عاجل
الإثنين 30 يونيو 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

رواية البحار المصري القديم حول الوجود العربي في الساحل الأفريقي

أرشيفية
أرشيفية

     يبدو أن مؤلف كتاب "الطواف حول البحر الإريثري"، أو البحار المصري المجهول، كان معجبًا بكثرة السفن العربية في هذه البلاد، وكذلاك اختلاط العرب بسكان شرق أفريقيا، وإقبالهم على التزاوج والمصاهرة مع سكان تلك البلاد . 



     وعن أهمية كتاب الطواف حول البحر الإريثري يقول أحد الباحثين: "وأهمية هذا الكتاب تكمن في أنه أول مصدر مكتوب قد عثر عليه يؤكد العلاقات التي كانت قائمة بين العرب من جنوب الجزيرة العربية والساحل الشرقي الأفريقي، وأن السفن العربية كانت تتبادل التجارة مع الساحل الأفريقي.." . 

 

     يجدر بالذكر أن التقارب الذي حدث بين العرب من ناحية وسكان شرق أفريقيا يرجع الفضل فيه في المقام الأول بسبب التقارب الجغرافي بين الطرفين، وقرب المسافة بين ساحل جزيرة العرب وساحل شرق أفريقيا . ويرى البعض أن الحواجز والهضاب الصحراوية من الشمال إلى الجنوب جعلت الاتصال بين الساحلين أسهل من الاتصال بين بالداخل بالنسبة لآراضي القار الأفريقية . يربط البعضُ بين بلاد جزيرة العرب من جانب، والشعوب التي كانت قد سكنت بلاد زيمبابوي القديمة من جانب آخر لاسيما العمانيون الذين لعبوا دورا مهما في مناطق ساحل شرق أفريقيا. من ثم، فإن العرب القدامى كانت لهم تأثيرات حضارية في هذه البلاد لاسيما من جانب العرب القادمين من بلاد اليمن. 

     وربما يؤيد تلك العلاقات بين العرب والسكان المحليين القاطنين لهذه البلاد أن زيمبابوي كان بها أكثر مناجم الذهب، والتي كان يتم تصديرها الى بلاد العالم، وكان يتم ذلك بالطبع عبر ميناء سُفالة المشهور، والذي يقال إن التجار العرب هم الذين شادوا هذه الميناء . كان هؤلاء التجارُ العرب يتقنون الحديث بلغة هذه البلاد في ذلك الوقت، وهي لغة البانتو، كما أنهم كانوا يقومون بتعليم سكان هذه البلاد اللغة العربية في ذات الوقت .

        ثم حدث امتزاج بين اللغتين العربية واللغة المحلية او لغة البانتو، وهو ما ساهم في ظهور لغة جديدة عرفت باسم: اللغة السواحيلية . 

يذكر مؤلف كتاب الطواف أن الكثيرين من التجار العرب كانوا يقيمون بشكل دائم في بلاد الزنج في أيامه، أي خلال الربع الأول من منتصف القرن الثاني الميلادي، وأنهم اتخذوا الزوجات من نساء الزنج . كما يذكر صاحب كتاب "الطواف حول البحر الإريثري" أن التجار العرب كانوا دوما يبحرون من وإلى بلاد الزنج في ايامه، وكان نشاطهم البحر والتجاري واضحا: "وذكر برنيس في هذا البحث أن التجار العرب كانوا يبحرون باستمرار إلى سواحل شرق افريقيا، ويعقدون المبادلات التجارية مع المدن الساحلية التي كانت منضمة مع بعضها في دولة واحدة كان اسمها امبراطورية آزانيا.." .  

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز