العلاقات العامة وصناعة التأثير

العلاقات العامة تدور حول فن التواصل، وخلق النقاش، وتشكيل الشخصيات، والعلاقات المؤثرة، وإنتاج محتوى عالي الجودة، وامتلاك المحادثة، وكذلك تحسين محركات البحث لصالح حملات العلاقات العامة.

 وهي فن إنشاء علاقات دائمة، مبنية على الاحترام والحقيقة، بين الكيانات المترابطة الموجودة في المجال العام، العلاقات العامة لا علاقة لها بالتلاعب، أو تحريف الواقع، أو تشويه سمعة المنافسين أو المعارضين السياسيين، أو الإشادة بالصفات المصطنعة للمنتجات أو الخدمات أو الأحزاب أو الشخصيات العامة. العلاقات العامة تعلم مبادئ التبادل الصحيح للمعلومات بين الأفراد والشركات.

وعامة، كل ما نفعله أو نقوله هو علاقات عامة، نحن نمارس العلاقات العامة على المستوى الشخصي، عندما يحافظ الشخص على مظهره ونظافته فهو يمارس العلاقات العامة وعندما يرد على الهاتف بكلمة "مرحبًا!"، بدلاً من "ماذا تريد؟" فهو يمارس العلاقات العامة، وعندما يتصرف الشخص بوعي وكياسة من أجل التأثير على انطباعه عند الآخرين، فهو يمارس العلاقات العامة.

ومثلما نمارسها على المستوى الشخصي، تمارسها المنظمات أيضاً، فتقوم بالتفاعل وإرساء العلاقات مع الكيانات الأخرى، أو كما قال تود هانت وجيمس جرونيج في تقنيات العلاقات العامة، "يجب على المنظمات، مثل الأشخاص، التواصل مع الآخرين لأنهم لا يتواجدون بمفردهم في العالم، وعليهم استخدام الاتصال لتنسيق سلوكهم مع الأشخاص الذين يؤثرون عليهم ويؤثرون فيهم" فعندما تقوم شركة بتعيين موظفين للترحيب بالمتسوقين، فهي تمارس العلاقات العامة، وعندما ترسل مؤسسة هدية للموظفين في أعياد ميلادهم، فهي تمارس العلاقات العامة، وعندما تقدم مؤسسة خصومات للموظفين، فهي تمارس العلاقات العامة، وعندما تساهم مؤسسة في مبادرة لجمع أموال لصالح المشرين، فهي تمارس العلاقات العامة.

وتشير مقدمة الطبعة الثالثة من دليل دارتنيل للعلاقات العامة، أن "كل منظمة وكل شخص لديه علاقات عامة سواء تم الاعتراف بهذه الحقيقة أم لا. فالأشخاص يعيشون معًا في مجتمعات، ويعملون معًا في منظمات، ويشكلون شبكة معقدة من العلاقات فيما بينهم".  إن بناء تلك الشبكة المعقدة من العلاقات، في أبسط صورة، هو ما تعنيه العلاقات العامة، فالبشر يعيشون معًا مجبرين على التفكير في تفاعلاتهم وتنظيم علاقاتهم مع بعضهم البعض.