عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
مشاكل العالم سببها الرجال.. فهل تحكمه النساء!

مشاكل العالم سببها الرجال.. فهل تحكمه النساء!

لو حكمت النساء العالم لاختفت الحروب، رأي للفيلسوف اليوناني أفلاطون، ور غم أن أحد أحلامه مدينة تمنى أن يحكمها الفلاسفة، ظناً منه أنهم بحكمتهم سوف يجعلون كل شيء في هذه المدينة معيارياً، وبناءً عليه ستكون فاضلة! 



 

ولم يحدد الفيلسوف الكبير  هوية جنس الفلاسفة أهم من النساء أو من الرجال؟       

منذ أربع سنوات شارك الرئيس الأمريكي باراك أوباما فى مؤتمر عن القيادة فى سنغافورة، مبدياً الرأي فى أن مشاكل العالم سببها الرجال الذين لا يفسحون الطريق لغيرهم، فإذا قادت النساء كل دول العالم، فمن الممكن أن ترى تحسنّا كبيراً في كل شيء حول العالم، موجهاً رسالة لكل النساء "أريد فقط أن تعرفن، أنتن لستن مثاليات، لكن ما يمكنني قوله بلا منازع هو أنكن أفضل منا نحن الرجال"، مؤكدا أنه لو ترك الحكم للنساء لمدة عامين، فإن التحسن سيشمل كل شيء، وخاصة مستويات المعيشة ودخل الافراد. 

 الذي لا شك فيه، أن النساء شعب رائع، يتحملون كل شيء، يدركون أن الحزن والمحن لا مفر منها، ومستعدون أن يغوصوا فيها ليعبروا إلى الشاطئ الآخر. وهو مايرجح نجاحها فى الحكم. 

فى رصد لعرض فني ضمن مهرجان مانشستر الدولي ألقى الضوء حول ما يمكن أن يصبح عليه العالم إذا حكمته النساء. ماذا لو حكمت النساء العالم؟.. كان هذا هو عنوان معرض جمع فنانات وخبراء لاستكشاف ما إذا كان يمكن للمرأة تقديم حلول لمشاكل العالم بصورة أفضل من الرجال، ضمن فعاليات مهرجان مانشستر الدولي.

وتُظهر هذه الصورة سيطرة زعماء العالم الرجال، خلال احتجاج ارتدى فيه المتظاهرون أوجه عدد من الرؤساء.

جاءت إجابة فيكي فيثرستون، مديرة مسرح "رويال كورت"، وهو المعرض الرئيسي الذي يهتم بالعروض الجديدة في العاصمة البريطانية، لندن، تقول: "أتصور أن العالم سيكون مكانا أفضل إذا سيطرت النساء على مقاليد الحكم فيه" القضية طرحت على مدار أربع ليالٍ فى عمل مسرحي، انضمت فيه خمسة ممثلات "إلى خمس سيدات حقيقات، ممن يمثلن سلطات هامة في مجالات عدة، بداية من الهجرة، إلى الاقتصاد، إلى الأسلحة النووية" شاركت  فيثرستون والكاتبة أبي مورجان فى المساهمة مع آخرين في كتابة سيناريو الحوار. 

فكرة المعرض جاءت بأكملها من وحي الفنانة الإسرائيلية يائيل بارتانا، التي طرأت الفكرة لها بعدما شعرت بالضيق الشديد بسبب النتائج المخيبة للآمال لعملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.

بارتانا تقول إنها خاضت صراعا استمر لسنوات في البحث عن سؤال ما إذا كان العالم سيكون في وضع أفضل إذا تحكمت فيه النساء.. هل تفكر النساء بشكل مختلف؟ تقول بارتانا إنه سؤال "لا يمكنني الإجابة عنه.

يمكنني أن أقول إنني أعتقد بأنه سيكون عالما أفضل، لكن ربما ستتكرر نفس الأزمات، ولن يجرى التوصل إلى حل لنفس المشاكل" وفي رواية The Power  "ذا باور" للكاتبة نعومي ألدرمان، التي صورت فيها مجتمعا تتمتع فيه المرأة باليد العليا.

"قوة العالم" مكان يمكن التعرف عليه: هناك طفل نيجيري ثري يتسكع حول حمام السباحة العائلي؛ لفتاة حاضنة يخفي والداها المتدينان طبيعتهما الحقيقية؛ سياسي أمريكي محلي.

فتاة لندنية صعبة من عائلة صعبة. لكن شيئًا حيويًا قد تغير، مما تسبب في تقارب حياتهم مع تأثير مدمر.

حين تغير الوضع واصبح الفتيات يتمتعن بقوة بدنية هائلة تفوق الرجال - لايهابون الألم ولا حتي الموت تخلوا عن نعومة أنوثتهم، ومع هذا التحول البسيط في الطبيعة، يستطيع النساء أن يتفوقوا على الرجال، فيتغير العالم تمامًا.                                                                     

  لعل من الصعب الفكاك من الشعور بأن معظم المتاعب التي يعاني منها العالم اليوم مردّها إلى مشكلة واحدة وهي كثرة الرجال الذين يديرون شؤونه.

ولو ترك للنساء زمام القيادة في الاقتصاد والشؤون الداخلية والسياسة الخارجية فلربما كنا نتمتع بوضع أكثر أمنا، حسب ما ترى صحيفة كريستيان سينس مونيتر.

فقد أظهرت دراسة أعدها معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا عن النساء الرائدات اللاتي يشرفن على إدارة مجالس قرى في الهند أنهن يضطلعن بأعمالهن على نحو أفضل من الرجال. وتوشك النساء في الولايات المتحدة أن يتفوقن على الرجال في جداول الأجور, كما أنهن يشكلن الأغلبية من بين أرباب نصف الشركات الخاصة في البلاد.

ومع ذلك فإن المرأة العاملة العادية تخصص مزيدا من وقتها لرعاية أطفالها وتدبير شؤون بيتها.

ويتضح من ذلك أن الرجال في المعدل المتوسط يبالغون في تقدير معدلات ذكائهم بعكس النساء اللاتي يملن إلى التقليل من تقييم ذكائهن.

ولعل في ذلك يكمن الخيط لفهم المعضلة الذي يتمثل في الكفاءة.

فبينما يكون الميل إلى الحسم والمجازفة والثقة الزائدة في النفس (وهي سمات ذكورية في الغالب) سببا في إثارة المشاكل, يكون التواضع وروح التعاون (وهي صفات أنثوية) سببا في حلها.

على أن الأمر ربما يكون ببساطة موقفا عاطفيا رسخته تراكمات من الصور العقلية النمطية عن الجنسين. ولأن الذكور ينشدون التنافس والتحدي, فإنهم ميالون إلى إضفاء ظلال من النزاع على الأشياء من حيث إمكانية الربح والخسارة, والصواب والخطأ. ولا يوافق العلماء –ومعظمهم من الرجال- على هذه النقطة بالذات. 

وكشفت دراسة سبق أن أجراها مركز بيو للبحوث العام الماضي أن عامة الناس يضعون النساء في منزلة متساوية مع الرجال أو أعلى منها في سبع من ثماني خصال يرون وجوب توفرها في الزعامات.

وجاءت نتائج الدراسة لافتة فيما يتعلق بسجيتي الأمانة والذكاء, اللتين اعتبرتا أهم سمتين من سمات القيادة.

وقد تفوقت النساء في إحدى هاتين السجيتين تفوقا يزيد عن الضعف على الرجال. 

طرحت صحيفة الجارديان البريطانية فى أحد أعدادها  ماذا لو حكمت النساء العالم؟  على عدد من الكاتبات والفنانات والشخصيات العامة، لمعرفة آرائهن في عالم تحكمه وتقوده النساء؟ وجهات النظر التي أبدتها نجمات المجتمع تنوعت ما بين وضع قوانين لإساءة الاستخدام، وتعويضات كبيرة فى حال تعرض شخص ما لظلم وقع عليه، وتنحصر معظم المطالب والمقترحات فى وضع حد لما يشهده العالم من عدم مساواة وتمييز ضد الآخر، فيما يتصدر المشهد الحلم بعالم مثالي، فى حين رأت أخريات أن الظلم والقهر لن ينقطعا عن العالم بمجرد تولى النساء السلطة.المذيعة البريطانية، «بريدجيت كريستى»، مقدمة إحدى برامج «استاند آب» كوميدى، تقول إن الأمور لا تعمل بشكل صحيح فى العالم فى هذه الفترة، إذ يسود العالم حالة من القلق وعدم الاستقرار والفوضى، ففى كل يوم نطالع فى عناوين الأخبار أن هناك صراعا ومنافسة بين الرؤساء عبر شاشات التليفزيون فى استعراض ما يملكانه من صواريخ وسلاح يستطيع تدمير العالم، فضلًا عن الهجمات الإرهابية التي باتت ظاهرة تتزايد وتتصاعد فى العالم بأسره،  و لا تعرف على وجه التحديد كيف سيكون العالم إذا تولت المسؤولية النساء، ولكنها فى الوقت ذاته تستطيع أن تتنبأ بأن هناك مؤشرات جيدة نتلمسها فى حالات لنساء تولين زمام الأمور فى دولهن، أو وصلن إلى مناصب قيادية، أو شاركن فى صنع القرار، فالمجتمعات بالتأكيد سوف تكون أفضل، فلن يكون هناك عنف أو عدم استقرار، أو مجاعات، وبغض الطرف عمن يدير الأمور من الرجال والنساء، فإننا بحاجة ماسة إلى تغيير القيادة أو أسلوب الإدارة. وتتنبأ الفنانة «مارينا إبراموفيتش» بالعالم الذي تحكمه النساء قائلة: «المرأة لن تكون ضحية، أو ضعيفة، ولن تهدر حقوقها مثلما هو الحال الآن، وبالتالى سوف يرفضن تعرض الآخر للظلم أو الإيذاء، فما تحتاجه المرأة فى العالم الآن أن يكن محاربات، ويعتمدن على أنفسهن كى يكن قادرات على حكم العالم.

