عاجل
الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

كرامات عبد الحليم في البساتين و"سره الباتع"

لا تتأجل ذكرى المطرب الأسطوري الخالد عبد الحليم حافظ من اليوم إلى الغد أبداً و لا يتعطل العمل بالاحتفال  بيوم رحيله في مقبرته بالبساتين يوم 30 مارس منذ 46 عاما، ولا تتأثر بأي مناسبة مهما دارت الأيام  وتوالت المواسم الرسمية.



 

ففي العشر سنوات الأخيرة تعذر الاحتفال به في شقته الشهيرة بالزمالك منذ ثورتي مصر لظروف أمنية وشعور أسرته بالحرج من تعليمات السفارة الموجودة في نفس العمارة التي كان يسكن فيها فاستبدلها عشاقه في مقبرته بل في هذه التوقتيات ولأول مرة نقلتها القنوات الفضائية على الهواء مباشرة من البساتين في سابقة لم تحدث في ذكرى على مدار العصور.

 

وتوالت بعدها العقبات لعل أبرزها جائحة كورونا ورغم إلغاء الاحتفالات الرسمية وفقا للإجراءات الاحترازية لكن محبوه ضربوا بها عرض الحائط وذهبوا إلى محبوبهم، وعندما اصطدم يوم ذكراه بحلول شهر رمضان لم يتأجل بل إن أسرته وعشاقه هذا العام وجمعية إحياء ذكرى عبد الحليم التي تتألف إدارتها من "صابر ياسين وحسين رمضان وأحمد طنطاوي ويحيى عبد المتعال وأسامة نصار"، ومعهم محمد شندي وأسامة النجار، وهم من القاهرة ومحافظات مصر ، الجميع قررالتبكير بالاحتفال بذكراه قبل شهر رمضان في 19 مارس الماضي مع عدم تجميد اليوم الرسمي للذكرى في 30 مارس، والذي  تصادف في الخميس الماضي في العشر الأوائل من رمضان.

 

الاحتفالان حضرهما عشاقه، ليس من مصر بل من بعض أنحاء العالم، وهذا العام جاء عشاق من تونس والجزائر وأمريكا وفرنسا  كعادة يوم الذكرى على مدار الـ45 عاما الأخيرة، وفي الوقت نفسه لا تتأخر أسرته، الممثلة في ابن شقيقه المطرب "محمد شبانة"، الراعي الرسمي لذكرى  "عمه حليم"، وابن خالته المطرب "محمود راتب"، عن اتباع اللازم لاستقبال ضيوفه من عشاق "حليم" بكل حب وتقدير.

 

أتوقف هنا عند ظاهرة فريدة من نوعها تلخص هذا الحب الكبير لعبد الحليم، وهي السيدة التونسية الأصيلة "وسيلة غالب"، التي تأتي سنويا من تونس الشقيقة لزيارة مقبرته.. والسيدة "وسيلة" أو  "ماما وسيلة"، كما يطلق عليها أسرة عبد الحليم حافظ، والمطرب محمد شبانة ابن شقيق حليم البار، وأيضا أعضاء جمعية تخليد ذكراه، تأتي كل عام وكل ذكرى بباقة ورد تهديها لحليم وأسرته، وفي كل ذكرى وداخل مقبرته تتذكر أجمل القصص عنه.

 

"وسيلة غالب"، حكت هذا العام تفاصيل أول لقاء جمعها بعبد الحليم عام 1969 بالجزائر في حفل غنائي، وأصرت في هذا العام على زوجها أن يكون حضور الحفل هو هدية زواجها لكي ترى حليم وجها لوجه.. "ماما وسيلة"، قالت لي إنها لا تنس هذا اليوم الذي زلزل كيانها علي حد وصفها وتأمل ملامحه وسمار بشرته الذي لم تره في أحد، ورقته وعذوبته على المسرح الذي يخطف به القلوب مع صوته العندليبي النادر.

 

عميدة عشاق عبد الحليم حافظ "وسيلة غالب"، إذا تأملت صفحتها على فيس بوك ستجدها منصة نابضة بحب العندليب ولا يعلو فيها صوت إلا صوت العندليب، ولن ترى إلا صور نادرة لحليم ومواقف وذكريات تلخص مشواره الغنائي وترسم فيها ألوانا من العشق الصوفي النادر لهذه السيدة الوفية للعندليب.. أما المفاجأة الحقيقية والفريدة من نوعها فهي بعد جهاد طويل مع المسؤولين بدولة تونس الجميلة نجحت في الحصول علي موافقة رسمية بإطلاق اسم عبد الحليم حافظ في تونس بالقرب من منزلها بل دعت أسرته للاحتفال باليوم الرسمي لإطلاق الشارع باسمه لتترجم هذا الحب النادر والوفاء العظيم لهذا المطرب الأسطوري.

 

في تونس الخضراء قصص حب كثيرة لعبد الحليم حافظ.. قصص حب عابرة للأجيال شاهدتها بنفسي صوتا وصورة مع الكبار والصغار هناك.. الجميع يحفظ أغنياته ويرددها، والصور نفسها تتكرر في كل الدول العربية الشقيقة، وتلخص هذا العشق الكبير لصاحب المقام "عبد الحليم حافظ"، وسره الباتع وترسم أيضًا كرامات عبد الحليم في البساتين.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز