داليا مطر: قصة تميز تبدأ بتحطيم حلم كليات القمة وتنتهي بنموذج كامل للنجاح في الإسماعيلية
شهيرة ونيس
جرت العادة والاعتقاد بأن لم يوجد من المهن والتعليم ما يوصف بالتميز، إلا في الالتحاق بكليات القمة، ولكن لم ولن يقف ذلك من المفاهيم الخاطئة حائلا أمام العديد، دون تحقيق التميز والاختلاف لهم في مختلف الكليات والمجالات الأخرى .
وفي محافظة الإسماعيلية يوجد العديد من النماذج الناجحة والمتميزة في مختلف المجالات ، ففي مجال كلية "التربية " جامعة قناة السويس ، توجد الدكتورة داليا مطر استاذ مساعد بقسم الاطفال كلية التربية بجامعة قناة السويس.
تروي قصة كفاح وتميز يحتذي بها داخل الأوساط العلمية والمهنية المتميزة قائلة : في البداية لك احلم إلا ب الالتحاق بكلية الطب تخصص الاطفال، نظرا لما يمثله الاطفال بالنسبة لشخصي، ولكن خذلني مجموع الثانوية مثلي والكثير من الطلاب بالمرحلة الثانوية، وبناءا علي ذلك اقف حائرة مشتتة لاختيار كلية بديلة لاملي في الالتحاق بكلية القمة "كلية الطب".
وبالبحث في باقي الكليات المختلفة، لم اجد بين الكليات ما يحقق حلمي القديم الذي تحطم علي اسوار مجموع الثانوية العامة ، إلا كلية التربية والتي يتوافر بها قسم "الطفولة"، ولسان حالي في ذلك الوقت "لم تنجحي في الالتحاق بكلية الطب وان تصبحي "طبيبة اطفال" فعلي الاقل أن تنجحي في تربيتهم.
كان والدي هو الذي يشجعني دائما للالتحاق بكلية التربية قسم الطفولة ، علي عكس والدتي التي كانت تهاجمني مستنكرة ومتسائلة ماهي الوظيفة التي تنتظرك ؟ هل ستكوني جليسة للاطفال ، لم أنتبه لذلك وغيرها من الأقاويل التي تحول دون نجاحي، استمريت قدما في دراستي حتى وتنتهي نتيجة الفرقة الأولي بحصولي على المركز الاول على الدفعة، من هنا أيقنت سيري في الطريق الصحيح حتى وأن تخرجت من الجامعة وقبل ظهور نتيجة البكالوريوس ، تفاجئني أستاذتي طالبة معاونتها في تدريس سكشن المهارات الفنية لشعبة رياض أطفال لأني تلميذتها اللي بتثق فيها، شعرت وقتها بسعادة غامرة بهذه الثقة وبالفعل تعاونت معها وكنت حريصة على التواجد والتفاعل بشكل يومي ، كان لذلك مردودة الكبير لمحبة الجميع لشخصي واجتهادي وتميزي في مجال تربية الأطفال .
كنت ما أخشاه في ذلك الوقت وعدم تعيني كمعيدة في كلية التربية ، لاسيما واختيار المعيدين على أساس التقدير التراكمي وأنا لم أحصل إلا على المركز الرابع ،فمن المتوقع أن تقوم الكلية بالحاصلين على المركز الأول والثاني ، إلا أن تفاجأت باتصال هاتفي من عميد كلية التربية واستدعائي لمقابلته، وأثناء توجهي إلى مكتبه لم يخطر في بالي إلا أنه سوف يعتذر لي عن عدم التعيين ، وتتحطم أحلامي للمرة الثانية ، إلا أنه يخبرني قائلاً: على الرغم من حصولك على المركز الرابع إلا أن محبة الجميع لشخصك وتفانيكي في عملك ودراستك تدفعنا وأن نتشرف بك كمعيدة بكلية التربية ولكي أن تختاري القسم الذي يروق لكي .
دون تردد أخبره برغبتي في التعيين في قسم الإدارة التربوية هذه المادة العلمية الأقل في التقدير بين موادي الدراسية ، وفي دهشة من عميد الكلية مرددا لماذا لم تختاري من بين المواد التي حصلتي فيها على تقدير امتياز ، لأخبره كوني أحب دائما روح التحدي ، فمن التحدي التحاقي بكلية تربية عوضا عن حلم الالتحاق بكلية الطب ، وبالتحدي أيضا تفوقت على نفسي ، وبالتحدي دراسة المادة التي لم أحصل فيها إلا على تقدير جيد جداً ، .
وبالفعل حصلت على الماجيستير في الإدارة التربوية ثم الدكتوراه في أصول التربية"تربية طفل"؛.
وتختتم د. داليا مطر حديثها لـ"روزاليوسف" قائلة :في أغلب المهن ينتهي يومك بانتهاء الدوام وبالتوقيع انصراف وتنتهي رسالتك بالتقاعد ومغادرة الوظيفة؛ إلا أستاذ الجامعة مهنته ورسالته فيها معه في كل مكان، لا يوقع انصراف إلا مرة واحدة! عندما يفارق الحياة.
لا يوجد في ثروات الأرض ما يوفي ساعاته التي يقضيها في القيام بواجبه نحو الآخرين بعد أن يذهبوا للراحة والنوم، هو معلم الطبيب والمهندس والصيدلي وغيرهم، وأحيانًا هو معلم المعلمين.
يقولون سٌنة الحياة أن تتزوج فيكون لك عدد محدود من الأولاد والبنات وقد لا يكون، لكن المعلم وأستاذ الجامعة إن صح فله من الأولاد والبنات عدد غير محدود ويتزايد!
ولذلك فهدفه الأول الاحترام الآجل قبل الحب العاجل، ورسالته الأولى التربية وتمكين العقل قبل التعليم والتلقين والنقل.
جوجل نيوز
