عاجل
الثلاثاء 2 سبتمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
البنك الاهلي

أفريقيا .. أرضُ البُخورِ

أرشيفية
أرشيفية

     اشتهرت بلاد شرق افريقيا بأنها أرض البخور، وكذلك بلاد البخر، وذلك بفضل كثرة البخور بها، وهو ما جعلها محط أنظار الكثيرين من الشعوب القديمة التي حرصت على القدوم إلى سواحل هذه البلاد منذ أقدم العصور . ومن المعلوم أن المؤرخين اليونان والرومان كانوا قد أشاروا بدورهم في العديد من مصنفاتهم وكتاباتهم إلى أن بلاد شرق أفريقيا، وكذلك بلاد الزنج والتي تعتبر جزءا من هذه البلاد، كانت تشتهر بأنها بلاد البخور، أو أرض البخور . 



        وتؤكد النقوش والمتون المصرية القديمة أن هذه البلاد كانت تشتهر بنتاج أجود الأنواع من البخور، ولهذا كان الملوك المصريون يرسلون السفن التجارية لجلب شتى أنواع البخور والمُّر من هذه البلاد، هذا إلى جانب الحصول على بعض المنتجات والبضائع الأخرى التي كانت شعوب تلك البلاد تتميز بها . ومن المعلوم أن التجار الصينيين والهنود كانوا يأتون إلى سواحل شرق افريقيا بحثا عن البخور والمُّر الأفريقي، وكان كلاهما يستعملان في تركيب وصناعة العقاقير والأدوية، وكذلك كان يستخدمان في صناعة العطور وأدوات التجميل والزينة . 

  يعد المؤرخ كوزماس إنديكوبلوستيس في كتابه "الطبوغرافيا المسيحية"، من ناحية أخرى، من أقدم من أشار إلى تلك التسمية، وهو الذي عاش خلال القرن السادس الميلادي، وأكد على ارتباط بلاد الساحل الأفريقي الشرقي بأجود أنواع البخور . 

وعن ذلك الأمر فيما يخص بلاد البخور، يقول أحد الباحثين عن تلك الرواية: "ويورد هذا الكتاب معلومات مُستقاة على نحو مباشر عند عدد من المناطق المجاورة لنهر النيل، والبحر الأحمر، والمحيط الهندي. فهو يذكر على سبيل المثال أن المسافة من آراضي أكسوم في بلاد الحبشة وحتى بلاد البخور التي تسمى بلاد البربر كانت تستغرق أربعين يوما أو نحوها، إذ إن بلاد البربر هذه تمتد على طول ساحل المحيط (اي المحيط الهندي)، بعيدا لا قريبا من ساسو آخر بلاد الإثيوبيين.." .

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز