شخصية أفريقيس أو أفريقش بن أبرهة بين الأسطورة والتاريخ

تذكر المصادر العربية أن اسم إفريقية (وهي المدينة الإسلامية، وليست القارة)- فيما يقال- هو نسبة لشخصيةٍ مجهولة، تذكرها تلك الروايات باسم: "إفريقش بن أبرهة"، ويقال إنه هو الذي بنى مدينة "إفريقية" في شمال أفريقيا. وقيل بحسب روايات أخرى: كان اسمه: إفريقيس بن أبرهة

ولقد قيل غير ذلك من روايات أكثرها تبدو مُنتحلة، ولا أصل لها، وهي بعيدة عن السياق التاريخي لحد بعيد. ولقد أورد النسابة المعروف ابن الكلبي (ت: 204هـ) اسم الجد الأول الذي تنتسب له إفريقية، أو الشعوب الأفارقة، إذ يذكر: "هو إفريقيس بن صيفين سبأ"، وهو الذي ينتهي نسبه إلى نسل يشجب بن يعرُب بن قحطان، وقحطان كما هو معلوم هو جد العرب في بلاد اليمن، أو جد اليمن، أي أنه كان في الأصل من عرب اليمن، أو عرب الجنوب. 

وتذكر بعض المصادر التاريخية، أن "إفريقيس" هذا لما غزا بلاد المغرب، أنه قام ببناء تلك المدينة (أي إفريقية)، ثم أطلق عليها اسمه بعدئذ. بينما تذكر بعض المصادر الأخرى أن تسمية "إفريقية" هي نسبة لشخص كان اسمه فيما يقال: "فارق"، وهو الذي تنتسب إليه الشعوب التي تُدعى بـ"الأفارقة". 

وفي رواية أخرى: أنه لم سكن مصر بن بيصر بن حام أرض مصر، حملت تلك البلاد اسمه، ثم سكن أخوه ( ويدعى باسم: فارق) في الآراضي التي تقع في غرب مصر، وتحديدًا  في إفريقية، وهي التي حملت اسمه بعدئذ. وقيل: سميت "إفريقية" بذلك، لأنها التي فرقت بين آراضي مصر من ناحية، وآراضي بلاد المغرب من ناحية أخرى. 

ويذكر القُضاعي: "والقبط والأفارقة الذين نسبت إليهم إفريقية من ولده (أي من أبناء حام بن نوح)، وفارق وقبط أخوان ابنا مصر بن بيصر بن حام بن نوح. وقيل غير ذلك من روايات.

غير أن أكثرها كما نلحظ يحمل طرافة وغرابة تبعدها عن المنطق المُعتبر، والسياق التاريخي الخاص بالأحداث، ومن الواضح أن أكثرها يبدو متأثرًا بشكل لايخفى على اللبيب بما ورد في رواية الأسفار التوراتية، أو من أخذ عنها من العلماء ومؤرخي اللاهوت.