عاجل
الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي

حلقات عن البحيرة وتاريخ مدينة دمى ـ ن ـ حور عاصمة مملكة الشمال في مصر القديمة

هنا كتب التاريخ "البقعة الفسيحة" وأقدم مدينة سكت بها العملة في مصر

محافظة البحيرة
محافظة البحيرة

هنا كتب التاريخ  "البقعة الفسيحة"  وأقدم مدينة سكت بها العملة في مصر

 

حلقات عن البحيرة وتاريخ مدينة "دمى ـ ن ـ حور" عاصمة مملكة الشمال في مصر القديمة 

 

الحلقة الأولى: مدينة دمنهور أقدم تجمع حضارى فى العالم وأول مدينة "سكت" بها العملة 

 

"ايمنتى" سميت بالمقاطعات قديماً وجاءت كلمة البحيرة من "بحره" لوجود عدد من البحيرات شمال الإقليم

 

 



مصر جاءت ثم جاء التاريح وتاريخ البشرية لا يمكن كتابته بدون مصر "أقدم حضاره عرفتها البشرية" وفي تازيخ مصر تبرز محافظة البحيرة ويبرز إقليم دمنهور أو  "دمى ـ ن ـ حور" عاصمة مملكة الشمال التي كانت واحده من العواصم تدار منها مصر القديمة كواحدة من المدن التي لاتزال تبوح بأسرارها الأثرية وتاريخها العريق الذي يحتاج ان نسلط الضوء عليه كواحده من المدن والمحافظات المصرية الضاربه في عمق التاريخ والتي كان لها الفضل العلمي حيث وجد بين جنباتها حجر رشيد أحد أهم المعالم و القطع الأثرية، من خلاله تم فك شفرة رموز اللغة "الهيروغليفية" مما ساعد علي علماء الآثار والمكتشفين معرفة أسماء ملوك مصر وتاريخهم منذ أكثر من 5 الاف سنة ومعرفة أسرار الحضارة المصرية القديمة.

 

فعندما تتصفح كتاب "أحوال مصر"، وتبحر فيه تجد معلومات دقيقة لا يعرفها الكثيرين عن تلك المحافطة العريقة وشعبها وعظمة وتاريخ محافظة البحيرة الكبيرة التي كانت تسمي مدينة "ايمنتى" سابقا أو محافظة البحيرة حاليا و تقع بها مدينة دمنهور عاصمة المحافظة والتي تعتبر اقدم تجمع حضارى عرفته البشرية في العالم وبدمنهور كانت أول مدينة سكت بها العملة. 

 

و محافظة البحيرة أعرق محافظات مصر وواحده من أكبر المحافظات التي تؤمن الغذاء بكثرة المحاصيل الزرعية لمصر بما تملكه من مساحات زراعية واسعة وثروة زراعية متنوعة وانتاج حيواني وسمكي وداجني، وتقع محافظة البحيرة في غرب الدلتا، يحدها شمالا البحر الابيض المتوسط التي تصب به مياه فرع النيل الغربي بعد رحلة قطعتها مياه النيل من منابع النيل  بأعالي افريقيا حتي مدينة رشيد العريقة ذات الطراز المعماري المتميز والتي اكتشف بها أقدم حجر مكننا من اكتشاف وفك رموز اللغة الهيروغلفية "حجر رشيد". 

 

وتحد محافظة البحيرة من الغرب محافظتى الإسكندرية ومطروح ومن الجنوب محافظة الجيزة، وتبلغ مساحتها 9826 كم2 ويبلغ اجمالى عدد السكان 7 مليون نسمه.

 

ومحافظـة البحيرة ورد ذكرها في كتاب أحوال مصر بانها من أعرق الحضارات فى التاريخ وكانت تسمى في الماضى بمقاطعة "أيمنتى" وكانت عاصمتها مدينة "بديت" والتي كانت أيضا عاصمة مملكة الشمال، بنيت في أواخر أيام البطالمة لتكون مدينة ملحقة بدمنهور، وكانت هذه المقاطعة واحدة من 20 مقاطعة يتألف منها اقليم الوجه البحرى، وكان لمقاطعة " أيمنتى" السبق في أول محاولة للوحدة مع مملكة الجنوب غير أن هذه الوحدة لم تدم طويلا، ثم جاء الملك مينا ليوحد القطرين  الجنوبي والشمالي. 

