عاجل
الأحد 10 أغسطس 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

 حكاية شعب الطوارق

أرشيفية
أرشيفية

الطوارقُ Tuareg، أو "المُلثمون"، وهم من بطون وفروع البربر، وهم يعتبرون من أهم قاطني مناطق وأقاليم الصحراء الكبرى، وهم الأكثر ارتباطًا بها من غيرهم من الشعوب والقبائل الأفريقية الأخرى. 



يعيشُ في الصحراء بعض القبائل البدويـة التي تميل للبشرة البيضاء مثل: جماعات "الطوارق"، وجماعات المورز Moors، والعرب فى الشمال. وتعددت الآراء حول تسمية قبائل الطوارق، حيث قيل لأنهم طارقوا الصحراء ومرتادوها، والطوارق جمع طارق، وهو الذي يأتي ليلاً، وقيل نسبة لطارق بن زياد، وقيل غير ذلك من الأقوال.  ويُعتقد البعض أن "الطوارق" أصولهم من قبيلة صنهاجة، وهي من أكبر قبائل البربر في الصحراء الكبرى. بينما يرى آخرون أنه ربما توجد ثمة روابط نسب بين الطوارق و"الجرمنتيين"، أو "الغارامنت" السكان القُدامى في صحراء ليبيا. 

ومن جانب آخر، كان "البربر" ومنهم الطوارق يقومون بدور الوسيط بين سكان البحر المتوسط وغرب أفريقيا منذ أقدم العصور، وحتى قدوم الهجرات العربية الإسلامية في القرن 7م. 

ويعيش الطوارق في العديد من مناطق الصحراء الكبرى لاسيما: في الجزائر، وفي ليبيا، وفي تشاد، وفي النيجر، ومالي. ويُقسم البعضُ قبائل الطوارق في مناطق الصحراء الكبرى على امتدادها إلى ثلاثة فروع رئيسية، وهم: طوارق تاسيلي، وطوارق أهقار (أو الهجار) في المناطق الجنوبية من صحراء الجزائر، وطوارق أدرار إيفوجاس، وهؤلاء الطوارق يسكنون آراضي مالي. 

وفي التراث الشعبي لدى قبائل الطوارق لديهم شخصية بولاني Bulane، وهو المسؤول عن الأمطار في التراث الميثولوجي للطوارق. وفي الغالب الاعتقاد بوجود هذا الاله ينتشر بين الطوارق ممن ليسوا على دين الإسلام، أو ممن يؤمنون بالمعتقدات الوثنية الأفريقية التقليدية.

ويعتقد البروفيسور سيد الناصري أن شعوب البربر وتحديدًا الطوارق منهم، في أغلب الظن، هم الذين كانوا يشكلون همزة الوصل بين كل من الفينيقيين (لقرطاجيين القدامى) في شمال الصحراء الكبرى من جانب، والشعوب الأفارقة في جنوب الصحراء الكبرى، حيث كانت جماعات من البربر هاجرت من شمال أفريقيا لجنوب الصحراء، ثم تاجروا مع الأفارقة المحليين. 

وعن دور الوساطة الذي قام به البربر قبل الإسلام، يُشير "أوليفر" إلى أن قبائل البربر (الرعوية) كانت تمثل "العامل الوسيط" بطبيعة الحال في الصلات بين شمال وجنوب الصحراء، فاتصال البربر بالشعوب الزنجية أمرٌ قديم جدًا حتى أن البعض يذهب في تأريخ تلك الصلات القديمة لاسيما التجارية منها لحقبة ما قبل مدنية البحر المتوسط. ويُرجح أن تلك الصلات ظلت قائمة منذ كانت "الظروف المناخية" الرطبة حوالي الألف السادس أو الخامس قبل الميلاد هي السائدة، وكانت الصحراء تمثل منطقة عشبية، مما جذب إليها جماعاتٌ من سكان الجنوب ذوي الأصل الأفريقي القديم، ولما حل "الجفاف" أدى ذلك لهجرات جماعات من الأفارقة إلى جنوب الصحراء.

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز