عاجل
الإثنين 20 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

ديمُوغرافية قارة أفريقيا وإشكالياتها

الأعراق والأجناس في افريقيا
الأعراق والأجناس في افريقيا

توجد العديدُ من العلوم الاجتماعية والبينية الحديثة والتي تهتم بدراسة الإنسان، وصفاته، وكذلك تحليله هويته، وكينونته إثنيًا (أو عرقيًا)، واجتماعيًا، وثقافيًا..الخ، ولاسيما فيما يرتبط بالإنسان الأفريقي، وسماته، وأحواله منذ أقدم العصور. ولعل من أبرز تلك العلوم: علم "الإثنولوجيا" Ethnology (أي: علم الأجناس أو علم الأعراق)، وعلم "الأنثروبولوجيا" Anthropology (أي: علم الإنسان)، وعلم "الإثنوغرافيا" Ethnolography، وهو علم "وصف الأجناس أو الأعراق البشرية".  ويشير العلماءُ إلى أن أقدم الأجناس التي كانت قد سكنت قارة أفريقيا ينتمي لـ"مجموعة نياندرتال" البشرية، والتي يُعتقد أن أصلها يرجع في الغالب لآراضي قارة افريقيا، ثم انتشرت جماعات منها إلى قارة أوروبا عبر شبه جزيرة إيبريا، وهي آراضي كل من أسبانيا والبرتغال حاليًا.  ويذهب بعضُ الباحثين، ومنهم البروفيسور "تالبوت"، إلى أن "الأجناس الأولى" First Races التي كانت قد ظهرت في مرحلة ما قبل اكتمال الحلقة البشرية   PRO –Hominidae، وكان من بينهم نوعٌ بشري توغل في مناطق الشرق الأفريقي، ومن المعتقد أن جزءً منهم كانوا في حالة من التباين مع مع أقاربهم من تلك السلسلة البشرية على غرار الزنوج، وكذلك الأقزام البشمن، وهم الذين كونوا موجة هجرات بشرية من أفريقيا عبر الشرق الأقصى.  وتبدو من بين تلك العلوم (الاجتماعية) آنفة الذكر- أي الاثنولوجيا، والأنثروبولوجيا، والإثنوغرافيا- بعض مظاهر التشابكات والتقاطعات حول مفهوم كل منها، ودلالتها، ورؤيتها الخاصة بدراسة الإنسان بشكل عام، لاسيما الإنسان الإفريقي، ومحاولة فهم أصوله، وجذروه الأولى، والتنوع الإثني والحضاري الذي يتمتع به، ولاشك أن الإنسان يمثل بصفة عامة محور تلك العلوم. ويُقصد بعلم "الإثنولوجي"، أو علم "الإثنولوجيا"  Ethnology بأنه العلم الذي يهتم بدراسة "الأجناس" Races أو "الأعراق البشرية". وهذا المصطلح، أي الإثنولوجيا، في اللغات الأوروبية يتكون: تتكون من لفظين أو مقطعين من أصل يوناني، هما: "إثنوس" Ethnos، وذلك اللفظ يعني في اللغة اليونانية: "الجنس" أو "العِرق"، أما المقطع الثاني: فهو "لوجوس" Logos.  ويعني باللغة اليونانية: "علم". ويعتقد أن مصطلح "الإثنولوجيا" يشير لذلك العلم الذي يهتم بدراسة الثقافات المحلية- ولعل أبرزها الثقافات المحلية والتقليدية في أفريقيا- في إطار يختلف عن الأنثروبولوجيا.  وهي تلك الثقافات التي تعبر عن البيئة التي نشأ فيها السكان المحليون، ولاشك أن القارة الأفريقية تتميز بخصائصها الديموغرافية والإثنية حيث يغلب على شعوبها وقبائلها القديمة فكرة البساطة والبدائية، والتي تبدو بالتأكيد أنها انعكاس للبيئة الأفريقية المحلية.  وتُشير بعضُ التعريفات والمفاهيم الأخرى من جانب آخر إلى علم "الإثنولوجيا" بأنه ذلك العلم الذي يهتم بدراسة "الأجناس"، أو "الأعراق" المختلفة من البشر، كما أنه العلم الذي يناقش أصول تلك الأجناس، وجذورهم الأولى، وسماتهم، وخصائصهم، وكذلك العلاقة بينهم. وعلى هذا فعلم "الإثنولوجيا" له أهمية كبيرة في دراسة الشعوب والقبائل الأفريقية قديمًا وحديثًا.  ويعتقد آخرون أن علم "الإثنولوجيا" يشير- بوجه عام- لذات الدلالة والمفهوم الخاص بأحد جوانب علم الأنثروبولوجيا، ولاسيما مصطلح "الأنثروبولوجيا الثقافية" Cultural Anthropology.  ويهتم علمُ "الأنثروبولوجيا الثقافية" بدراسة ما يُطلق عليها العلماءُ والباحثون المُحدثون ما يقال لها "الصيغة الكلية للسمات الثقافية والعلاقات المتبادلة". كما يهتم هذا العلم بوصف وتحليل الثقافة البشرية للمجتمعات البدائية أو القديمة من جانب، والمجتمعات الريفية، وكذلك ثقافات الشعوب من جانب آخر.  ويُحدد بعضُ الباحثين المجالات التي من الممكن أن يطرُقُها علم "الإثنولوجيا" بشكل محدد، ويشير البعض إلى أنه هو علم حديث يهتم بدراسة "الأعراق" و"الأجناس"، وسلالة الشعوب من حيث خصائصها العرقية، والثقافية، والاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية، وحركة نزوح الشعوب، ولغاتها، وكذلك عاداتها، وتقاليدها، وأعرافها، وأنماطها المعيشية.   



تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز