عذاب مافيا الأسفلت

 استغل الكثيرون من أصحاب وسائقي الميكروباص "المشروع" بمحافظة الإسكندرية، توقف قطار أبو قير تمهيدا لإنشاء أبرز المشروعات القومية "مترو الأنفاق" بدلا عن القطار، وذلك للربط بين شرق وغرب المحافظة، وقام  هؤلاء السائقون بتعذيب الركاب من خلال بسط سطوتهم على كل خطوط الطرق الداخلية والخارجية للمحافظة. 

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل ازداد جشع السائقين، فمنهم من يقوم بتقسيم الطريق "الخط المروري" المثبت برخصته إلى عدة محطات، وذلك بهدف زيادة المكاسب المالية، وهناك من يقوم بتغيير خط سيره القانوني، لتفادي زحمة السيارات وتزاحم الركاب، وهناك من يستغل الإقبال الشديد من الركاب، ويقوم بزيادة الأجرة المقررة، وأحيانا هناك من يضاعفها.

يزداد تكدس الركاب صباحا بكل الطرق من أجل رغبتهم في استقلال السيارات الأجرة المتجهة إلى المناطق والأماكن التي يرغبون في الوصول إليها، هناك طلاب يستعدون إلى  الذهاب إلى مدارسهم وكلياتهم، لذلك يعافرون ويلهثون وراء الميكروباص لمحاولة حجز مقعد بداخله، لضمان الوصول في الوقت المناسب، بينما تجد شريحة الموظفين تملأ مواقف السيارات والطرق، بالإضافة إلى  شرائح أخرى من الركاب، فهناك من يريد الذهاب للتسوق، أو لارتباطه بموعد مع الطبيب، وهناك من يقوم بزيارة مريض، أو زيارة أسرته وأقاربه.

لذلك تحول الحصول على مقعد بالميكروباص خاصة فى الصباح، وساعة الذروة "وقت خروج الطلبة والموظفين"، إلى رحلة عذاب ومشقة، الكل تائه في طاحونة جشع سائقي سيارات الأجرة، رغم أن هدفهم الوحيد هو العودة إلى المنزل بسلام وأمان، الأمر الذي جعل الجميع يحلمون ويتمنون أن يحصلوا على مقعد بسيارة الأجرة "ميكروباص"، بشكل آدمي وبأسلوب إنساني، يستطيع من خلاله أن يقضي مهمته مقابل أجرة أقرها قانون المرور دون استغلال أو جشع.

ينبغى الإشارة إلى أن توقف القطار كشف عن الحجم الهائل لعدد الركاب الذين كانوا يستعملونه يومياً، الأمر الذي زاد من الضغط على كل الطرق والخطوط المرورية، ورغم ما قامت به المحافظة بضخ وتغذية غالبية الطرق بأتوبيسات فى كل الخطوط المرورية، بالإضافة إلى فتح خطوط مرورية جديدة، وتغذيتها بسيارات أجرة وأتوبيسات، وذلك لرفع المعاناة عن كاهل الركاب نظير ما يتعرضون له على يد سائقي السيرفيس، وبرغم ذلك لا يزال هناك تكدس، وذلك لأن عدد الركاب أعلى من عدد مركبات الأجرة.

في النهاية، بعد أن تم استعراض التحديات وحجم المعاناة التي يعيشها الركاب يوميا في رحلة العذاب، هناك  عدد من الاقتراحات التي يجب وضعها أمام  محافظ الإسكندرية والجهات المختصة المنوطة بالملف المروري بالمحافظة وهي كالآتي: من الضروري وجود رجال المرور بالمناطق الحيوية خاصة المواقف والميادين، والتأكد من التزام سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص" بخط السير والتعريفة المرورية، وفي حالة عدم الالتزام يتم تغريمه مالياً، وفي حالة عدم التزام نفس السائق وتكرار ضبطه بالمخالفات، يتم سحب الرخصة منه لمدة شهر وتتضاعف في حالة تكراره نفس المخالفة.

اخيراً وليس آخراً، هناك اقتراحات أخرى منها، فتح شارع ملك حفني بحري السكة رسميا، فهو يربط بين ميدان فيكتوريا إلى نقطة مرور الزعيم بجوار كوبري المندرة، حيث إن الشارع لم يتم افتتاحه رسميا حتى الآن رغم إنشائه منذ عدة سنوات طويلة، كما اقترح نقل موقف السيرفيس من محطة العصافرة الى ساحة السيارات بجوار نقطة مرور الزعيم، منها لتقليل ضغط الركاب بكوبري المندرة، بالإضافة إلى ضرورة توفير الرقابة المرورية المباشرة على سيارات الأجرة أثناء خروجها من الموقف.

ختاماً.. أما هذا الاقتراح فأقدمه إلى شريحة من الركاب الذين يملكون السيارات الملاكي، من السهل ان تساهموا في حل مشكلة التكدس المروري، وذاك من خلال القيام بنقل كل شخص بعض زملائه معه، وأن تتم المبادلة فيما بينهم، ولذلك مزايا عديدة منها: توفير نفقة البنزين، وتقليل عدد السيارات بالطريق، مما يعمل على تسهيل حركة سير السيارات، وحل أزمة الزحام والتكالب على سيارات السرفيس أو غيرها من المواصلات الأخرى.