عاجل
الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ميري.. المُرشح الأبرز في انتخابات الصحفيين.. قدم أوراقه بين حشد من محبيه وهذه قصة مسيرته المهنية

خالد ميري
خالد ميري

وسط حشد من مُحبيه، تقدم خالد ميري رئيس تحرير جريدة الأخبار بأوراق ترشحه على مقعد نقيب الصحفيين اليوم، ليصبح المرشح الأبرز بين 18 مرشحًا بختام اليوم الثاني بينهم 5 على مقعد النقيب و13 على عضوية 6 مقاعد بمجلس النقابة. 



وحضر ميري إلى مقر نقابة الصحفيين، في الثانية عشرة ظهر اليوم، محاطًا بالعشرات من أعضاء الجمعية العمومية، الداعمين لترشحه، من مختلف المؤسسات والفئات العمرية بين شباب وجيل وسط وقيادات مهنية، في مقدمتهم قيادات مؤسسة أخبار اليوم، بيته الذي نشأ فيه.

 

وبين أروقة نقابة الصحفيين، قضى ميري 12 عامًا عضوًا بمجلس النقابة، منحته من الخبرة والحنكة ما جعله المنافس الأقوى، فقد شغل مقعد وكيل نقابة الصحفيين رئيسًا للجنة القيد لدورتين متتاليتين، تنتهي الثالثة بانتخابات مجلس النقابة الجديد.

 

وحظي ميري بثقة أعضاء الجمعية العمومية للصحفيين، على مدار ثلاث دورات متتالية، تزايدت فيها نسب التصويت لصالحه تصاعديًا، ليحوز على ثقة 2003 ناخبين منافسين على مقاعد العضوية بانتخابات المجلس 2019. 

 

وكان في صحبة ميري الكاتب الصحفي أحمد جلال رئيس مجلس إدارة الأخبار، وعمرو الخياط رئيس تحرير أخبار اليوم، وجمال حسين رئيس تحرير الأخبار المسائي السابق، وصالح الصالحي مدير تحرير الأخبار وكيل المجلس الأعلى للإعلام، ووليد عبدالعزيز مدير تحرير الأخبار عضو الهيئة الوطنية للصحافة، ولفيف من شباب المؤسسة. 

 

 

 

تخرج ميري في كلية الإعلام جامعة القاهرة، وكتب منذ أسبوع مقالا في يوميات الأخبار، عن بداياته والقدر الذي حال دون دراسته الطب، بفارق نصف درجة في الثانوية العامة، والتي كانت رغبة والده ليكتب الله له السير في طريق آخر وهو الدراسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة، ليبدأ رحلته في بلاط صاحبة الجلالة بأخبار اليوم، وهكذا تحدث ميري عن نفسه.

خالد ميري يكتب ليوميات الأخبار: 

أبواب صاحبة الجلالة

 لكتابة اليوميات مذاق مختلف وسحر خاص.. لكن ما دفعنى للكتابة كان طلب أصدقاء أعتز بهم بأن أروى تجربتي في بداية عملى الصحفي.. تجربة عنوانها الأبواب مفتوحة لمن يعمل ويجتهد ويصبر.

  الخطوة الأولى

كان حلمى الأكبر الالتحاق بكلية الطب.. وبذلت غاية جهدي في امتحانات الثانوية العامة بمدرسة دير مواس الثانوية المشتركة بمحافظة المنيا لتحقيق الحلم.. مذاكرة وسهر وتعب.. لكن إرادة الله كانت الأعلى، وجاء المجموع أقل بنصف في المئة فقط عن المجموع الذي أعلنه مكتب التنسيق للالتحاق بالطب.

شعرت بمرارة شديدة وأنا أتلقى خطاب التنسيق بقبولي بكلية إعلام جامعة القاهرة.. الكلية التي اختارها والدي رحمه الله الحاج طه ميري، وأصر أن تكون اختياري الثاني بعد الطب، رغم أنني لم أكن أفكر فيها أو أريدها.. لكن والدي كان يرى بعين الصوفي −بعين الحلاج وابن العربي، اللذين كان يعشقهما، أن هذا مستقبلي.. فخلال دراستي بالإعدادية والثانوية كنت أتولى تقديم فقرة الصباح في الطابور المدرسي وكتبت قصصا قصيرة، فازت بجوائز على مستوى المحافظة.. وكنت أراسل صحيفة المنيا الأسبوعية وتنشر الأخبار باسمي، لهذا كان قرار الحاج طه بأن كلية الإعلام ودراسة الصحافة هي مستقبلي الذي يبحث عني وأبحث عنه.

مع بداية الدراسة تأخر إلحاقى بالمدينة الجامعية عدة أيام، واتخذت قرارا بإعادة الثانوية العامة لتحقيق حلمى بدخول الطب.. أخبرت والدى بالقرار.. وجمعتنا جلسة مع خالى محمد سعد الخبير التربوى ومدير المدرسة الثانوية وقتها.. وكان رأيهما واحدا ألا أضيع عاما من عمرى بحثا عن حلم، وأن أتوكل على الله وأبدأ دراستى بكلية الإعلام.. هذه كانت الاستشارة وبعدها كانت صلاة الاستخارة، صليتها ونمت فرأيت فيما يرى النائم من ينصحنى بالاستمرار فى كلية الإعلام وأن هذا هو مستقبلى الذي يجب أن أعض عليه بالنواجذ.

 

 

 

 الخطوة الثانية

 

وقر فى قلبى بعد الاستشارة والاستخارة أن أرضى بقضاء الله.. وهو أمر لو تعلمون عظيم.. ربانى والدى منذ الصغر أن أبذل قصارى جهدى لتحقيق ما أريد ثم أترك النتيجة لرب العالمين واستسلم للقضاء راضيا مرضيا.. وهذا ما كان.

بدأت الدراسة بكلية الإعلام جامعة القاهرة التي كانت تحتل الطابق الأخير بمبنى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. وكنا طلاب الفرقة الأولى نتلقى محاضرات عديدة فى معهد الإحصاء خارج أسوار الجامعة.. واستقر سكنى بالمدينة الجامعية.. لتتفتح عيناى على عالم جديد بعيدا عن قريتى نزلة البدرمان محافظة المنيا.. فى الجامعة لم نتعلم فقط فنون الصحافة والإعلام ولكننا تعلمنا دروب السياسة والاقتصاد، أحببنا قراءة الكتب ومناقشات الفلسفة وعلم الاجتماع.. تعلمنا الاعتماد على أنفسنا ومناقشة كل الآراء بعقول مفتوحة وبدون انحياز.. كلية الإعلام بجامعة القاهرة مدرسة علمية عملية جامعة.. وأساتذتها الكبار الذين علمونا فتحوا عقولنا على العالم الواسع.. ومع نهاية السنة الأولى التي كانت فيها الدراسة شاملة كان اختيارى للتخصص من السنة الثالثة دراسة الصحافة التي أعشقها وفضلتها على قسمى الإذاعة والتليفزيون والعلاقات العامة والإعلان.. الصحافة تسربت داخل عروقى وشدتنى بكل قوة وحب إلى العالم الذي كان لا بد أن أدخله.. وفى الإجازة الصيفية قررت الاستمرار بالقاهرة وبمساعدة من قريب عزيز على قلبى تمكنت من الالتحاق بالتدريب بمجلة الشباب بمؤسسة الأهرام العريقة لأبدأ تعلم فنون الصحافة ولمدة ٣ سنوات على يد الأستاذ القدير الراحل عبدالوهاب مطاوع.

 الخطوة الثالثة

الصحافة استولت على كامل وعيى طوال سنوات الدراسة.. ومنذ السنة الثانية بدأت العمل بمكاتب العديد من الصحف العربية كمراسل.. لأحصل على دخل جعلنى أستقل ماديا وأستطيع الإنفاق على نفسى، وكانت لحظة فارقة غمرتنى بسعادة فائقة.. واصلت الدراسة وتعلم فنون الصحافة على يد أساتذة فى كلية الإعلام الكبار والتدريب بمجلة الشباب والعمل بالصحف العربية.. وفى السنة الثالثة انتخبنى زملائى باتحاد طلاب كلية الإعلام، وكانت حياة المدينة الجامعية مدرسة أخرى تعلمنا منها الكثير فى فنون الحياة والتكيف والتعايش، ومع صديقنا العزيز الدكتور هشام عطية أسسنا مجلة خاصة لأحد رجال التعليم وحصلنا على دخل جيد منها.. كما كنا نصدر مجلة −صوت الجامعة− نحررها ونخرجها ونقوم بتوزيعها بأنفسنا داخل الجامعة.. الدراسة كانت عملية وفى كل يوم نتعلم الجديد.. ولا يمر يوم إلا ونجلس على سلم الكلية نضحك من قلوبنا ونتبادل خبراتنا.. وملأتنى الثقة بأننى وجدت غايتى فى كلية الإعلام وقسم الصحافة.. وأن الكنز الحقيقى فى الرحلة ولم يساورنى الشك أبدا فى قدرتى على تحقيق أحلامى فى بلاط صاحبة الجلالة.

 

 

 

 الخطوة الرابعة

عندما وصلت للسنة الرابعة بالكلية بدأ التفكير فى المستقبل والعمل يشغل بالى.. فهل سأكمل المسيرة فى مجلة الشباب بعد التخرج أم يقودنى مصيرى إلى مكان جديد.. وقبل أن تحتل التساؤلات عقلى كانت الإجابة من أبواب السماء المفتوحة.. الكاتب الصحفى الكبير الراحل جلال دويدار رئيس تحرير الأخبار وقتها أرسل إلى أستاذنا الكبير الراحل الدكتور فاروق أبو زيد عميد الكلية يطلب منه ترشيح أفضل ٥ طلاب لديه للتدريب والتعيين فى الأخبار.. وهى سُنة حميدة ورابطة سحرية تربط الأخبار بكلية الإعلام منذ إنشائها.. ورغم أننى لم تكن تربطنى علاقة وثيقة بالدكتور فاروق أبو زيد، بل كانت مجرد علاقة طالب بأستاذ إلا أننى فوجئت بأننى ضمن من وقع عليهم الاختيار.. بعد أن سأل الرجل المعيدين وأساتذة قسم الصحافة عن أفضل الطلاب ورشحنى العزيز جدا الدكتور هشام عطية له.. كنت مازلت طالبا بالصف الرابع عندما دخلت مبنى مؤسسة أخبار اليوم العريقة مع زملائى الأربعة للقاء الأستاذ جلال دويدار.. وأخبرنا الرجل أن التدريب متاح بأقسام الحوادث والقضايا والتحقيقات ووجدتنى أطلب التدريب بالقسم القضائى فاستجاب، لأبدأ التدريب والعمل مع الأستاذ الذي علمنى أصول المهنة محمد حسن البنا رئيس القسم القضائى وقتها ورئيس تحرير الأخبار بعد ذلك. وبعد مرور أسبوع واحد كان عليّ الاختيار بين الاستمرار فى الأخبار أو مجلة الشباب.. وجاء القرار إلهيا باستدعاء من مكتب الأستاذ عبدالوهاب مطاوع لتخبرنى سكرتيرته آمال بانتهاء تدريبى فى مجلة الشباب.. ولم أناقش.. كانت رسالة السماء مستقبلى فى الأخبار والمصير يستحق.

 

 

 

 الخطوة الخامسة

 بمجرد انتهاء الدراسة بالجامعة وحصولى على تقدير جيد انتقلت رحلة عملى فى الأخبار من الهواية إلى الاحتراف.. تحدد المصير والمستقبل داخل جدران الدار العريقة.. بعد التخرج بشهور قليلة بدأت تأدية الخدمة العسكرية وواصلت العمل فى الأخبار خلال الإجازات، وصدر قرار بحصولى على أول مكافأة شهرية منتظمة 80 جنيها بالتمام والكمال.. وخلال تواجدى بالجيش تم نشر اسمى بالجريدة لأول مرة على خبر انفراد.. ولكن لم يكن رئيس التحرير قد وافق على النشر فتقرر عقابى بنقلى إلى قسم التحقيقات، وقبل مرور شهر كنت قد عدت مرة أخرى إلى القسم القضائى.

انتهيت من أداء الخدمة العسكرية وانتظمت فى العمل بالأخبار وسكنت فى شقة إيجار مع أربعة من الزملاء الأعزاء.. وواصلت العمل بعدد من الصحف العربية لأتمكن من توفير نفقات الحياة.

 

 

 

 

فى نهاية عام 1996 كان قد مر على وجودى فى الأخبار 3 سنوات تحت التمرين، ولا أحصل إلا على الثمانين جنيها مع مكافآت متفرقة من الانفرادات.. أكبرها 50 جنيها عن تغطية حادث انهيار عمارة مصر الجديدة، وهو مبلغ ضخم وقتها وكانت المكافأة الأعلى التي تم صرفها لمن شاركوا فى التغطية.. بعد مرور 3 سنوات كنا فى موقف صعب مع أربعة من زملائى الأعزاء.. وقتها كان هناك خلاف بين الكاتب الكبير الراحل إبراهيم سعدة رئيس مجلس الإدارة والأستاذ جلال دويدار رئيس التحرير ولهذا تجمد صدور قرار بتعييننا.. وبعد محاولات متعددة تدخل الراحل الكبير أحمد الجندى مدير تحرير الأخبار وكانت تربطه علاقة قوية بإبراهيم سعدة وتحدث معه عن تأخير صدور قرار التعيين.. وبعدها فوجئنا باتصال تليفونى من مكتب الأستاذ إبراهيم يستدعينا للقائه وكانت المرة الأولى التي نرى فيها الرجل.. وبمجرد أن دخلنا سألنا عن أوضاعنا وأجاب بأنه وقع قرار التعيين قبل أن يلتقى بنا وكانت من أسعد اللحظات فى حياتنا.. وبعدها فى بداية عام 97 اكتمل الحلم بالانضمام لنقابة الصحفيين.

الخاتمة

تتحدد مصائرنا ويتقرر مستقبلنا بقدر ما نبذل من عرق وجهد.. وعندما نرى أحلامنا ونتمسك بها نستطيع تحقيقها.. أبواب السماء مفتوحة ترى ما فى قلوبنا وتمنحنا الجوائز التي تستحق فى الوقت الذي يستحق.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز