عاجل
الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
البنك الاهلي
فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت القهوة العربية

فن الدبلوماسية.. بروتوكول وإتيكيت القهوة العربية

يسألونني الكثيرون: هل هناك بروتوكول وإتيكيت للقهوة العربيَّة سواء شربها أو نَوْعها أو طريقة تقديمها.. وغيرها من التساؤلات الكثيرة لهذه العادات العربيَّة الكريمة؟ يمتلك الموروث العربي عامَّة، والموروث العُماني خاصَّة، بروتوكولًا و»إتيكيت» أصيلًا وعميقًا عُمق الأرض، نفتخر به جميعًا. إنَّ هذه العادات والتَّقاليد العريقة الأصيلة والَّتي تحمل معاني ودلالات تفُوق كُلَّ نظريَّات ومدارس الدبلوماسيَّة والبروتوكول والإتيكيت الأجنبي، وكثيرٌ من الزُّملاء الدبلوماسيِّين العرب والأجانب يتجاهل كثيرًا من مفردات إتيكيت القهوة العربيَّة، سواء طريقة تقديمها ودلالاتها، كميَّة القهوة الموجودة في الكوب، نَوْع القهوة ووقتها، نَوْع الدلَّة وأحجامها. كُلُّ هذه المفردات لها فائق الأهمِّية، وتعَبِّر عن رسائل مبطَّنة إيجابيَّة أو سلبيَّة. لذلك عَلَيْنا الاهتمام والاحتفاظ بهذه العادات الأصيلة الرَّاقية بدلالاتها، وإجبار أولادنا وأحفادنا بالاهتمام بها رغم كثرة المدارس المتخصِّصة بفنِّ البروتوكول والإتيكيت، لذلك هناك دلالات وإشارات الواجب الانتباه عَلَيْها وتطبيقها بدقَّة لِمَا لَها من أهمِّية كبيرة بمعاني الحياة اليوميَّة وأهمُّها هي:



ـ تُعَدُّ القهوة العربيَّة أحَد مظاهر الكرَم في ضيافة العرب، وهي أحَد المُكوِّنات الأصيلة للحياة اليوميَّة في جميع المناسبات الرَّسميَّة والاجتماعيَّة، فهي تعَبِّر عن الفرح والحزن والكلام الَّذي لا يُمكِن قوله باللسان، مِثل خطبة العروس وجلسات الصُّلح والأفراح والمطالبات، والَّتي تُعَدُّ من الأمور الحسَّاسة بالنِّسبة للضيوف، الَّذين قَدْ يغادرون الجلسة سريعًا في حال عدم التزامك بهذه القواعد.

ـ ترك الضَّيف للقهوة بِدُونِ أن يشربَها، يعني أنَّ له طلبًا لدى المُضيف، وهنا يسأل المُضيف ضَيفه عن طلبه ويطلب مِنْه شرب قهوته، عِنْدها يعرف الضَّيف أنَّ طلبَه مقبول.

ـ يُحظر على الضَّيف أن يقومَ بطلب الماء بعد القهوة مباشرةً؛ لأنَّ ذلك يعني أنَّ القهوة كانت غير جيِّدة.

ـ تركُ الدلَّة مقلوبةُ لمدَّة مُحدَّدة، وسكبُ القهوة على الأرض يعني الحداد على صاحب المنزل المُتوَفَّى أو المُضيف، ويُعادِل اليوم تنكيس العَلَم في الدوَل الكبرى، وفي مناسبات العزاء يَحْذَر الضَّيف من قول: (دايم)، وإنَّما عَلَيْه بعد إنهاء فنجانه الترحُّم على المُتوَفَّى.

ـ تقديم القهوة العربيَّة يبدأ من الأكبر سنًّا بأوَّل فنجان قهوة أو كبير القبيلة أو الأكبر وجاهةً بصبِّ أوَّل فنجان للقهوة، وفي حال كان جميع الحضور من الوجهاء، فالأوْلى بأن يتمَّ البدء في الصَّبِّ من اليمين إلى اليسار.

ـ هزُّ الفنجان: هي الطريقة يجِبُ أن يعَبِّرَ بها الضَّيف عن عدم رغبته في فنجان جديد، وإلَّا فلا يجلس القائم على الضِّيافة حتَّى ينتهيَ من احتساء قهوته.

ـ كميَّة القهوة: يجِبُ أن لا تزيدَ كميَّة القهوة المصبوبة في الفنجان عن ثُلثه، كما يجِبُ عدم ملء أكثر من نصف الفنجان؛ لأنَّه في حال زادت الكميَّة عن ذلك، يَفْهَم الضَّيف أنَّه غير مُرحَّب به وعَلَيْه أن يشربَ قهوته ويرحلَ.

ـ يقوم مَنْ يصبُّ القهوة بإمساك الدلَّة بالْيَدِ اليُسرى والفنجان بالْيَدِ اليُمنى.

ـ يدقُّ الفنجان بمقدِّمة الدلَّة لِتصدرَ صوتًا يجعل الضَّيف ينتبهُ إلى تقديم القهوة له.

ـ يحني المُضيف ظهره للأمام بَيْنَما يقول للضَّيف سمّ أو أُذكر الله.

ـ يجِبُ أن يعتدلَ الضَّيف من جلسته، ويمسكَ الفنجان بِيَدِه اليُمنى، وهكذا ينتقل الفنجان من يُمنى المُضيف إلى يُمنى الضَّيف.

ـ ينتظر المُضيف ضيفَه حتَّى ينتهيَ من احتساء فنجانه، إذ ربَّما يطلب مرَّةً أخرى.

ـ تُسمَّى الفناجينُ عِنْد العرب (الهيف والكيف والسيف)، ففنجان الهيف: هو الفنجان الأوَّل والَّذي يقوم بشُربِه المُضيف للتَّأكد من خلوِّ القهوة من العيوب. وفنجان الكيف: وهو الفنجان الثَّاني الَّذي يشربُه الضَّيف للاستمتاع بطَعْم القهوة، ويُمكِن للضَّيف عدم تناوله ولا يُسبِّب ذلك أيَّ نَوْعٍ من الحرَج للمُضيف. وفنجان السيف: ويشربُه الضَّيف للدَّلالة على أنَّه سيقف مع مضيفه في حال تعرَّض لأيِّ أذًى.

ـ وضْعُ السّكِّين على الدلَّة: ويعني عدم وجود رجُل في الدَّار، وعَلَيْه يجِبُ على الضَّيف أن يقدِّمَ الضِّيافة لِنَفْسه ويأكلَ ويشربَ دُونَ أن يطلبَ المبيت. وفي بعض الثقافات العربيَّة لا يجوز للضَّيف الدخول لتناولِ الطَّعام أو الشراب طالَما أنَّه لا يوجد رجُل بالمنزل، وفي ثقافات أخرى وضْعُ السّكِّين على الدلَّة يعني أنَّ على الضَّيف أن يخدمَ نَفْسه بنَفْسه لِنَفْسه لعدمِ وجود رجُل.

ـ قاعدة أصيلة لدى العرب بمنْعِ النِّساء من القيام بخدمة الرِّجال وتقديم الضِّيافة لَهُم.

ـ على الضَّيف أن يقومَ بتحريك الفنجان من اليمين إلى الشمال حتَّى يبردَ، ويحذر أن يقومَ بالنَّفخ في الفنجان، ويجِبُ ألَّا يتعدَّى في شربِه ثلاث رشفات، ويُمكِنه بعدها التَّعبير عن الاكتفاء بالقول (تِكرَم) أو (دايم).

دبلوماسي سابق والرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز