عاجل.. قرار الرئيس السيسي بدخول "أطفال غزة الخدج" ميلاد جديد منحته الكنانة رغم ويلات الحرب
أ.ش.أ
سباق مع الزمن خاضته أجهزة الدولة المصرية لإنجاز مهمة مقدسة بقرار إنساني حاسم للقيادة السياسية، قرار زعيم بصوت شعبه، قرار بحجم حضارة مصر وحضرتها وحضورها، قرار بإنقاذ أصغر كتائب التاريخ سناً وأعظم كتائب التاريخ صموداً، قرار إنقاذ وتأمين سرعة استقبال مصر لأطفال غزة "الخدج" - الذين ولدوا قبل الأسبوع 37 من تمام الحمل حسب تعريف اليونيسيف- كتيبة الأطفال حديثي الولادة فرقتهم قوى البغى عن أحضان أمهاتهم وحرمت بعضهم من أمه التي استشهدت قبل أن تراه يخرج إلى النور، وكتب الله له الحياة.
قرار وجه من خلاله الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الخميس الماضى كافة الجهات المعنية بسرعة التنسيق لاستقبال هؤلاء الأطفال حديثي الولادة من قطاع غزة.. وتحركت مصر كلها بالدعاء مساندة قرار قيادتها لنجاح المهمة المقدسة فى ملحمة تكاملت فيها جهود كافة أجهزة الدولة بدءاً من آلتها الدبلوماسية والسياسية وعيونها الساهرة وصولا الى جيشها الأبيض.. هدفها إنقاذ أصغر وأضعف أطفال غزة الذين تستمد غزة من حياتهم حياة .
واليوم دخل (28) من الأطفال الخدج من معبر رفح الى أرض الكنانة لتلقي العلاج فى مستشفيات مصر.. حيث استقبلتهم الأطقم الطبية - بتكليف من الرئيس السيسي - بحضور وزير الصحة الدكتور خالد عبد الغفار ومحافظ شمال سينحمد عبد الفضيل شوشة ، ولفيف من كبار المسؤولين وعشرات من عربات الإسعاف التي اصطفت منذ يوم أمس ترقباً لتلك اللحظة فى مشهد مهيب رآه العالم بأسره ليتنفس معه كل أصحاب القلوب الصعداء.
وشاء الله أن يكون يوم دخولهم ارض مصر اليوم ٢٠ نوفمبر هو نفسه بالتمام ذكرى " اليوم العالمي للطفل" الذي يحتفل به العالم بأسره سنوياً.. ويشاء الله أن يكون ميلادهم الجديد - يوم خروجهم وإنقاذهم من براثن حصار قوات الاحتلال الإسرائيلي لمستشفى الشفاء فى غزة - يوم أمس الموافق ١٩ نوفمبر - هو نفسه بالتمام يوم ميلاد من اتخذ قرار عبورهم الآمن.
ولا غرابة فى قوة حسم قرار السيسي بإنقاذ هؤلاء الأطفال .. فقد كان القرار ومرة أخرى بمثابة ترجمة لإيمانه وحرصه على الاقتداء بالحديث النبوى الشريف الذي طالما أستدل به وجعله له مُلهِما .. قالها السيسي مرة ومرات .. " أنا هفكر كل اللى بيسمعونى" بأن النبي محمد ﷺ يقول عن ضعاف الأمه :"بهم تُرزقون وبهم تنصرون" ..
وعلى مدى أيام طوال ثقال ظلت صرخات وتحذيرات الأطباء تتعالى من أن الموت سيكون المصير المحتوم لهؤلاء الأطفال الخدج فى ظل النقص الحاد للوسائل الطبية الضرورية لإنقاذ حياتهم ، فباتت مأساة هؤلاء الأطفال وصورهم وصوت صرخاتهم تحتل عناوين الأخبار لتوجع ملايين القلوب فى ظل موت العديد منهم داخل مجمع الشفاء الطبي بغزة بفعل الحصار الاسرائيلى للمشفى ومنع الإمدادات عنه .
قرار الرئيس بسرعة استقبال الأطفال من حديثي الولادة من غزة سبقه قرار انسانى آخر استجابة لمناشدة الطفل عبد الله كحيل من قطاع غزة الذي يحتاج إلى اجراء عملية جراحية جراء إصابة خطيرة فى قدميه، ووجه الرئيس بسرعة استقباله وتوفير الرعاية الطبية له بأحد المستشفيات المصرية قبل ان يصل الطفل بالفعل إلى مصر الخميس الماضى ويتم نقله بشكل سريع للمستشفى حيث يتلقى العلاج حاليا.
وبينما معركة النار والدم تستعر فى ربوع قطاع غزة من جانب آلة حرب تحاول على مدى نحو خمسة وأربعين يوماً حصد البشر والحجر كانت معركة أخرى تخوضها مصر من أجل الحياة والسلام ..معركة ضمن معارك أخرى تخوضها القاهرة منذ السابع من أكتوبر الماضى على جبهات وقف إطلاق النار وإيصال المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة وتمهيد الطريق لإيجاد حل دائم يكفل إقامة الدولة الفلسطينية المنشودة وعاصمتها القدس الشرقية.
معركة خاصة بقدر خصوصية مصر ودورها وقدرها ورسالتها .. هدفها محدد وواضح ... معركة إنقاذ بذور فلسطين والتي اتخذ خلالها الرئيس السيسي قراره الحاسم .. قرار إخراج الأطفال الضعاف المستضعفين من وسط دانات الدبابات وصواريخ الطائرات .
وعندما فقدوا أحضان امهاتهم، ومنعوا عنهم بعد ذلك الحضانات الصناعية .. فتحت لهم "أم الدنيا" أحضانها .. وحيدت مصر وقيادتها بحسم ودونما تردد خطوط النار المشتعلة من اجل توفير ممر آمن عبروا من خلاله فى معجزة ستكتبها صفحات التاريخ الى حضن مصر الآمن المؤتمن.
وتوازياً مع رمزية وإنسانية القرار وما يعنيه من مدلولات بأن مصر بقيادة السيسي لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية ولن تسمح بقتل الجيل الجديد من الفلسطينيين .. الجيل الذي سيحمل راية الدفاع ليبزغ فجر الدولة الفلسطينية المنشودة.
توازياً مع رمزية وإنسانية القرار فقد جاء إنفاذ القرار أشبه بمعجزة سيخلدها التاريخ .. ومن قلب القاهرة إلى قلب مستشفى الشفاء فى قلب غزة جرت إتصالات ومفاوضات ونبضت شرايين تجاوزت معها مصر مفردات السياسة الى مفردات الانسانية .. شرايين نبضت فيها كل قوة مصر الناعمة والخشنة فحولت لحظة أراد أنصار الدم أن تكون للشعب الفلسطينى لحظة يأس وانكسار .. حولتها الى لحظة فخار وأمل وانتصار .. انتصار ونُصرة لأصغر وأعظم كتيبة فى التاريخ.
وهكذا ومن زمان الزمان .. ومن نفس المكان من (فلسطين ) .. وعبر نفس المكان ( بوابة سيناء ) .. .. شقت السيدة مريم العذراء الطريق إلى مصر بصحبة ابنها السيد المسيح، ومعهما يوسف النجار ، هرباً من اضطهاد هيرودوس الملك الذي قرر قتل كل طفل يقِل عمره عن عامين.
ومن يومها إلى يومنا وما بعد يومنا ، بارك المسيح عليه السلام أرض مصر وشعبها ونيلها .. ومن يومها الى يومنا وبأمر إلهي قاطع تظل هى كما هى الأمن والأمان لكل المستضعفين .. أمرٌ إلهي جسدته بجلاء آيات القرآن الكريم .. وأنه بسم الله الرحمن الرحيم " ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ " صدق الله العظيم.
ومن يومها إلى يومنا وما بعد يومنا .. ستبقى مصر من أول الزمان وحتى آخر الزمان " كنانة الله فى أرضه .. التي يصرخ شعبها دوما وللأبد في وجوه قتلة الأطفال، ويقول نحن من نحمى الأطفال، مصر الملاذ والملجأ، قوة الحق فى وجه الباطل".