

عمرو حافظ
كلام بسيط..
البريكس في الطريق
حرصت الملايين في مختلف بقاع الأرض على متابعة اجتماعات قمة "البريكس"، ولكن لماذا كل هذا الحرص والاهتمام في ذلك الوقت بمجموعة "البريكس"، بالرغم من أن المجموعة تأسست عام ٢٠٠٩؟!
الإجابة ببساطة هي أن سيطرة وهيمنة الدولار على حركة التجارة الدولية، تسببت في كثير من الأزمات الاقتصادية والمعاناة للشعوب والدول الأخرى ولم تنظر أمريكا لهذه الدول وما تسببت فيه لها، ولكنها للأسف نظرت إلى نفسها فقط دون الآخرين.. كل ذلك جعل الشعوب والمجتمعات تطرح أسئلة مهمة: ما الذي يخبرني على التعامل بالدولار؟ وماذا إذا حدثت أزمة اقتصادية طارئة في أمريكا؟ من الذي سيدفع الثمن، نحن؟ أسئلة كثيرة أخذت تدور داخل الأذهان للخروج من هذه الحلقة المغلقة.
هناك إجابة تكررت أكثر من مرة وهي لابد من وجود بديل، وهنا التفت الناس في الكرة الأرضية وتوجهت أنظارهم إلى قمة "البريكس"، وما تطرحه من تسهيل التعاملات في التبادل التجاري بين الأعضاء المشتركين فيها، وقد وجد كثير من خبراء الاقتصاد فيها طوق النجاة ومفتاح التحرر وفك قيود وأصفاد الدولار.
العالم الآن يختلف عن الأمس، والأفكار تتغير يوماً بعد يوم ولن تسمح الشعوب بأن تكون مقدراتها ومستقبلها في يد طرف آخر ، حيث أصبح من البديهي أن دفع ثمن أخطاء الآخرين أمر لا يتسم بالذكاء ولا بالحكمة.
إن تقدم العديد من الدول للانضمام "للبريكس" خير شاهد ودليل على رغبة عدد من الدول للفرار في ظلمات الليل أو وضح النهار من سجن وشبح الدولار.. وبالطبع أمريكا تعلم جيداً أن التحرر من التعاملات التجارية بالعملة الدولارية ضربة موجعة لها، وهي طبعاً لن تصمت على تلقي الضربات، فلابد أن ترد، وحلبة السياسة مليئة بأدوات الرد والطعن وهو أمر متوقع على أية حال.
التحرر من الدولار أمر آتٍ إن عاجلاً أم آجلاً، كما أن ظهور عالم متعدد القوى، أصبح حقيقة نشعر بها وسوف يفرض نفسه وسنراه قريباً.. ولكن مما لاشك فيه أن العالم الآن على صفيح ساخن، وتمثل مجموعة البريكس نسبة كبيرة من سكان العالم، وبها كيانات اقتصادية عملاقة وقوية، بها الصين التي أطلق عليها مصنع العالم والميكانات التي لا تتوقف بها روسيا أحد موازين القوة الاقتصادية، التي لا يستهان بها أصبح الهند والبرازيل، والأرجنتين هذه الدول تحرك بها قطار التنمية، وانطلق بسرعة إلى الأمام، ليكون لها مكان في الصفوف الأولى.