

ناهد إمام
همس الكلمات
أطفالنا.. وغزة!
ليس من الغرابة أو الجديد، أن نجد بلادنا رغم ما تمر من تحديات داخلية وخارجية، دائمًا سباقة وذات ريادة، في إغاثة أي دولة شقيقة، وظهر ذلك منذ اليوم الأول لاندلاع أحداث غزة.
وبطبيعة الحال الموقف المصري كان له الريادة في التقدم بالمساعدات الإنسانية بكل أشكالها الغذائية والطبية وغيرها.
ولكن كان لا بد أن أتوقف عند مشهد أطفالنا.. الأطفال المصريون ونفخر جميها بهم، وهم يقفون بكل حماس للمشاركة في الموقف المصري لمساعدة أشقائنا فى غزة، فماذا فعل أطفالنا؟!
فقد انهالوا بكل عزيمة للمشاركة في تجهيز المساعدات الموجهة لفلسطين، من خلال الاستجابة لمبادرة مؤسسة حياة كريمة، تحت شعار "من طفل لطفل"، بهدف رفع التوعية لدى الأطفال والنشء حول أهمية القضية الفلسطينية ودور مصر القيادي في دعمها على مر التاريخ.
وتقدم للمؤسسة عدد كبير من طلاب المدارس بجميع أنواعها الحكومية والخاصة والدولية وبشكل يومي، للمشاركة في عمليات التجهيز مع متطوعي المؤسسة من تعبئة وتغليف وتجهيز للعبوات، بروح الحماس والحب، وإيمانًا بأهمية ما يقومون به من عمل تطوعى مهم، بخلاف المشاركة من عدد كبير من الطلاب الأطفال بتقديم التبرعات لأهالي فلسطين.
ولم ينته موقف أطفالنا عند ذلك الحد، بل نظم عدد من المدارس، وقفة تضامنية للطلاب، للمشاركة العملية في المساعدات الإنسانية لأطفال غزة، إيمانًا بالمشاركة المجتمعية وتشجيع جميع الطلاب في المدارس الأخرى، على روح الإخاء والتعاون بين الأشقاء العرب، وتعليمهم روح المشاركة في الأحداث الوطنية. إلى جانب التعاون من جانب أولياء الأمور للطلبة، على تقديم تبرعات لتقديم المساعدات من توفير الأدوات الطبية ومواد الأغذية ومواد الإسعافات الأولوية.
وإذا كان ذلك موقف أطفالنا الصغار، فلابد أن نذكر أيضًا شبابنا ونفخر بهم، الذين وقفوا مرابطين بجوار قافلة المساعدات المصرية، وانضمت إليهم قوافل المساعدات الدولية، عند معبر رفح لعدة أيام متواصلة قبل افتتاحه، ورفضوا المغادرة قبل تسليم المساعدات لأهالي غزة، وكان الشباب يبيتون بجوار سيارات وحافلات القوافل، والنوم على الأرض بجوار السيارات والقليل منهم ينام في خيام، وبلغ عددهم نحو 1500 شاب وفتاة، قدموا من معظم محافظات مصر، غالبيتهم متطوعون من شباب الجامعات، والباقي العاملون في المؤسسات الخيرية، ونحو 400 شاب وفتاة متطوعون مع القافلة من محافظة شمال سيناء من مدينتي العريش ورفح، يأتون صباحًا ويعودون لمنازلهم ليلًا ويعملون على المساعدة في توفير الطعام والشراب اللازم لأعضاء القافلة التي ينظمها التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي، بناء على توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة 34 مؤسسة وجمعية خيرية.
ولا يمكن إنكار دور أي مصري، كبيرًا أو صغيرًا، يشارك في تلك العملية المهمة، ومنهم سائقو سيارات نقل المساعدات الإنسانية، فرغم أنهم حصلوا على أجر نقل الحمولة من القاهرة لمعبر رفح، ولكنهم رفضوا تقاضي يى أجر نظير أيام انتظارهم بجوار السيارات لحين دخولها غزة.
وإذا كانت تلك المشاركات العامة، فلا يمكن أن تعد أو تحصى، الخدمات الرسمية والحكومية، وفي مقدمتها مساعي الرئيس السيسي منذ البداية وحتى فترة الهدنة والعمل على تمديد تلك الفترة، وأيضًا توجيهات الرئيس بعلاج أطفال غزة المصابين، واستقبال وزارة الصحة المصرية الأشقاء الفلسطينيين وتقديم الخدمات اللازمة لهم بالمستشفيات المصرية، وغيرها من مساعٍ مصرية لإحلال السلام كنموذج يحتذى به أمام العالم أجمع.
ألستم تتفقون معي، أن مواقف مصر دائمًا مشرفة في كافة الأزمات ولا بد أن نفتخر أننا مصريون، إلى جانب أهمية غرس القيم الإنسانية والنبيلة لدى أطفالنا منذ نعومة أظافرهم، للخروج بجيل يتمتع بكل قيم الإنسانية؟!