أما  الكاتبة «راشيل هولمز» فتحلق بعيدًا، فترى أن التفوق والقوة والسلطة القائمة، والمعتمدة على الجنس لا تعتبر أمرا صحيحا أو فكرة جذابة، وذلك لأن النظام الذي يقوم على التمييز وعلاقات القوة غير المتساوية لا يمكنه أن يوفر المساواة للجميع، والأولى، بحسب «هولمز»، إجراء إصلاحات اقتصادية واجتماعية كى تتحرر النساء، كما أن مسؤولية تحرير الرجال من الأفكار الأبوية والعنصرية تقع أيضًا على عاتق النساء. وترى «شازيا ميزرا» الإعلامية الكوميدية البريطانية أن عدد القتلى سيكون أقل، فالعالم عندما تحكمه النساء، سيقل فيه العنف، فهذه حقيقة أن الرجال يقتلون أكثر من النساء، وسوف تمضى الأمور بشكل أسرع؛ حيث إن المرأة يمكنها أن تؤدى الكثير من المهام فى وقت واحد وبشكل أسرع .    وتتوقع "كارولين لوكاس"، عضو البرلمان بالمملكة المتحدة، حدوث فارق واضح فى مراكز صنع القرار، مؤكدة أنه" عندما زاد عدد النساء فى البرلمان البريطانى استطعنا تمرير عدة قرارات وقوانين منعت التمييز بين الجنسين، فالتمييز الذي تحققه المرأة ليس على الصعيد السياسى فقط، بل على الأصعدة الأخرى فى مجالات مختلفة". 

وتضيف أن تولى المرأة المناصب ليس هدفا فى حد ذاته، بل هو إجراء أو جزء من حركة واسعة لتأخذ المرأة مكانها الصحيح وأن تكون على قدم المساواة مع الرجل.

  وتجيب المحررة «يونيو إريك-أودوري» بأن السؤال يتردد كثيرًا: ماذا لو يحكم العالم النساء، ويتردد بشكل أكبر فى الدوائر النسوية التي تعمل بها، قائلة أن هذا السؤال عام وغير محدد؛ لأنه لم يحدد أى نوع من النساء المقصود؟ هل هن السود أم الشقراوات؟ هل هن ذوات الاحتياجات الخاصة أم السليمات المعافيات؟ فهو سؤال عام وغير محدد. 

وتؤكد أن من يرددن هذا السؤال هن من الطبقة البيضاء القادرات على العمل والمشاركة؛ حيث إنهن حصلن على قدر عال من التعليم ولم يتعرضن للقهر أو الاضطهاد، وفى الوقت نفسه، ترى أن هؤلاء النسوة هن من يتفاخرن بما يصفنه انتصارات الحركة النسوية مثل: حبوب منع الحمل، أو إدلاء النساء بأصواتهن فى الانتخابات وهى أيضًا انتصارات طبقية.

وتختتم إجابتها بقولها: إننا بحاجة إلى التخلص من السلطة الأبوية والهيمنة، وبديلا عن هذا التساؤل عمن يحكم ويتولى السلطة، فالقهر لن يتوقف عن الوجود ببساطة، لأن المرأة هى التي تحكم.    

ولكن للرجال رأي آخر..!

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز