عاجل
الخميس 30 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

 حكاية اليوربا في نيجيريا

د. إسماعيل حامد
د. إسماعيل حامد

 



هم من شعوب الهوسا القدامى، وأقام اليوربا Uropa مملكة حملت ذات الاسم، وهي مملكة اليوربا، هي واحدة من الممالك المعروفة في بلاد الهوسا السبعة التي تقع في الوقت الحالي جنوب النيجر وشمال نيجيريا. 

وشعب "يوربا" أو "اليوربا" ليس مجرد شعب أو قبيلة إفريقية عادية، أو أنهم كانوا يشكلون شعبًا صغيرًا على غرار باقي القبائل القديمة، بل هو أكبر من ذلك، إذ إنه شعب ذي ديموغرافية هائلة، حيث يصل سكان اليوربا لحوالي 35 مليون نسمة، وعلى هذا فإن قبيلة يوروبا هي إلى حد بعيد تعتبر واحدة من أكبر القبائل في عموم القارة الإفريقية. ويعيش معظم أفراد اليوربا في جنوب غرب نيجيريا، وبينما يعيش الباقي منهم في جنوب أراضي بنين (داهومي). 

وينتسب شعب اليوربا إلى أصول إثنية متباينة، ومن اللافت أن شعب "اليوروبا" أنفسهم يزعمون أن أجدادهم القدامى كانوا قد جاءوا في الأصل من أراضي شبه "جزيرة العرب"، وتحديدًا من مكة المكرمة، وهو زعم لا تؤيده الأدلة، ولا البراهين التاريخية بشكلٍ واضح. 

ومن ناحية أخرى، فالبعض يذهب بدوره إلى أن "اليوروبا" كانوا من ذوي الأصول المصرية، وذلك ربما بسبب وجود بعض العادات والتقاليد التي تتشابه مع تلك التي كانت ذائعة لدى المصريين القدامى، لا سيما فيما يرتبط بعادات دفن الموتى، وهو قول أو افتراض يحتاج مزيدًا من التعمق. 

ويذهب آخرون إلى أنهم- أي شعب اليوروبا- ينتسبون فيما يقال لأحد الشعوب من ولد الملك "نمرود"، أي أنهم كانوا من ذوي الأصول الكنعانية القديمة بحسب ذلك الرأي، وهو رأي بعيد عن السياق التاريخي لهذا الشعب. والنمرود فيما يقال كان من الملوك الجبارين، والطغاة الذين حكموا في الأرض. وهو الأمر الذي ليس له أي دليل، أو حُجة تاريخية قوية تعضده. 

ويرى البعض أن شعب اليوروبا ربما كانوا ينتسبون إلى أحد الشعوب الزنجية المحلية، أو أنهم فيما يرى بعض آخر ربما ينتسبون إلى جماعات ذات الأصل البربري، والتي كانت قد هاجرت من بلاد المغرب، وشمال إفريقيا. 

ثم استقرت في أراضي هذه المملكة، ولقد اعتنق شعب اليوروبا الإسلام بفضل وجود المسلمين القوي في المناطق التي كانت تحيط بـ"ممالك الهوسا"، وأسس زعماؤهم إمارة قوية، وكانت دولة ذات حضارة، وثقافة. وتنتسب لهذا الشعب لغة تُعرف باسمهم، وهي لغةٌ (اليوروبا). 

وكانت عاصمة هذه المملكة: (إيف) Ife، وكان ملوكهم يتمتعون بقداسة، وكانوا قبل الإسلام يعبدون الشمس، ويؤمنون بأن الأرواح تصعد بعد الموت. ومن المعروف أن ملوكهم اشتهروا بلقب: ألافين، وهذا على غرار الكثير من الشعوب الإفريقية الأخرى، مثل لقب (أسكيا) في صنغي، و(الماي) في الكانم والبرنو. وكان لشعب اليوربا قديمًا معبود، اسمه: (شنجو)، وكان يلبس قناعًا على شكل الكبش، وهذا بالطبع قبل الإسلام. 

واشتُهرت مملكة "اليوربا" بطرق صب المعادن، لا سيما البرونز، وذلك عن طريق استخدام الشمع المُذاب، وهي ذات الطريقة التي كان يستخدمها المصريون القدماء. وتم الكشف عن نماذج من الرسوم والفنون لهذا الشعب في مواضع تقع بالقرب من الطرق التجارية التي كانت تتبعها القوافل عبر الواحات الصحراوية، والتي كانت تتجه إلى غرب إفريقيا، وشمالها. 

وعن بعض العادات والتقاليد التي كانت لدى شعب اليوروبا، ومدى تأثرها بحضارة المصريين القدامى، يقول أحد الباحثين: "وبدراسة حضارة شعب اليوروبا وجدت أوجه شبه كثيرة بالحضارة المصرية القديمة، وحضارة مروي..".

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز