عاجل
الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
يوم الشهيد
البنك الاهلي

عاجل.. الدقائق الأخيرة في حياة الجنرال الذهبى

الجنرال الذهبى
الجنرال الذهبى

إعتزازا بشهداء مصر الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل الوطن تحيي مصرفي التاسع من مارس كل عام ذكرى يوم الشهيد تزامنًا مع إحياء ذكرى الشهيد الفريق عبد المنعم رياض، رئيس أركان حرب القوات المسلحة الأسبق الذي أستشهد بين جنوده علي جبهة القتال ليقضي الدقائق الأخيرة من حياته في أرض المعركة مقدمًا جسورًا ويلقى ربه مقبل غير مدبر.



 

 

 

واستشهد البطل الفريق أول عبد المنعم رياض الذي يعد واحدًا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث شارك في الحرب العالمية الثانية بين عامي 1941 و1942، وشارك في حرب فلسطين عام 1948، والعدوان الثلاثي عام 1956، وحرب 1967 كما أشرف على الخطة المصرية لتدمير خط بارليف خلال حرب الاستنزاف.

 

كان الجنرال الذهبى قد ولد يوم  22 أكتوبر 1919 فى قرية سبرباى بمدينة طنطا وكان والده القائم مقام "رتبة عقيد حاليًا" محمد رياض عبد الله قائد بلوكات الطلبة بالكلية الحربية .

 

بدأ عبد المنعم رياض حياته العسكرية بالإلتحاق بالكلية الحربية، التي تخرج فيها عام 1938 برتبة ملازم ثان، ثم حصل علي شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته كمعلم مدفعية مضادة للطائرات بإمتياز في إنجلترا. شغل عده مناصب ففى عامي 1947 — 1948 عمل في إدارة العمليات والخطط في القاهرة، وكان همزة الوصل والتنسيق بينها وبين قيادة الميدان في فلسطين، ومنح وسام الجدارة الذهبي لقدراته العسكرية التي ظهرت آنذاك.

 

تولى قيادة مدرسة المدفعية المضادة للطائرات في عام 1951، وكان وقتها برتبة مقدم، ثم عين قائداً للواء الأول المضاد للطائرات في الإسكندرية، عام 1953، وفي العام التالي أختير لتولي قيادة الدفاع المضاد للطائرات في سلاح المدفعية، وظل في هذا المنصب إلى أن سافر في بعثة تعليمية إلى الاتحاد السوفييتي عام 1958 وأتمها في عام 1959 بتقدير امتياز، وحصل على لقب "الجنرال الذهبي". تمت ترقيته في عام 1966 إلى رتبة فريق، وأتم في السنة نفسها دراسته بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، وحصل على زمالة كلية الحرب العليا. وفي 30 مايو 1967، عين الفريق قائداً لمركز القيادة المتقدم في عمان.

 

وأعلن قائداً عاماً للجبهة الأردنية، لكن لم يمض أسبوع حتى استدعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، ليعينه فى 11 يونيو رئيساً لأركان حرب القوات المسلحة المصرية، فبدأ مع وزير الحربية والقائد العام للقوات المسلحة الجديد الفريق أول محمد فوزي إعادة بنائها وتنظيمها، بعد أن تأثرت بالنكسة. حقق الجنرال الذهبى إنتصارات عسكرية فى المعارك والحروب التي خاضها , كتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات فى 21 أكتوبر 1967 كما أنه صمم الخطة "200" الحربية التي طُورت بعد ذلك لتصبح خطة العمليات في حرب أكتوبر.

 

وكان علي يقين أن العرب لن يحققوا النصر إلا في إطار استراتيجية شاملة تأخذ البعد الاقتصادي في الحسبان وليس مجرد استراتيجية عسكرية.

 

و كان يؤمن بأنه إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المواتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه".

 

لم يدخر جهدًا في سبيل الإعداد للمعركة حيث غادر الفريق عبد المنعم رياض، القاهرة في الساعة الحادية عشر من صباح يوم 9مارس 1969، بطائرة هليكوبتر متوجها إلى الجبهة، وهبطت الطائرة الهليكوبتر في أحد المطارات المتقدمة، ومن هناك استقل الفريق عبد المنعم رياض سيارة عسكرية إلى بعض مواقع الجبهة، وعندما بدأ القتال في الساعة الثالثة والثلث من بعد الظهر، وعرف الفريق عبد المنعم رياض إن تركيز العدو كان على المناطق المدنية في الإسماعيلية وفى السويس ويريد العدو أن ينتقم لبعض خسائره الفادحة في معارك يوم 8 مارس 1969، وقرر التوجه إلى الإسماعيلية.

 

 

كانت المدفعية المصرية قد بدأت ترد بشدة وتدمر مواقع العدو على الجانب الأخر من خط المواجهة بتركيز بالغ الشدة، ملحقة به خسائر هي في تقدير الخبراء "الذين تابعوا العمليات أقسي ما تعرض له العدو وأشد ما واجه.

 

وفى الساعة الخامسة كان الفريق عبد المنعم رياض في مواقع الإسماعيلية وتقدم بنفسه إلى الموقع المعروف بجوار المعدية رقم 6، وهو على شاطئ القناة مباشرة، وراح من هناك يتابع سير معركة ممتازة ضد العدو.

 

شهد هذا الموقع الدقائق الأخيرة في حياة الفريق عبد المنعم رياض، حيث انهالت نيران العدو فجأة على المنطقة التي كان يقف فيها وسط جنوده واستمرت المعركة التي كان يقودها الفريق عبد المنعم بنفسه حوالي ساعة ونصف الساعة إلى أن إنفجرت إحدى طلقات المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها ونتيجة للشظايا القاتلة وتفريغ الهواء أصيب ونقل إلي مستشفى الإسماعيلية والتي توفي فيها عبد المنعم رياض بعد 32 عاما قضاها عاملا في الجيش متأثراً بجراحه.

وأقيمت للشهيد البطل جنازة عسكرية كبيرة فى القاهرة حضرها الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وجميع قادة القوات المسلحة آنذاك حصل على العديد من الأوسمة والأنواط كـ ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام نجمة الشرف ووسام الجدارة الذهبي ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان ووسام الكوكب الأردني من الطبقة الأولى.

كما تم تكريمه بوضع أسمه على الكثير من الميادين العامة والشوارع فى مصر والدول العربية نعاه الرئيس الراحل جمال عبد الناصر ومنحه رتبة الفريق أول ونجمة الشرف العسكرية التي تعتبر أكبر وسام عسكري في مصر.

 

ووضع له تمثالاً فى أحد أكبر ميادين القاهرة بمنطقة وسط البلد وأطلق عليه أسمه ميدان عبدالمنعم رياض كما تم اختيار يوم 9 مارس من كل عام بعد إنتصار حرب أكتوبر ليكون يومًا للشهيد، تخليداً لذكرى رحيل رئيس أركان حرب الجيش المصري الشهيد عبد المنعم رياض.  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز