عاجل
الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

تحذيرات من سياسة الفيدرالي الأمريكي... وانهيارات محتملة لبنوك أخرى حول العالم

تشير توقعات خبراء الاقتصاد إلى أن الفيدرالي الأمريكي يتجه لرفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، مما ينذر بأزمة صعبة على اقتصادات العديد من الدول، وعلى الوضع العالمي.



 

 

وتوقع محللون أن يؤثر انهيار بنك "سيليكون فالي" والتراجعات الحادة لسهم بنك "كريدي سويس" السويسري، على قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

آراء متباينة

تتباين آراء الخبراء بشأن انعكاسات الانهيار الذي وقع في البنوك الأمريكية، إذ يرى محللون أن الفيدرالي لن يتراجع عن خطته للحد من التضخم من خلال رفع سعر الفائدة مرة أخرى، فيما يشير البعض إلى أن الاتجاه لرفع سعر الفائدة يلقي بتداعيات خطيرة على بعض البنوك التي لا تستطيع مجاراة الوضع بالاستمرار في رفع الفائدة مرة أخرى، ما قد يضطر البنوك للرفع مجددا، مخلفا تداعيات كارثية على اقتصاد الدول النامية، ما يعني أن بعض البنوك قد تعلن إفلاسها على غرار ما وقع في واشنطن.

 

 

حسبما ذكرت الذراع البحثية لشركة "بلاك روك"، أكبر شركة إدارة أصول في العالم، فإن البنك المركزي الأمريكي سيكون بحاجة إلى مواصلة زيادة أسعار الفائدة لمجابهة التضخم المستفحل في الولايات المتحدة.

 

 

ما يعزز الفرضية، أن البنك المركزي الأوروبي، رفع سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس اليوم الخميس، مشيرا إلى استعداده لتوفير السيولة للبنوك إذا لزم الأمر، وسط الاضطرابات الأخيرة في القطاع المصرفي.

 

 

بنظرة مبسطة فإن اتجاه الفيدرالي لرفع سعر الفائدة يضطر العديد من البنوك حول العالم لرفع مماثل أو قريب، للحفاظ على أموال المودعين لديه، وفي حال عدم قدرتها على مجاراة الوضع، يمكن للمودعين سحب أموالهم لإيداعها بنسب فائدة أعلى وهو ما قد يدفع بعض البنوك لإعلان إفلاسها خلال الأيام المقبلة.

 

 

يرجع الأكاديمي اللبناني المتخصص في الاقتصاد الدكتور عماد عكوش، أن التداعيات الحالية إلى ابتعاد "الفدرال بنك" كثيرا في سياساته النقدية، حيث رفع الفوائد إلى مستويات قياسية، جعلت بعض البنوك غير قادرة على مجارات الواقع الذي فرضه.

 

 

يوضح بنظرة أشمل أن سياسيات البنك في رفع نسبة الفائدة دفعت البنوك بعد تراجع ثقة المستهلكين الأمريكيين إلى الاحجام عن الاقراض نظرا" للمخاطر الكبيرة التي يمكن أن تهدد هذه الديون لاحقا، حال عدم القدرة على السداد وبمعدلات فوائد مرتفعة، مما جعل من كلفة الودائع، مرتفعة مقابل ايرادات منخفضة.

 

الإجراءات المتخذة بحسب عكوش، عززت عجز السيولة في المصارف وأوقعها في مشكلة عدم توافر النقد لديها لتلبي طلبات المودعين مما ترتب عليه التداعيات الحالية.

 

 

يرى الأكاديمي اللبناني أن التدخل السريع "للفدرال بنك" خلال الأيام الثلاثة الأولى أعاد بعض الثقة، خاصة بعد تصنيف موديز السلبي للقطاع المصرفي الأمريكي.

 

سياسة خاطئة جميع الآراء تشير إلى أن السياسات السابقة التي اتبعها الفيدرالي الأمريكي كانت خاطئة. فيما يلفت الاقتصادي اللبناني أن ما اتبعه الفيدرالي حتى الآن لن يحل الأزمة، إذ يرى وجود سياسة اقتصادية جديدة جديدة من قبل الولايات المتحدة، لخفض حجم الدين العام، الذي يأخذ الحصة الأكبر في الموازنة الأمريكية، خاصة بعد رفع معدلات الفوائد.

 

وفق "بلاك روك"، فإن انهيار "سيليكون فالي بنك" يوضح التداعيات التي ترتبت على حملة زيادة أسعار الفائدة الأسرع منذ ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما حذر منه خبراء الاقتصاد.

 

وفق عكوش فإن سياسة رفع الفوائد والتي كان يأمل من خلالها وقف ارتفاع معدلات التضخم، أثرت سلبيا، في حين أنه كان من الواجب العمل على تعزيز النمو وتخفيض كلفة السلع والخدممات وتعزيز العمالة.

 

موقف حرج

 

في الإطار، قال الدكتور جمال العقاد، وهو باحث في إيكولوجيا المنظمات والتنمية الاقتصادية، إن الفيدرالي الأمريكي في موقف حرج، لافتا إلى أن مهمة الفيدرالي الأولى والوحيدة في الوقت الحالي هي مواجهة التضخم، لكنه تحت ضغوط من كل الأطراف، ومهما كان حراكه القادم إلا أنه لا يعني أنه لن يمضي قدما في مهمته، وإن بطأت تحركاته بسبب الظرف الحالي المتمثل في إنهيار بنوك تسببت في اضطراب مؤقت للمنظومة المصرفية الأمريكية.

 

وأضاف في حديثه مع "سبوتنيك"، أن المنظومة المصرفية الأمريكية ضخمة وحيوية، وتعرضت في السابق إلى اضطرابات، منها ما كان عنيفا جدا، وهو ما أكسبها خبرة عميقة لكي تتناول الوضع الحالي بشكل ابتكاري. وفق رأيه.

 

 

مسؤولية مشتركة

 

 

لكن الاقتصادي السعودي يلفت في الوقت ذاته إلى أن ما وقع هو مسؤولية مشتركة نتيجة سوء إدارة داخل هذه البنوك، وغيرها ممن ستدخل في أزمات مستقبلا، إذا لم تتخذ إجراءات تحوط ربما تكون مؤلمة، من ضمنها تغييرات جذرية في إدارات هذه البنوك، وأيضا ضعف رقابي من الجهات الرسمية، والذي يستدعي تطبيق تشريعات أنجع.

 

يوضح الاقتصادي أن السيناريوهات المرتقبة تمثل في تطبيق السياسات النقدية، سواء من خلال التيسير الكمي الخطير، الذي حدث أثناء الجائحة، أو رفع الفائدة الحالي القاسي منذ مايو الماضي، وهو ما يحذر من تداعياتها خبراء الاقتصاد.

 

 

توقعات بشأن القرارات المرتقبة - نقلت صحيفة "فايننشال تايمز"، عن بنك غولدمان ساكس قوله أنه لم يعد يتوقع أي زيادة على أسعار الفائدة خلال اجتماع مجلس الاحتياطي المقبل، حيث ستبقى عند المستوى الحالي من 4.5 بالمئة إلى 4.75 بالمئة، بعد أن توقع سابقًا ارتفاعًا آخر.

 

 

ورفع المركزي الأمريكي أسعار الفائدة 7 مرات العام الماضي، بإجمالي 425 نقطة أساس، من مستوى يقترب من الصفر، لتصل إلى ما بين 4.25 و4.50 %، وهو الأعلى منذ أواخر عام ،2007، في ظل تحذيرات من الاستمرار في نفس السياسة. 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز