علوم الأنثروبولوجيا والإثنوغرافيا والشعوب الأفريقية

يهتم علم "الأنثروبولوجيا" أو علم الإنسان (أنثرو – بولوجي) بدراسة الثقافة الخاصة بالمجتمعات لاسيما المجتمعات التي تتميز بالحياة البدائية منها على وجه الخصوص. 

وينقسم علمُ "الأنثروبولوجيا" لفرعين رئيسيين: الأنثروبولوجيا الطبيعية والأنثروبولوجيا الثقافية، وتشمل تلك الأخيرة علم الأركيولوجيا، وهو علم دراسة الثقافات البائدة، والإثنولوجيا الذي يهتم بدراسة الثقافات الحالية. 

بينما الأنثروبولوجيا الطبيعية تهتم بدراسة تطور الإنسان، وما يحيط به من إشكاليات، هذا إضافة لعلم آخر يطلق عليه: "الباليولوجيا"، ويقصد به: (علم الإنسان القديم). 

كما يهتم علم الأنثروبولوجيا الطبيعية بدراسة الأجناس والأعراق البشرية، وكذلك يدرس كل ما يرتبط بفكرة تكوين جسم الإنسان، أو ما يقال له علم الفسيولوجيا. أما "الإثنوغرافيا" Ethnolography، فيُقصد به أنه:

"علم وصف الأعراق البشرية"، ويهتم هذا العلم بوصف ثقافة وعادات وتقاليد مجتمع ما محدد، ومن بين ضوابط هذا العلم أنه يجب أن تقوم هذه الدراسة على التجربة الميدانية بواسطة علماء "الإثنوجرافيا" (الإثنوغرافيين) Ethnolographers، أو "الأنثروبولوجيون" Anthropologists. 

ومن المعروف أن مصطلح "الإثنوغرافيا" مشتقٌ من اللفظ اليوناني: إثنوس (ἔθνος)، ويعني: الناس، أو الشعب، ومقطع غرافيا (أو غرافو) (γράφω)، وهو يعني: الكتابة أو الوصف. 

وعلى هذا، فعلم "الإثنوغرافيا" يهتم بالدراسة المنهجية للناس أو الشعوب، وكذلك الثقافات، ويعتقد أن الإثنوغرافيا صُممت لاستكشاف الظاهرة الثقافية للإنسان، إذ يلحظ المؤلف الإثنوغرافي المجتمعات من وجهة نظر موضوع الدراسة. 

وبحسب علماء الإثنولوجيا والأنثروبولوجيا، فإن ما يُعرف بـ"الإنسان العاقل" Homo – Sapiens، ويقال إنه الإنسان الذي تنتسب له أجناس وأعراق البشر، ومن ثم فإنه هو الذي خرجت منه كل الأجناس البشرية الحية، ربما يكون منحدرًا من ثمة جنس بشري ما قبل عصر البلايستوسين. 

وعصر البلايستوسين هو من العصور الجيولوجية القديمة، وهو يؤرخ لملايين السنين قبل وجود الإنسان على الأرض. وهذا الصنف من الإنسان يعتبره العلماء ممثلًا لما يُعرف بإنسان أستراليا الأول، ويعتقد أن هذا الأخير يشترك في أصوله الأولى مع إنسان نياندرتال وإنسان روديسيا، وهي دولة زيمبابوي التي تقع في مناطق الجنوب الأفريقي حاليًا.

د. إسماعيل حامد