مهند العلكوك: على الدول الداعمة لإسرائيل إدراك أن هذا قد يعرضها لمحاسبة قانونية

أشاد السفير مهند العكلوك مندوب فلسطين لدى جامعة الدول العربية بإحالة الأمين العام للأمم المتحدة أمر محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل إلى مجلس الأمن الدولي، ودور الجزائر في دعوة مجلس الأمن للانعقاد لتنفيذ القرار، محذراَ في الوقت ذاته الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي من أن هناك أمرا من محكمة العدل الدولية وبالتالي فإن أي دولة ستتعاون مع الاحتلال أو تقدم السلاح والذخائر للاحتلال أو تضمن حصانة جريمة الإبادة الجماعية في مجلس الأمن الدولي، لا بد أن تتعرض لآليات المساءلة الدولية القانونية.

جاء ذلك في تصريحات أدلى بها العكلوك للصحفيين اليوم بعد اختتام اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين بشأن اتخاذ موقف عربي موحد من قرار محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا.

وقال إن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين حذر الدول التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي أو يخدم مواطنيها في جيش الاحتلال من أنها ستكون مسؤولة أمام محكمة العدل الدولية وأمام آليات العدالة الدولية الأخرى.

وأضاف " لقد أشاد المجلس بجهود جنوب إفريقيا الدبلوماسية والقانونية، وإحالة جرائم إسرائيل إلى محكمة العدل الدولية، وكان هناك مطالبة لجميع الدول المحبة للسلام والمتمسكة بالقانون الدولي أن تحذو حذو جنوب إفريقيا.

وأضاف أن الاجتماع وقف أمام حدث مهم هو قرار لتسع دول (غربية) مجحف ومستعجل وجزافي بتعليق مساهماتها في دعم ميزانية وكالة غوث وتشغيل اللاجئين التابعة للأم المتحدة "الأونروا" بسبب ادعاءات إسرائيلية كاذبة وجزافية بأن هناك موظفين من وكالة الأونروا ساهموا فيما يسمى بهجوم السابع من أكتوبر.

وأعربت عن استغرابه من أن هذه الدول قامت خلال دقائق معدودة بوقف تمويل الأونروا، وهي المسؤولة عن قضية اللاجئين، البالغ عددهم سبعة ملايين شخص.

واعتبر العكلوك أن هذا القرار صدر من دول منحازة لأنها رأت 152 موظفا من موظفي الأونروا قتلتهم إسرائيل، ولم تحرك ساكناً، كما أن هناك الآلاف المواطنين الفلسطينيين الموظفين في الوكالة جرحوا، و65 مدرسة من مدارس الأونروا التي تحتوي على عشرات الآلاف اللاجئين تم تدميرها، إضافة إلى عشرات المراكز الصحية، كل هذا لم يجعل هذه الدول تتخذ إجراء ضد إسرائيل ولكن لمجرد أن إسرائيل أدعت أن هناك سبعة موظفين من الأونروا قاموا بعمل تصفه إسرائيل بالإرهابي قامت هذه الدول على الفور بقطع الدعم للأونروا.

وقال إن المجلس قرر أن يذكر الجميع أن الأونروا هي وكالة دولية تابعة لمنظمة الأمم المتحدة والوفاء بالالتزامات تجاهها، هو مسؤولية دولية مشتركة، مشيرا إلى أنها ترعى 7 ملايين لاجئ فلسطيني من خلال المدارس والمستشفيات والمراكز المدنية.

وأضاف أن المجلس رفض أي قرار من أي جهة بوقف تمويل الأونروا، ودعا إلى أن تكون الدول عادلة وتنظر بمعيار واحد وألا تتعامل بمعايير مزدوجة، وألا تتعامل برد فعل مستعجل، وكان هناك دعوة لعدم التساوق مع الخطط المنهجية الإسرائيلية لتقويض الأونروا وتفويضها والقضاء على قضية اللاجئين الفلسطينيين.

وقال إنه سيكون هناك اجتماع للجنة المؤقتة التي أقرها مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين يوم الثلاثاء القادم بعدما اجتمعت يوم الأربعاء الماضي، وهي ستقر بنكاً من الإجراءات القانونية والدبلوماسية والسياسية التي يمكن للدول العربية أن تتخذها لحماية الشعب الفلسطيني ومنع التهجير له، ومن بينها اقتراحات اقتصادية وسياسية ودور لمجالس السفراء العرب، وإجراءات قانونية مهمة لتتخذها الدول العربية.