وداعًا محمد عبدالنور 

في أواخر الثمانينيات من القرن الماضي وتحديدا يناير ١٩٨٧ التحقت للعمل كرسام تحت التدريب في مجلة صباح الخير وسط مجموعة من الأساتذة الكبار من الجيل الذهبي للمجلة، وكان هناك مجموعة سبقتني بفترة قصيرة سواء في الرسم أو الكتابة ومن بينهم محمد عبدالنور الذي كان أول موضوع نشر لي كرسام موقعا باسمه فكان بداية تعارف امتد حتي اليوم الذي رحل فيه عن عالمنا.

وفي عام ٢٠٠٩ عندما تولي رئاسة تحرير مجلة صباح الخير اتصل بي فور معرفته بالخبر لنبدأ في الإعداد لتصور بصري جديد للمجلة فعملت معه لعامين كانت له فيها بصمة مميزة علي المجلة التي عشقها، وقدم لها الكثير بجانب مساهمته مع الراحل عبدالله كمال في تأسيس صحيفة “روزاليوسف اليومية“ وتقديم جيل جديد من الصحفيين الواعدين في التجربتين ولعبدالنور يرجع الفضل في دعمي عندما كنت مديرا فنيا للمجلة سواء في الإخراج الصحفي أو تشجيع وتقديم جيل جديد من الرسامين، والمخرجون يحملون الآن المسؤولية علي أكمل وجه لتستمر الحياة وتستمر روزاليوسف جيلا يسلم جيل في طريق كتب علي أبنائها للتنوير واحترام قرائها في معرفة الحقيقة والوعي ومحاربة الفساد والرجعية.. لا يسعني في هذه اللحظة إلا الدعاء بالرحمة للفقيد واستلهام روحه المحبة للعمل الصحفي وللمؤسسة التي جمعتنا جدرانها النبيلة.