عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
لماذا أصوِّت في الانتخابات الرئاسية؟ «2»

لماذا أصوِّت في الانتخابات الرئاسية؟ «2»

ساعات قليلة تفصلنا عن الصمت الانتخابي، تمهيدًا لبدء التصويت في الانتخابات الرئاسية بالداخل، المقرر أن تبدأ من التاسعة صباح الأحد المقبل 10 ديسمبر، وتستمر حتى التاسعة مساءً، لمدة ثلاثة أيام.



 

في المقال السابق، تطرقت- تحت العنوان نفسه- إلى الضرورة الوطنية التي تفرضها التحديات الخارجية المهددة للأمن القومي المصري، وتاريخ تطورها، لتبلغ ذروتها الآن بمحاولات تهجير الفلسطينيين إلى سيناء، وأثر المشاركة السياسية الكثيفة في تعزيز قدرة الدولة والقيادة السياسية على المواجهة ومقدرات الوطن.

 

واليوم ننتقل من بناء الوعي بالتحديات، إلى شرعية المتحقق من الإنجازات، التي تتعاظم قيمتها، قياسًا على المدى الزمني القصير لتحويلها من خطط إلى واقع، وحجم التحديات وكلفتها.

١- لقد واجهت الدولة المصرية تحدي التدمير من الداخل، في أعقاب ثورة 25 يناير 2011، التي شهدت محاولات الفاشية الدينية، الانحراف بمطالب مشروعة للإصلاح والتغيير، إلى التخريب والتدمير، واختطاف الحكم لطمس الهوية الوطنية، لصالح أخونة مؤسسات الدولة، والانقلاب على شركاء الميدان بإعلان دستوري ديكتاتوري.

٢- كما حمى الجيش إرادة الشعب في 25 يناير، حمى إرادة الملايين التي نزلت للميادين في ثورة 30 يونيو، التي صححت مسار الحكم، فأطاحت بالفاشية الدينية، وحمت الهوية الوطنية، فكان رد الإخوان موجة إرهابية هي الأعنف في مواجهة الدولة.

٣- خاضت مؤسسات الدولة، بقيادة وزير الدفاع عبد الفتاح السيسي- حينها- حرب حماية الإرادة الشعبية، في مواجهة الجماعة بأذرعها الإرهابية، والقوى الدولية الداعمة لها، والتي راهنت عليها في تحقيق أهدافها الأمنية والاقتصادية.

٤- واجهت مصر حربًا هجينة، استخدم فيها الأعداء خليطًا من الأسلحة الاقتصادية والدبلوماسية، والإرهابية، والإعلامية، في محاولة تركيع وكسر الإرادة، فتم إسقاط الطائرة الروسية لضرب السياحة، المصدر المهم للعملة الأجنبية.

وتصاعدت الهجمات الإرهابية لإعاقة التنمية وتفريغ الدولة من فرص الاستثمارات الأجنبية، وإعاقة التنمية، بل ومحاولة السيطرة على أجزاء من سيناء. 

الهدف- الذي لا يزال قائمًا- هو خنق الاقتصاد الوطني، ومن ثم تنامي أعباء المواطن، ليفقد بالتبعية الثقة في دولته وحكومته، وبالتزامن مع ذلك تصعِّد الأسلحة الإعلامية المعادية، من حروب الشائعات والقذائف النفسية، التحريضية؛ أملًا في تحريك الشارع في السابق، وفشلوا، واليوم توجيهه بالعزوف عن التصويت؛ حتى يخرجوا بتحليلات سلبية بين علاقة الشعب بقيادته السياسية والتشكيك في العملية الانتخابية، لكن كما حدث دائمًا، بإذن الله وعي الشعب أقوى، وجينات الحضارة يستحضرها الضمير الجمعي ليبهر العالم. 

٥- خاب ظن المخربين، وتصدى رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، للإرهابيين بصدورهم، نيابة عن الشعب، فكان ثمن الأمن والاستقرار ارتقاء أكثر من 3280 شهيدًا ضحوا بأرواحهم لبقاء الدولة وبنائها، وانتصرت مصر، رغم الألم، وبقدر التحديات تتعاظم الإنجازات.

لذلك فإن النزول للتصويت في الانتخابات الرئاسية وفاء لدماء الشهداء، للحفاظ على الاستقرار الذي بذلوا أرواحهم لتحقيقه.

٦- فشلت محاولات حصار الدولة المصرية، سياسيًا واقتصاديًا، وإعلاميًا، وتهديدها أمنيًا بسلاح الإرهاب الذي يقاتل بالوكالة عن أعداء يخشون المواجهة المُباشرة، فعلتها مصر، وحاربت على كل الجبهات، وفي القلب منها جبهة التنمية.

قضت مصر على الإرهاب واستعادت الأمن والاستقرار، استعادة قوة مؤسساتها، وألغت قرار تجميد عضويتها بالاتحاد الإفريقي؛ لتترأسه بعد أقل من خمس سنوات على القرار، أما الدول التي تعصبت في دعمها للقوى المعادية وإعلامها، فخضعت لإرادة مصر، وتراجعت عن موقفها ولفظت قادة الإخوان من أراضيها.

٧- أدركت مصر أن أهداف الأعداء، بأسلحتهم المتنوعة، هي إعاقة تنمية الدولة، والحيلولة دون تنمية قدرتها الشاملة، لذا حاربت على كل الجبهات، وفي القلب منها تحقيق إنجازات التنمية الشاملة، للارتقاء بجودة حياة الشعب.

٨- كان شعار المُخلصين في 25 يناير «عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية»، فقد تألم هؤلاء من مشاهد سحق صخرة الدويقة لعشرات الشهداء من الفقراء الذين عاشوا في مناطق عشوائية خطرة، ولم يجدوا من يرأف بحالهم ويوفر لهم حياة آدمية آمنة لائقة.

جاء رئيس استطاع إنقاذ سكان العشوائيات ونقلهم من المناطق الخطرة إلى سكن كريم، بيئة إنسانية تصلح لتنشئة أطفالهم بكرامة، ظهرت روضة السيدة، والأسمرات، وحدائق أكتوبر، وغيرها من الإنجازات.

٩- كان فيروس «سي» ينهش أكباد مئات الآلاف من المصريين؛ يقفون في طوابير انتظار العلاج، فيدرك الكثير منهم ملك الموت قبل أن يدركوا دورهم للحصول على الجرعة.

جاء رئيس استطاع حشد قدرة الدولة الشاملة، للقضاء على فيروس سي، وإعلان مصر خالية من الوباء، فتلقى الملايين العلاج بالمجان، وهذا إنجاز لو تدركون عظيم، إنقاذ لأرواح وتخفيف لآلام مئات الآلاف من المرضى ومن حولهم تألموا لألمهم.

توالت المبادرات الصحية، التي نجحت من خلال مسح شامل وكشف مبكر، لإنقاذ الملايين وتقديم خدمة صحيحة لهم، بدأ مشروع التأمين الصحي الشامل، ونأمل في مواصلة تنفيذ مراحله التالية، حدثت إصلاحات ونأمل في معالجة ما تبقى من قصور في المنظومة الصحية، لذلك سأصوِّت في الانتخابات لمواصلة الإصلاحات التي تمس حياة الملايين.

١٠- خلال جائحة كورونا، كنت رئيسًا للجنة الرعاية الاجتماعية والصحية بنقابة الصحفيين، فغصت في أعماق الأزمة؛ مواجهًا تحدياتها، وفي الوقت الذي أعجزت فيه الجائحة دولًا عظمى، نجحت مصر في إدارتها، ومن خلال الاحتكاك المباشر بعناصر المنظومة، بحثًا عن خدمة للزملاء وأسرهم، خبرت حجم العمل والإدارة العلمية للأزمة، فعبرت مصر التحدي بأقل الخسائر.

لم يكن ذلك إلا نموذجًا لإدارة جديدة للدولة، تعمل بأسلوب علمي لإدارة الأزمات، وتحويل التحديات إلى فرص، ورغم التحديات الاقتصادية، ضاعفت مصر مخصصات الصحة حتى عبرت الأزمة بسلام، لذلك سأصوِّت في الانتخابات، لمواصلة الدولة تعزيز قدرتها لخدمة شعبها.

١١- كانت مخالفات العمران تلتهم الرقعة الزراعية، والأمن الغذائي يزداد اعتمادًا على الاستيراد، ومن لا يملك قوته لا يملك قراره، فجاء رئيس تصدى بحزم للعدوان على الأرض الزراعية، وضاعف الرقعة الزراعية من خلال الدلتا الجديدة وإحياء مشروع توشكى، وإعادة تدوير مياه الصرف لزراعة نصف مليون فدان في سيناء.

وفي المقابل بدأت "حياة كريمة" لرفع كفاءة الريف المصري، وإحداث تنمية شاملة بالقرى المصرية وتوابعها، من الإنترنت للخدمات، لرفع كفاءة البنية التحتية، إصلاح القائم واستحداث مجتمعات تنموية جديدة، لذا سأصوِّت في الانتخابات لاستكمال تلك المشروعات التي تخدم أكثر من 60 مليون مواطن.

١٢- كانت مصر يزداد تكدسها السكاني، فتراجعت جودة الحياة، وجاء من وضع خطة استراتيجية تنمية شاملة 2030، بمستهدفات زمنية، فتم مضاعفة الرقعة العمرانية من 7% من إجمالي مساحة مصر، إلى 14%، خريطة جديدة لمصر، عاصمة جديدة ومدن ذكية، وربط أطراف مصر بشبكة طرق قومية اختصرت المسافات، لما لذلك من انعكاسات على جودة الحياة.

١٣- كان المُجتمع ينظر للقادرين باختلاف على أنهم مستحقو الشفقة، والصدقة، فجاء من آمن بضرورة تمكينهم، مجتمعيًا، وتعزيز قدراتهم ورعاية مواهبهم، ونرى في كل الفاعليات رئيس الدولة يقدم القدوة ليتعامل معهم المجتمع، باعتبارهم ثروة قادرين على خلق قيمة مضافة للمجتمع، ونرى ممثليهم في المجالس النيابية بضمانات دستورية.

١٤- حماية شيوخ الشعب الأجداد والجدات الآباء والأمهات مستحقي المعاشات، وغيرهم من الفئات الاجتماعية الأولى بالرعاية.

١٥- قطع خطوات على طريق تطوير التعليم الجامعي، واستحداث جامعات تكنولوجية تفي باحتياجات تطورات سوق العمل، والشروع في استراتيجية بناء الإنسان بتطوير التعليم، للانتقال من أسلوب الحفظ والاستذكار إلى الفهم والإبداع والابتكار.

١٧- نعم هناك صعوبات اقتصادية، وتضخم في الأسعار ومعاناة قطاعات واسعة، لكن هناك آلاف المشروعات والإنجازات تحققت، القضاء على الإرهاب، استعادة الأمن والاستقرار، الذي يجب أن نحافظ عليه لمواصلة الإنجازات التي بها وحدها يمكننا عبور التحديات، وتحسين الأوضاع المعيشية.

١٨- بالمشاركة السياسية نحافظ على الاستقرار، ومن ثم رسالة سياسية لكل من يهمه الأمر، وبينهم المستثمرون بالخارج، بالمشاركة السياسية الكثيفة نعبر التحديات الاقتصادية.

نحمي الوطن ومستقبل الأبناء، نحافظ على الاستقرار، نواصل الإنجازات ونعبر التحديات.. لن يكلفك ذلك غير دقائق من وقتك تدلي خلالها بصوتك، بينما غيرك قدّم روحه فداء للوطن، لتعبر عن إرادتك بكل حرية وأمن.

يتنافس أربعة مرشحين، تختار من تراه قادرًا على حماية الوطن وتحقيق التنمية.

على موقع اللجنة العليا للانتخابات بالرقم القومي تستطيع معرفة أين لجنتك، وإن كنت مغتربًا خارج محافظة سكنك ستجد لجانًا للمغتربين، لا تتخاذل وكن فاعلًا وعبر عن إرادتك.

تحيا مصر دولة قوية فتية مستقلة القرار، تحمي أمنها وإرادتها، وترتقي بجودة حياة شعبها، سندًا لأمتها العربية وقارتها الإفريقية.

[email protected]

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز