخرها تصريحات الرئيس الأمريكي بايدن في قمة المناخ بشرم الشيخ.

 

 

 

فيما تحول الوضع في إفريقيا من تجميد عضوية مصر في الاتحاد 2013، إلى رئاسة مصر للاتحاد دورة 2019، وما تلى ذلك من تعاون مصري وعودة للريادة والدعم للقضايا الإفريقية في المحافل الدولية.

 

 

 

وفي الركن الشرقي والآسيوي من ساحة العمل السياسي، تزايدت الشراكات المصرية الروسية ومع الدول الآسيوية الكبرى، آخرها الهند صاحبة رابع أقوى اقتصاد عالمي، التي استضافت الرئيس السيسي ضيف شرف ليوم الهند الوطني.

 

 

 

انتصرت مصر سياسيًا، وانهزمت الدول الداعمة للفوضى وتنظيم الإخوان، ذراعهم المحلي، وباتت ثورة 30 يونيو، والجمهورية الجديدة تحقق نجاحات سياسية، داخليًا باستقرار الأوضاع وبناء المؤسسات الدستورية النيابية، وغيرها، وخارجيًا عبر سياسة متوازنة تحقق المصلحة الوطنية، وتضاعف يوميًا الشراكات الاستراتيجية مع الدول الفاعلة بمختلف قارات العالم.

 

ساحة القتال الثانية: الحرب ضد الإرهاب

 فقد لجأت القوى المعادية لسلاح الإرهاب، لمحاولة تقويض أمن واستقرار الوطن، عبر عملاء بالداخل وعناصر يُدفع بها من الخارج، مع دعم لوجستي بالمال والسلاح والإعلام المعادي.

 

ساحة المعركة: كامل التراب الوطني، فالعمليات الإرهابية كانت تستهدف القوات العسكرية في غرب مصر بالصحراء الغربية، وشرقها في سيناء، وفي القاهرة استهدفت النائب العام الشهيد هشام بركات، وغيره من الشهداء، استهدفت المدنيين ودور العبادة، كنائس ومساجد، أبرزها الكاتدرائية ومسجد الروضة.

 

الهدف: إعاقة جهود التنمية، والتأثير السلبي على قطاعات السياحة وعرقلة الاستثمارات الأجنبية، بما يُعجز الدولة ويعوق تحسين قدراتها على أداء وظيفتها الاستخراجية ممثلة في استثمار أفضل لمواردها، والتوزيعية ممثلة في تحسين الخدمات التي تُلبي احتياجات المواطنين وتحسن من جودة حياتهم، فيصل بهم الحال إلى الشك في قدرة الدولة على حفظ أمنها وشعبها، وتحسين جودة الحياة، فتهدم الروح المعنوية وينتشر اليأس والإحباط، أملًا في تمكين الإخوان من معاودة السطو على السلطة.

 

 

 

نتيجة المعارك: انتصار مصري مؤزر، فساحة القتال مع الإرهاب، انحسرت في مساحات محدودة في رفح والشيخ زويد، قبل أن يُقضى تمامًا على هذه الآفة عبر مقاربة مصرية شاملة، تضمنت مواجهات عسكرية وأمنية، ضبط أمن الحدود بالقضاء على الأنفاق شرقًا، وقواعد عسكرية جديدة غربًا، وغيرها من الإجراءات، التي شملت تجفيف منابع الإمداد والتمويل، والضربات الاستباقية، والمواجهات الفكرية.

 

 

 

وبالأمس القريب زارت الحكومة المصرية، برئاسة المهندس مصطفى مدبولي شمال سيناء لمتابعة المشروعات التنموية.

 

وبالأمس القريب أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي قرب إعلان القضاء التام على الإرهاب، والاحتفال بذلك من شمال سيناء، بافتتاح مشروعات تنموية.

 

 

 

وبذلك الانتصار، تم القضاء على الإرهاب، ونحتفل بافتتاح مشروعات كان من أهم أهداف الإرهاب الحيلولة دون إنجازها.

 

ساحة القتال الثالثة: حرب الإعلام والمعلومات والشائعات

ساحتها: وسائل الإعلام، ووسائل التواصل الاجتماعي عبر شبكة الإنترنت العالمية.

 

أهدافها: اختراق الذهن وتزييف الوعي، لبناء مدركات سلبية، تخلق حالة من اليأس والإحباط وفقدان الثقة في النظام الحاكم، لخلق بيئة سلبية تزيد من فرص الاستجابات لأي محاولات لإعادة الفوضى وتدمير الدولة من الداخل.

 

أسلحتها: أسلحة التضليل الشامل (إعلام معادٍ- مليشيات إلكترونية- شائعات).

 

وهي الأسلحة الأقل كلفة من تمويل الإرهاب والمواجهات العسكرية.

 

المتحقق: الحرب مستمرة لم تنته، ويتم تغذيتها من آنٍ لآخر بشائعات، والدولة تجابه بقوة من خلال المصارحة التي يتحدث بها الرئيس، ومن خلال الإعلام الوطني، وأجهزة رصد الشائعات والرد عليها.

 

وهذه الساحة في المعارك هي الساحة الأخطر، والتي تستمر فيها المعارك وستستمر لوقت أطول، والصمود فيها يعتمد على تعزيز حصون الوعي، وتنمية العزيمة والإرادة في مواجهة التحديات.

 

 

 

نماذج لهذه الحرب:

١- محاولات تضليل المواطن، لترسيخ مدركات سلبية بأن الأزمة الاقتصادية محلية وليدة سياسات وليست عالمية، نتيجة متغيرات دولية، منها جائحة كورونا والحرب الروسية- الأوروبية في أوكرانيا.

 

٢- قذائف الشائعات التي تستهدف هدم جدار الثقة بين الشعب والنظام وحكومته، آخرها شائعة منح شركة إسرائيلية حق الانتفاع بقناة السويس 99 عامًا.

 

وهي الشائعة التي أطلقها حساب على تويتر منسوب لصحفي صهيوني يُدعى "إيدي كوهين"، وهذا الصهيوني الذي يقدم نفسه على أنه صحفي إسرائيلي، وقطعًا هو عنصر مخابراتي، يرتدي عباءة صحفي، دائم بث الشائعات المزيفة، ونشر التويتات التي تستهدف قياس رد الفعل العربي.

 

 

 

بعد أن روّج الشائعة، تلقفتها المليشيات الإلكترونية التابعة لأجهزة معادية ولجماعة الإخوان الإرهابية، لتوسعة مجال انتشارها والمستهدفين بها، بغية تدمير جدار الثقة وخلق سحابة تضليل.

 

 

 

وبعد الرد القوي للحكومة المصرية، نافية أي صحة لهذه الشائعة المغرضة؛ خرج كوهين بتويتة أخرى يقول إن صورة العقد المزيف وصلته وهو غير متأكد إن كان العقد سليمًا أو مزيفًا!

 

وهذا أسلوب للبقاء موضع ثقة لدى البلهاء، والعملاء الذين ينفذون خطط الحرب النفسية، ومحاولات هدم جدار الثقة ونشر الإحباط واليأس.

 

 

 

المؤسف في هذه الحرب الإلكترونية، التي تتصاعد حدتها على وسائل التواصل الاجتماعي، أن عناصر عربية ممن يصفون أنفسهم بالكتاب والمفكرين، تخوض مع الخائضين، في الهجوم على المؤسسة العسكرية المصرية ومحاولات إحداث شروخ في العلاقة المقدسة بينها وبين الشعب المصري.

 

 

 

نعلم أن كوهين عدو، ولا غرابة في شنه حربًا على مصر، فالمعارك ممتدة ولم تنته، خاصة مع دعم مصر الكامل لحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة وعاصمتها القدس، ومع تنامي قوة وقدرة الجيش المصري، بما شهده من تنوع في مصادر التسليح وقواعد جديدة على جميع المحاور الاستراتيجية للدولة.

 

لكن ما هدف كُتاب عرب من حملتهم المتزامنة مع حملات الإخوان وأعداء شعب مصر والأمة العربية؟!

 

قطعًا تحركهم من خلف ستار أطراف ذات أهداف، تغلب مصالحها الضيقة ونظرتها المحدودة تحت أقدامها، على مصلحة وأبعاد الأمن القومي العربي، بل وأمنها هي ذاتها، فيتحول كتاب عرب إلى "كوهين" بالزي العربي.

 

 

 

إن السبب في محاولات النيل من الرئيس عبد الفتاح السيسي وجيش مصر، هو الجهود المخلصة لتعظيم القدرة الشاملة للدولة، ورفض الزج بالجيش في مغامرات إقليمية، وانتهاج سياسة مستقلة، تدعم استعادة الدولة الوطنية العربية لقدراتها ومؤسساتها بالدول، التي شهدت هزات عنيفة.

 

 

 

جيش مصر تتعاظم قوته، يحافظ على مبادئه ووطنيته، لا ينخرط في مغامرات، درع وسيف الدفاع عن الوطن، يحافظ على كل ذرة من ترابه، ويقاتل في الوقت ذاته في معركة التنمية والبناء.

 

 

 

نتفهم خشية العدو من تنامي قوة مصر، لكن لماذا يتحول إعلاميون عرب إلى أدوات قذرة تتلاقى أهدافها مع العدو، في الهجوم المتزامن على مصر قيادة وجيشًا؟!

 

إنهم مخطئون، لا يدركون أن مصر القوية، قوة للعرب أجمعين، يجهلون أن التلاسن على مصر، أو مجرد التفكير في زعزعة التعاون والتلاحم العربي، يحقق أحد أهم أهداف تحطيم مقومات انتصار العرب في 1973، والتاريخ يُثبت قديمًا وحديثًا، أن مواقف مصر الشريفة الثابتة، هي الأبقى.

 

 

 

ألم أذكركم من البداية، أن من هزمناهم درسوا عناصر الإنجاز التاريخي، وسعوا لعرقة تنامي مقوماته، ويسعون لهدم إرادة الشعوب، وإعاقة نمو القدرة العسكرية، وتفتيت لُحمة الدول والشعوب العربية.

 

 

 

وهنا يبقى سلاح الوعي وتعزيزه هو الأمضى، في الانفتاح على ساحة الفضاء الإلكتروني والإعلام، فهي الحرب الأخطر التي انتصرنا في جولاتها السابقة التي سعت لإثارة الفوضى، وعلينا الانتباه إلى متغيراتها الحديثة التي بدأت تتلاقى فيها قذائف شائعات "كوهين" الإسرائيلي مع تويتات "كوهين" العربي، فنواجه نيران الإعلام المعادي والنيران الصديقة.

 

 

 

حفظ الله مصر قوية، وأمتها العربية وقارتها الإفريقية، بوعي شعبها ومحبيها من الشعوب الوفية، التي لا تؤثر فيها قذائف حروب الشائعات وأسلحة التضليل الشامل.

 

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز