الجارديان: أوكرانيا تعاني شتاء قارسا بسبب القصف الروسي لمنشآت الطاقة

أكد تقرير صحفي نشرته صحيفة "الجارديان" البريطانية أن مناطق أوكرانية عديدة تعاني في الوقت الحالي من ظروف غاية في الصعوبة في وقت تنخفض درجات الحرارة إلى حد التجمد خلال فصل الشتاء، بينما تستمر القوات الروسية في قصف البنية التحتية للطاقة؛ ما تسبب في معاناة البلاد من أزمة طاقة حادة وغير مسبوقة.

وأشار التقرير، الذي شارك في كتابته كل من إزوبيل كوشيو ولوسي سوان وأشيلي كيرك، أن تلك الأزمة التي انزلقت إليها البلاد بسبب الحرب التي تدور رحاها في الوقت الحالي مع القوات الروسية لها أبعادها الإنسانية، إلى جانب الأبعاد الاقتصادية إذ تسببت تلك الأوضاع في نزوح الملايين من السكان في المناطق المتضررة من أزمة الطاقة في ظل أجواء شديدة القسوة.

ويوضح التقرير أن أوكرانيا تواجه أحوالا مناخية خلال فصل الشتاء تنخفض فيها درجات الحرارة إلى ما يقرب من 20 درجة تحت الصفر، في وقت لا تتوافر فيه وسائل التدفئة اللازمة بسبب الصراع الدامي بين القوات الروسية والأوكرانية.

ويشير التقرير في هذا الخصوص إلى تحذيرات جماعات المعونة الإنسانية من أن الهجمات من جانب القوات الروسية في هذا الوقت من العام وفي ظل تلك الظروف المناخية القاسية سوف تخلف العديد من الضحايا وتتسبب في تشريد آخرين بسبب حرمان مناطق عديدة من إمدادات المياه ووسائل التدفئة.

ويضيف التقرير أن مناطق دينبرو ودونيتسك وخاركييف هي الأكثر تضررا بسبب قربهم من خطوط المواجهة بين القوات الروسية والأوكرانية، موضحا أن هناك عشرات الآلاف من النازحين بسبب عدم توافر الخدمات الأساسية خلال فصل الشتاء.

ويسلط التقرير الضوء على تصريحات المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر أشيلي ديبري والتي تقول فيها إن الصراع الدامي الحالي في أوكرانيا وتبادل القصف أدى إلى تشريد ملايين من الشعب الأوكراني الذين فروا من ديارهم في ظل أجواء مناخية صعبة وانقطاع التيار الكهربي وعدم توافر وسائل التدفئة وإمدادات المياه؛ ما جعل الحياة في تلك المناطق شبه مستحيلة.

ويضيف التقرير أن الفئات الأكثر تضررا في هذا الصراع هم الأطفال وكبار السن، مشيرا في نفس الوقت إلى أن الخسائر التي تتعرض لها البينة التحتية للطاقة في أوكرانيا قد تؤدي إلى زيادة عدد الضحايا.

ويشير التقرير كذلك إلى تقديرات المحلل السياسي "بين ماكان" التي يحذر فيها من أن ملايين من الشعب الأوكراني يعانون في الوقت الحالي من نقص حاد في مياه الشرب ووسائل الاتصال والتواصل إلى جانب وسائل التدفئة، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة سعي السلطات الأوكرانية لمواجهة تلك التحديات على نحو فعال.