 

و كلمة " البحيرة " قد وجدت في الخرائط التي صدرت بعد الفتح الإسلامى لمصر وقد أطلقت عليها الكور "المقاطعات" الواقعة غرب رشيد وهذه الكلمة في اللغة هى تصغير لكلمة "بحرة " وهى تعنى البقعة الفسيحة من الأرض المنخفضة كما يعلل البعض هذه التسمية لوجود عدد من البحيرات في شمال الإقليم والتي لم تكن منفصلة عن بعضها البعض، وتمثل مساحات شاسعة من المياه وعاصمة المحافظة مدينة دمنهور إحدى المدن العريقة بالقطر المصري حيث كانت في وقت من الأوقات عاصمة مملكة الشمال، وكانت مركزا دينيا هاما لعبادة الإله حورس وبنيت فيها المعابد الكبيرة لعبادته وأصل كلمة مدينة دمنهور يرجع للتسمية الهيروغليفية "دمى ـ ن ـ حور" أى مدينة الإله حور، وقد أطلق على مدينة دمنهور اسم " هرمو بولس بارفا " أو " هرمو بولس الصغرى " نسبة إلى الإله " هرمس "، لأنه كان يوجد معبدان داخل المدينة الأول والأقدم بناه قدماء المصريين لعبادة الإله "حـورس" والثانى وهو الأحدث بنى في العصر اليونانى للإله " هرمس " ويلاحظ أن الاسم الذي شاع في النهاية هو الاسم المصري القديم " دمنهور " بينما استبعد الاسم اليونانى، و قد عاصرت هذه المقاطعة جميع الاحقاب التاريخية بدءا من عصر ما قبل الاسرات ومرورا بالعصر الفرعونى يليه العصر البيزنطي ثم الفتح الاسلامي لمصر وحتي اليوم.

 

وقد مر بأرض محافظة البحيرة معظم الفلاسفة والمؤرخين والجغرافيين الاغريق وتتلمذوا على أيدي كهنتها عندما كانت المعابد بمثابة الجامعات الاولي التي استقي منها هؤلاء الاغريق العلوم والطب والفلسفة. 

 

و حظيت البحيرة منذ أقدم العصور وحتى اليوم بزيارات الرحالة والبحارة والمؤرخين والفلاسفة والسلاطين والملوك والرؤساء، فوطئت أرضها اقدام هيرودوت واسترابون و فيلاوس و باريس و هيلانة والإسكندر وفاتح مصر عمرو بن العاص وامراء المماليك وحكام مصر مثل الأمير قايتباي والغورى وصلاح الدين الايوبي حتي الاستعمار الفرنسي بقيادة نابليون رأي في البحيرة ودمنهور مطمع فجعل العلماء يكرسون جهودهم لدراسة ما بها من أثار حتي استطاعوا فك رموز حجر رشيد. 

 

و مدينة دمنهور من أقدم مدن العالم وأول عاصمة دولة في التاريخ "عاصمة دولة الفرعنة بالوجه البحري" ثم ضمها الملك مينا بعدما وحد القطرين الجنوبي والشمالي لمصر منذ 3 آلاف سنة وجعل العاصمة منف، وأيام الإغريق والرومان كانت المدينة الثانية بعد العاصمة الإسكندرية، وبعد الفتح الإسلامي لمصر بني بها عمرو بن العاص ثاني مساجد مصر بعد مسجده بالفسطاط، و هو مسجد التوبة و جعلها عاصمة إقليم البحيرة الذي كان يضم رشيد و الإسكندرية، والبحيرة كانت منزلا القبائل العربية التي اتت مع الفتح الاسلامي، وكان عربان البحيرة يثورون علي ظلم المماليك والعثمانيين مطالبين بالخلافة لتكون قرشية عربية.

 

ثار أهل البحيرة على الفرنسيين عدة مرات، وفي كل ثورة كان يستشهد عدد من الاهالي و الاعيان والعربان و العلماء بها، وكان يلجأ الفرنسيين للتنكيل بابطال المقاومة الشعبية وشنقهم وفي بعض الاحيان يتخذونهم كرهائن ليخمدوا نيران الثورة ضد الاستعمار الفرنسي وليتوقف أهل البحيرة عن الثورة حتي اتاهم "أبو عبد الله المغربي" من شيوخ المغرب و دعا اهلها إلى الجهاد و جعل دمنهور عاصمته، و انتصر على نابليون بونابرت في خمس معارك متتتالية انتهت باستشهاده و استشهاد الفين من رجال البحيرة بدمنهور، و امر نابليون بابادة سكان المدينة و حرقهم احياء في بيوتهم وفي الطرقات و قدر عدد الشهداء وقنها بربع سكان المدينة و أرسل قائد كتيبة إبادة دمنهور لأحد القادة رسالة قائلا : اصبحت دمنهور كومة من الرماد ما تركنا فيها حجر فوق حجر.

 

نستكمل الحلقة القادمة عن تاريخ محافظة البحيرة العريقة.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز